لولا رجال أخلصوا للحقيقة ما تحرك الإنسان من الكهوف

كنت أدرك أن كثير من رجال الدين والفكر يكتمون الحق وهم يعلمون خوفا على سمعتهم بين الجماهير وأحيانا خوفا على أرزاقهم بل وحياتهم؛ فالاقتراب من المعتقدات الدينية والأعراف الإجتماعية بما يخالف الموروث ويزعج منطقة الراحة التي تحافظ على سكون العقل البشري له عواقب وخيمة في ظل التطرف والانغلاق ومجتمعات السبات العميق وضعف المدنية الدستورية مقابل البداوة والثيوقراطية.
الجديد هو إدراك أن الأمر لا يقتصر على رجال الدين والمفكرين فقط بل يطال أهل العلوم التجريبية عندما يصبح تناول الحقيقة العلمية صادم من ناحية الأعراف أو المعتقدات الدينية.
هذه المعضلة خلقت نوعين من الخطاب، خطاب للدائرة المقربة وخلف الكاميرات، وخطاب علني أمام الكاميرات، وربما خطاب ثالث يحدث الإنسان به نفسه ولا يجرؤ على البوح به. 
الحرية والإرادة أول خطوات اليقظة من السبات وأهم ما ميز الله به الإنسان الفطري قبل أن يرهب الإنسان أخيه الإنسان وأن يستعبد الناس بعضهم بعضا. 
الحرية والإرادة شرط تمام التكليف فلا حرج على المكره ولا تكليف. 
الحرية تلازم إنسانية الإنسان وتسبق الأديان فلا إيمان لمكره عليه. 
إلى هؤلاء الذين كشف الله لهم من الأنوار فكتموها تقربا للجماهير وخوفا على سمعتهم بين الناس من أظلم منكم! 
لولا رجال أخلصوا للحقيقة ما تحرك الإنسان من الكهوف.

حق اختيار الفتوى

القانون ملزم أما الفتوى غير ملزمة فاختر لنفسك ما تود أن تقف أمام الله به وتعلم أن تميز الفتاوى وتقبل وترفض حسب قوة الحجة وما تألفه الفطرة.
المنح لا يضر من يربد المنع والرخصة لا تضر من يرفض الأخذ بها. 
حقك متسافريش بدون محرم وحقك تصوم وإن كنت تطيقه فلا داعي للهياج فمن ترى أن مكانها الحرملك فلتبق في الحرملك.

ما بين النوم واليقظة

ما بين النوم واليقظة صرت أرتل سورة النصر وكأني أقرأها لأول مرة. 
13 سنة يأمرهم صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق والنظر والتفكر والنقاش العاقل والنظر في آيات الله والتوحيد ولا يطلب سوى حرية البلاغ فما آمن معه إلا القليل وأكثرهم المستضعفين في الأرض ويوم الفتح يدخلون الدين أفواجا رأس القبيلة بقبيلته وهنا أفهم التسبيح بحمد الله لكن توقفت عند واستغفره إنه كان توابا!
صديقي الأقرب لنفسي الصحابي الجليل أبوذر الغفاري من أهل السبق والإيمان في حالة الضعف ومن القلة التي كانت من السادة وهو هو يظل بعد موت النبي كما كان في حياة النبي ويخاصم كثير من مسلمي أفواج الفتح حتى يموت غريبا!