مساحة إعلانية

صورة يا تقلبها يا تعدلها

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 06, 2022

 


صورة يا تقلبها يا تعدلها 


حيرتنا معاك !
أنت مين؟ 
متدين ولا علماني؟
مع الحجاب ولا ضده؟
عقلاني مادي ولا مؤمن بالغيبيات؟
سؤال أجبت عليه منذ سنوات ومع تكراره لا مانع من الإجابة لعل فيها إفادة.
السؤال به خلل لأن قضيتك من خلاله إصدار حكم وتصنيف شخص، فالحكم ليس لك، والتصنيف لن يفيدك، فمهما كنت أنا، فكل نفس بما كسبت رهينة، فلو أنا شيخ شيوخ المؤمنين لن أفيدك، ولو رمز رموز الفاسقين لن أضرك، فربك الحكيم بيّن الأمور، وقال يا عبدي عليك نفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت.

اجعل قبلتك الفكرة، فالفكرة السليمة لا يضرها فساد القائل بها والفكرة الخطأ لا ينفعها صلاح القائل بها.
دعنا نحسن الظن ونقول أن السؤال عن الأفكار لا الأشخاص، وأنه سؤال استفهام رغبة في الفهم وحسن البيان وإليك أقول...

أفكاري يا سيدي الكريم إن كنت تريد معرفة معالمها لا التصنيف، فواحة الأريام عصية على التصنيف لأن فيها كل جمال وكل ما أبدع البديع جمال، لن أكون إمعة كما أوصاني النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
ليست مشكلتي مع أو ضد، بل حرية أن تكون مع أو ضد، حقك في الاختيار، عراك أفكار شريف مداده الحجة والبرهان، مما يؤدي إلى التطور الفكري، تجويد الأفكار وميلاد أفكار جديدة.

قضيتي حرية وكرامة وإرادة الإنسان، وأن نتعلم حكمة الاختلاف، وكيف نديره من أجل الإنسان.
أنا ضد كل وصاية من الإنسان على أخيه؛ فإن كانت القلوب التي كانت مهبط وحي السماء لم يكن عليها إلا البلاغ، فكيف بك أنت يا إنسان!
قضيتي حمل شمعة التنوير بلا إقصاء، ولا سيطرة ولا كراهية أو إكراه.
الدين أراه من أجل الإنسان وليس العكس، أطوف حول أنوار الديان، ولا أعبد الدين، وألتمس مقولة الحلاج ديني لنفسي ودين الناس للناس.

أنا المؤمن عدو الخرافة المقدسة، الصيدلي الذي أفنى عمره في الكيمياء، والعلوم التجريبية، والمعالج بالطاقة الحيوية من سخمت المصرية القديمة إلى مدرسة البرانا الهندية.

أنا الناظر في فلسفة الطبيب الألماني هامر حول أن أصل كل الأمراض خلل في الشعور ودارس للميتاهيلث، ومرافق لعلماء النفس أستخدم أدواتهم في الوصول.

أنا المتفلسف رفيق العقل المعتزلي، بقلب صوفي يسعى للتجلي الإلهي، مؤمن ببعض الماورائيات، ولا أترك عقلي أبدا حتى وأنا أتعلم أسرار الميتافيزيقيا، فأميز نقل الإخبار عن الغيبيات ومدى سلامته ومقصوده ومعناه، وهذا لا يمنع الإبحار عند سبينوزا فيلسوف الأخلاق، عند جان جاك روسو ودين الفطرة، حكم بوذا، إصلاح شريعتي، فلسفة بن رشد وبن سينا، وطريقة تشوا كوك سوي، تراث كونفيشيوس، وسبق أن عشت عند بن تيمية وبن القيم وبن عبدالوهاب، وبرفقة المودودي وسيد وإمام الدعاة، وانتهيت مفضلا للإمام محمد عبده، والشيخ علي عبدالرازق، والإمام الأكبر شلتوت، وكل أهل التنوير صاروا لي ندمان .

أدرك أن للإنسان أبعادا مختلفة منها المادي الملموس، ومنها المعنوي المحسوس، جسد وعقل ونفس وروح.

أنا الليبرالي المؤمن بالحرية والسيادة للإنسان، وربي دائما نصب عيني أطلب رضاه وأنا حر سيد مختار.
أنا المحب لآل محمد، وأبي ذر الغريب بعد عدل عمر الفاروق.

أنا الباحث عن نور السماء ورحيق الحب في كل بستان مهما تعددت الألوان.
أنا آدم، وقلبي يسع كل آدم، وعقلي يتسع لكل آدم، وألتقي مع كل المؤمنين باختلاف الأديان عند محبة الديان.

أحترم التراث لكن لا أقدسه، والتاريخ عندي للتعلم منه والاعتبار فتجاوز الأخطاء، الأحداث قبلتي ولا أنبش قبور الأشخاص.
فيما يخص قال رسول الله، أقول بقول الصديق رضي الله عنه إن كان قال فقد صدق، القرآن معيار الحكم ثم العقل والفطرة كفتي الميزان .

ديموقراطي لا أقبل ما يخالف معتقداتي، لكن لا أكره الآخر على ما أرفض أنا.
ليبرالي أنتقد ما يخالف معتقداتي، ولغيري الحق في اعتناق ما يشاء.
علماني يحكم الدين كل حياتي لأنني مؤمن به، لكن دون فرض تديني على غيري.
تنويري إنساني ألتمس العذر ما لم تقم الحجة حق إقامتها، أنا صلاة الإنسانية.

معتزلي العقل، صوفي القلب، سني الهدي النبوي، شيعي الهوى، قرآني المنهج، ليبرالي الفكر، يساري النزعة، إنساني الفهم، تلكم هي أريامي وهذا أنا.
حلمي صلاة وصلات في مستوى وعي يسمح بتلاقي الألوان .

إن كنت من القلة التي ترى ذلك تفردا، ومنهجا إنسانيا له وجاهته، اقبل ما يقبله عقلك، ويرتاح له قلبك، وتأنس به فطرتك، ودع ما دون ذلك.
إعدل الصورة فأهلا بك مهما كان اسمك، عرقك، مذهبك، فكرك، بلا كراهية ولا إكراه.

أما إن كنت من الأكثرية التي ترى ذلك منهج متخبط فاسد مرتبك (سمك، لبن، تمر هندي) فهذا حقك، اقلب الصورة، ولك من ألوان المحبة وأصنافها ما ترضى به نفسك، والله أسأل لي ولك أنواره ومحبته وفيوض حكمته.

اطلب بشكل مباشر نسختك الورقية من كتاب صلاة الإنسانية للكاتب عاطف عتمان عبر خدمة Bosta للتوصيل، والمتاحة في جميع أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من خلال هذا الرابط:
http://bit.ly/2uPwmXR
للاستفسارات يسعدنا تواصلك معنا على رقم خدمة العملاء: 01220222242
#كُتبنا
#الكتب_شغف_لا_ينتهي

كتاب

اقرأ على واحة الأريام 





مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام