30/11/2018
بشارة أهل العقول في صحيح المنقول
لمن البشارة؟للذين لا يستمعون إلا لقول واحد أو شخص واحد فيسلمون ويستسلمون؟
أم للذين ينفتحوا ولا يردون قولا بهوى نفس أو عناد لقائله قبل التدبر والتفكر والتفقه؟للذين يستمعون للقائل أم للقول؟
أم للذين يستمعون إلى القول إجمالا فيتبعون أحسنه؟
للسلفية أم الصوفية، للإمامية أم الإباضية، للسلف أم للخلف؟
للذين ينتهي أمرهم عند الاستماع أم ألئك الذين يجعلون من الحق والحكمة والأحسن قبلة، فإن بلغوها كان الاتباع؟
للذين ينتهي أمرهم عند الاستماع أم ألئك الذين يجعلون من الحق والحكمة والأحسن قبلة، فإن بلغوها كان الاتباع؟
ما السبيل لتمييز القبيح من الحسن وتفضيل الأحسن على الحسن؟
هل البشارة لمن حارب على فرعيات وترك الأصول؟
هل الفضيلة التي تلهي عن أفضل منها وتمنع فائدتها تدخل في حكم الرذيلة؟
هل الاتباع هنا سبق التعقل والتمييز أم لحقه؟
من هم هؤلاء أهل البشرى؟
هم الذين هداهم الله من أولي الألباب، هداهم الله لطلب الحق واتباعه أنى وجدوه فهو كعبتهم .
ما أعظم كلامك وأحكمه يا الله، حررت الرقاب من عبودية الأشياء فما خلقت الأشياء إلا من أجل الإنسان فكيف تأسره الأشياء !
ما أعظم كلامك وأحكمه يا الله، حررت الرقاب من عبودية الأشياء فما خلقت الأشياء إلا من أجل الإنسان فكيف تأسره الأشياء !
حررت الرقاب من الأشخاص فلا عبودية لنبي ولا ولي ولا وصي ولا عالم ولا متعلم، فأنت وحدك المعبود.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه يعلنها من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله يؤصل للفكرة ويهدى حيرة التائهين عندما نظروا للمعسكرين والأسماء من هنا ومن هناك فارتبكوا، لأن كعبتهم كانت الأشخاص، فيضبط علي عليه السلام البوصلة ويعلمهم أن ينظروا إلى الحق وليس إلى الرجال، فالرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، فتصبح الكعبة هي الفكرة وتعقلها وتدبرها والتمييز بين قبيحها وحسنها واتباع الأحسن.
كن مفكرا، كن باحثا عن الحقيقة، تحرر من قيود الأشياء والأشخاص لرحابة الفكرة.
لا تقلد، لا تتعصب، لا ترفض ولا تقبل قبل أن تعي وتدرك، لا تقدس الخرافات.
اجعل شعارك قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
اجعل رسولك هو العقل الاستدلالي الذي لا يقبل فكرة ولا يعتقد عقيدة ولا يقر بثابت إلا بعد الاستماع الجيد، والتفكر والتدقيق والتمحيص، مستقبلا الحق قبلة واحدة بغض النظر عن الأشخاص أو الأهواء.
اللهم لك الحمد على عقل حر باحث عن الحقيقة أينما تكون، طامع في نورك، فاجعلنا يا ربنا ممن يستمعون القول فيعقلوه ويتبعون أحسنه فتكون لهم البشرى.
اقرأ على واحة الأريام
ليست هناك تعليقات: