هل يمكن لأمة يعاني وعيها الجمعي غياب العقل الفاعل وسيطرة مطلقة للعقل المنفعل أن تنهض؟
_
العقل المنفعل هو عقل البيئة والموروث والثقافة.
العقل الفاعل هو ما يولد به الإنسان ويختفي من خلال سطوة وسيطرة العقل المنفعل إلا في حالات يقوم بدور المحاورة والمواجهة والمجادلة والنقد وأحيانا الثورة على العقل المنفعل.
كما يقول الفلاسفة فعند الأشخاص الذين لا يموت فيهم العقل الفاعل ينطلق ليفكر في ذاته هو كعقل فاعل وكيف يمكنه التحرر من العقل المنفعل، ثم يفكر في العقل المنفعل فيحاوره ويجادله ويحاسبه وينقده، ومن ثم ينطلق للعقل المجتمعي ويلاحظ مدى تأثيره على العقل المنفعل وهو المسيطر على التفكير والتعامل مع الآخرين والتمييز والاختيار والقرارات.
-----
أميل إلى فلسفة الفارابي وبن سينا في التصوف التي ترتكز على العلم والتفكر والتأمل سبيلا للإتصال بالعقل الفاعل ولا أميل لتصوف الحلاج الذي يقول بالحلول.
-----
المدرسة السلفية القائمة على تقليد قرون الخيرية والتي تعاند العقل والاجتهاد في محاولة لمنع الانقسام والاختلاف ومع أنها لا تأخذ بالرأي انقسمت لمداخلة وجهادية وسلفية علمية وغيرهم، فهل حماهم التقليد من الشقاق الذي يصل حد التكفير والتفسيق وهم أهل منهج من المفترض أنه واحد قائم على التقليد والاتباع!
السؤال المهم هل تغييب العقل وقتل الاجتهاد والاكتفاء بالاتباع لمن سلف أدى للوحدة وجمع الصف؟
-----
التلمذة والتقليد
المعارف والإدراكات البشرية حلقة متصلة من بناء بدأ وسيظل مستمر، فكل خلف مبدع هو تلميذ نابه بنى على ما وصل إليه السلف، أما المقلد فهو هذا البليد الذي توقف عند آثار السلف فقبلها على علتها ونقل.
-----
ما بين رحيلهم ورحيلي يبقى الأثر فإن كان مسكا فاح، فألهم نفوسا شيئا من نور، وإن كان غير ذلك ليته يكون للدود وليمة كما هو حال صاحبه.
-----
كانوا يهتمون بتعليمنا وحثنا على الموت في سبيل الله ولم يعلمونا العيش على طاعة الله، كانوا دائما يرهبونا بعذاب القبر ولم يهتموا بنعيمه، كانوا دائما يزرعون الرعب والخوف من شدة عقاب الله وبطشه وإن الصراط هو بيت الرعب الأكبر، ولم يعلمونا أن الله يحبنا وعلينا أن نحبه، وأنه هو الرحمن الرحيم مع أننا نكرر الرحمن الرحيم أكثر من أي اسم أو صفه.
قال أحدهم فلان أربعين سنة يصلي الفجر بوضوء العشاء وقال الآخر من ترك صلاة واحدة برئت منه ذمة الله فأنهكوا قوانا وشوهوا أفكارنا وغيبوا عقولنا فجعلونا مسوخ.
-----
٥ ديسمبر ١٩٩٥ رحل الدكتور إبراهيم مدكور أحد أبرز علامات الفلسفة الإسلامية المعاصرة وأحد رواد الإصلاح في ظل أمة تعتمد منهج قتل المريض بدلا من علاجه.
رحل صاحب كتاب في الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيق.
الدكتور إبراهيم مدكور كان زميل الشيخ حسن البنا في دار العلوم وعرض البنا على مدكور الإنضمام للجماعة فكان مدكور مؤيد لفكرة ثقافية سلوكية بعيدة عن السياسة.
السؤال المهم ماذا لو وعى حسن البنا كلمات مدكور هذه؟
هل نتخيل المشهد الحالي في ظل تقبل البنا لرؤية مدكور؟
-----
الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله يفتتح كتابه الفقه على المذاهب الخمسة بهذا الحديث الذي قيل أنه مقطوع.
أَتَى مَلَكٌ آدَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَقَالَ: "قَدْ جِئْتُكَ بِالْعَقْلِ وَالدِّينِ وَالْعِلْمِ فَاخْتَرْ أَيَّهَا شِئْتَ، فَاخْتَارَ الْعَقْلَ وَقَالَ: لِلدِّينِ وَالْعِلْمِ: ارْتَفِعَا قَالَا: أُمِرْنَا أَنْ لَا نُفَارِقَ الْعَقْلَ.
-----
أيهما يؤذيك بدرجة أكبر عارية أم حافي!
-----
الفيلسوف بن سينا يسير على خطى الأستاذ الفارابي في فلسفة التصوف والبحث عن السعادة فيقول في كتابه الإشارات والتنبيهات مفصلا حال الزهد والعبادة والمعرفة
اقرأ على واحة الأريام
اقتنوا
الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة
التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6
ليست هناك تعليقات: