مساحة إعلانية

حكايتي مع عبدالناصر

عاطف عبدالعزيز عتمان يوليو 25, 2022


حكايتي مع عبدالناصر شبيهه بمسيرتي الفكرية، بدأت بعشق للزعيم يمكن بسبب الزعامة، الخطابة عشقي الأول، الانحيازات اليسارية، الفكر الوحدوي لدرجة إن أول مرة أكسب من النشان في مولد سيدي أيوب الأنصاري وعمري 10 سنين تقريبا اخترت الجائزة صورة عبدالناصر. 
بدأت مرحلة الشيخ كشك الخطيب المفوه وأحلامه وقصصه في وقت كان التلقي أعمى وكان خطاب الشيخ رحمه الله بدرجة حرارة عاطفية تسكر العقول، ثم زينب الغزالي وقصص حمزة البسيوني وسيد قطب وسجود إمام الدعاة (الذي صنعه الرئيس المؤمن) بسبب النكسة وبدأت أكره عبدالناصر كراهية مقدسة لله لأنهم صوروه عدو الله، وصدروا أنصاف حقائق عن الحقبة الملكية وهنا في مرحلة لاحقة كانت شهادات الشيخ القرضاوي في مذكراته أكثر إنصافا لعبدالناصر. 
مرحلة تالتة كانت بنظرة وفدية وما بين الوفد وعبدالناصر معلوم. 
ثم كانت
 قراءة المرحلة الملكية بعيدا عن أقلام يوليو وانصاف الملك من كثير مما نسب إليه لدرجة أن البرمجة الآلية كانت بمجرد سماع اسم الملك فارق تظهر النساء والمجون والخمور والفساد وكأنه لم يكن سوى زير نساء ولو لم يكن للملك إلا حقن الدماء في يوليو لكفاه! 
في هذه الرحلة يمكن أن أرى الصورة بدرجة وضوح أكبر وأن محاكمة التجربة لابد أن تكون بموضوعية وألا نطحن بين التطرفين. 
عبدالناصر زعامة وأثر في التاريخ المصري المعاصر بانجازاته وإخفاقاته. 
وبعيدا عن طعن جماعات التمايز الديني في دين كل من يختلف معهم فأنا أحب عبدالناصر ولا أقبل خطاياه ولا أبررها ولكن أرى على جانبها الآخر مميزات زعيم وقائد مات وبجامته الكاستور نظيفة اللهم إلا من الورقة التي ادعت الدكتورة هدى وجودها. 
تعالوا نتعلم قراءة التاريخ كأحداث لنتعلم لا لننبش القبور ونطوف حول أشخاص. 
ناصر الإنسان في ذمة الله نسأل الله له الرحمة والمغفرة والتجربة تاريخ يجب نقده بموضوعية لاستخلاص العبر.
النصف المسكوت عنه من الحقائق عن ثورة يوليو أو حركة أو انقلاب.. 
* دائن لكنك محتل من المدين
* هناك أحزاب وتغيير وزارات وعمل سياسي لكنها دمى في يد الملك والإنجليز، يتحكم القصر والسفير في خيوط اللعبة
* جنيه قوى يساوى الذهب لكن الثروة بيد قلة من الإقطاعيين في ظل شعب فقير ينهشه المرض والجهل وتتسيد عليه الأعراق الوافدة.
* مصر مملكة محتلة ممتدة تحت التاج الملكي لكنه امتداد صورى في أنفاسه الأخيرة بسبب قوى عميلة للاستعمار أو قوى رافضة للتبعية للتاج الملكي .
* أثمرت يوليو قانون الإصلاح الزراعي لكنها خلقت إقطاعيين جدد خاصة بعد تآكل مبادئها. 
* انفصلت السودان المنفصلة فعلا لكن ظل النفوذ المصري والاتجاه الوحدوي حاضر بقوة
* تحررنا من الاستعمار العسكري وساعدنا كل المظلومين على التحرر بضريبة باهظة ومقابل كبير لدولة أصبحت ذات حجم ونفوذ وقوة ناعمة على المسرح العربي والإفريقي والعالمي، ولكن فشلنا في التحرر الثقافي والفكري وحتى الإقتصادي الذي بدأ ولم يستمر.
* دول حوض النيل كان مصبها مع مصب النيل. 
* كعادة المنتصر الذي يكتب التاريخ جعلوا من الملك شيطان والحقائق التي تكشفت تنفي عنه كثير مما ألصق به
* نكسة منكرة في ٦٧ سبقتها نكبة في ٤٨(الملكية)  ثم اعتراف بالنكسة وبداية الحرب بالاستنزاف
* تعليم مجاني وبداية تصنيع والسد العالي وتأميم القناة ونهضة زراعية
* تسلط سلطوى وحكم شمولي وغياب الديموقراطية الضامنة للحساب الشعبي وتغول مراكز القوى وأرباب القلم السياسي (الملكي)
* الوقوع ضحية الفخ الشيوعي الذي يتحارب هو والمعسكر الغربي بنا على أرضنا من أجل النفوذ والمصالح (السادات عكس التوجه فقط)
* استعمار وفلول ملكية وملكية سعودية والكيان الصهيوني وإخوان ومكر واستغلال سوفيتي في هذه الأجواء حكمت يوليو. 
* حلم قومي وحدوي افتقد التصالح مع الدين(إسلامي ومسيحي) والبعد الإنساني بدرجة أو بأخرى. 
* حلم تحرر وحدوي تصاحبه كرامة إنسانية وعدالة إجتماعية ونهضة علمية وحكم ديموقراطي لم يتحقق وكاتب السطور أحد ضحايا مرارة فشل هذا الحلم ولذا تظل دراسة التجربة تشغله، فإن كنت مواليد عصر الإنفتاح الذي قيل عنه سداح مداح إلى أنني تربيت على فكر ثورة يوليو وخطب ناصر وعشت الحلم بعد مقتله.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام