مساحة إعلانية

نواصل الرحلة مع حقيقة التشيع والعلامة السيد علي الأمين


نواصل الرحلة مع من قال :إذا كان التسنن هو الإيمان بسنة رسول الله ،فكل المسلمين سنة ،وإن كان التشيع حب أهل البيت فكل المسلمين شيعة ، مع العلامة السيد علي الأمين .
د.عتمان:
التمذهب وبداية التشيع ، هل كان التشيع في بدايته ولاية لآل البيت وحقهم في الإمامة أم خلاف عقائدي بين المسلمين آنذاك ؟


العلامة الأمين :
من المعروف أن بداية نشوء المذاهب كانت في أواخر القرن الثاني من الهجرة،وكانت في أول الأمر عبارة عن آراء أصحابها واجتهاداتهم الفقهية في المسائل الشرعيّة ، ومن خلال اعتماد الحكومات المتعاقبة لتلك الآراء في باب القضاء كان يشتهر رأي فقيه معين دون غيره، ولذلك اختفت آراء كثيرين عن التداول ،وقد تحوّلت الآراء المتداولة والتي اشتهرت فيما بعد إلى مذاهب.


والتّشيّع لأئمة أهل البيت لم يكن له صفة مذهبيّة في تلك المرحلة، بل كان بمعنى المحبّة لهم والتأييد لمواقفهم وتفضيلهم على غيرهم في مواقع القيادة السياسية ، وقد كان الإمام أبو حنيفة من الداعين لتأييد الإمام زيد في خروجه على الحاكم ، وهذا مما يكشف لنا عن أن الخلاف بين المسلمين لم يكن خلافاً عقائديّاً ، وإنما كان اختلافاً للآراء حول الإمامة السياسية وإدارة شؤون الأمّة وهذا الإختلاف هو ما يسمّى اليوم باصطلاح السياسيين إختلاف الموالاة والمعارضة، فالموالاة ترى نفسها أنها الأحق والأجدر بالحكم ، والمعارضة ترى نفسها الأولى بالحكم والقيادة.


د.عتمان:
من هو الإمام جعفر الصادق وماهي ركائز مذهبه ؟
العلامة الأمين :
الإمام جعفر الصادق هو سادس أئمة أهل البيت عند المسلمين الشيعة من الطائفة الإمامية الإثني عشرية، وهو من ذرية الإمام الحسين ، فهو إبن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين علي بن الحسين، وكان جدّه لأمّه الخليفة أبو بكر الصديق، وقد روي عنه قوله(ولدني أبو بكر مرّتين) فقد كان والده الإمام محمد الباقر صهراً للخليفة أبي بكر الصدّيق حيث إنه كان متزوجاً بأم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، والإمام جعفر الصادق هو إبنها منه.

وكانت مدرسته في المدينة مقصداً للطلاب والعلماء ومنهم الإمام أبو حنيفة وغيره ، وبعد شيوع المذاهب وانتشارها في عصره وما بعده نسب إليه المذهب الجعفري باعتبار تواجده في ذلك العصر واشتهار مدرسته التي اعتمدت على الكتاب والسنّة في استنباط الأحكام الشرعيّة، وكان يقول: كل شيء فيه كتاب أو سنّة، وأنه لا اعتبار لما خالفهما ، ولذلك وصفت مدرسته بأنها مدرسة النصّ التي انفتحت على كل المدارس الأخرى.
----
الحوار كاملا في كتاب زبدة التفكير في رفض السب والتكفير 
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام