مساحة إعلانية

جغرافيا الروح في 48 خريفًا.. 3️⃣ الحقد المقدس.

عاطف عبدالعزيز عتمان أغسطس 18, 2025

 




🕊️ جغرافيا الروح في 48 خريفًا.. 3️⃣ الحقد المقدس.

​في العقدين الأولين من حياتي، كانت جغرافيا الروح تتسم بملامح "الجهل المقدس" الذي تولّد عنه حقد مقدس وبغض في الله.!
لم تقتصر هذه الكراهية على المختلفين في الدين، أو المذهب، أو الفكر فحسب، بل امتدت لتشمل كراهيةً عميقةً لنفسي؛ كراهيةً لبشريتي، لضعفي، لأخطائي، ولظلّي.

​لم تكن الرحلة بهذه البساطة، ولم يكن التحوّل دراميًا، بل بدأ من ضيق الفكر وسجن الميراث.
كان كل خريفٍ يحمل معه نسخةً جديدةً من الوعي، بدايةً من السؤال والشك، مرورًا بالبحث عن زوايا رؤية جديدة، وصولًا إلى الانتباه للآخر، وإدراك أن "ماذا لو كنت أنا هو؟"


​مع كل خريف، ومع صدق البحث عن الحقيقة، بدأت أغصان الجهل المقدس والحقد المقدس تتساقط. اتسعت الرؤية، وتلاشت الأحكام المطلقة، وبدأ إدراك طبيعتي البشرية والتصالح معها وقبولها.
​في الخريف الـ 48، أثمرت هذه الرحلة وصولًا إلى الحب في الله لكل خلق الله.
حينها، وجدت في كلمات مولانا محي الدين بن عربي قبلةً للقلب:

​"لن تبلغ من الدين شيئًا حتى توقر جميع الخلائق."

هذه الكلمات أصبحت بوصلةً ترشدني، وتلخص رحلة العمر من الكراهية إلى الحب، ومن الجهل إلى الوعي.

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام