حول فلسفة الموت (التحرر)
✍️ لك أن تتخيل أن الشمس قد أشرقت، لكن هذا الشروق مختلف، حيث لن يشرق جسدك بعد ذلك أبدا.مات أو بالأصح انتقل أو تحرر فعاد الجسد إلى منبته، وانطلقت الروح في رحلة العودة بعد انتهاء الرحلة.ومن سجن الزمان والمكان حيث الحزن على الماضي والقلق على المستقبل إلى حرية الآن والآن فقط.
✍️ في الأثر تشبيه للدنيا بمنزل ببابين تدخل من باب وتخرج من الآخر، لذا؛ قالوا أن الدنيا دار ممر لا دار مقر.
تأمل هذا الأثر كفيل بإدراك الحقيقة وهي أن الإنسان خالد لا يموت، هو فقط ينتهي من تجربة وينتقل من حالة إلى حالة أو من بعد إلى بعد... إنها الرحلة نحو النور.
✍️ يوقظونه فلا يستيقظ وهنا ينتهي كل شيء...
ينتهي الجنس والجنسية، اللقب والقوة، المال والبنون، القلق والحزن، الخوف والكراهية، الإكراه والدم والظلم... إنها النهاية أو قل إنها البداية...
✍️ ما هو أقصى ما يكون؟
بكاء، حزن، نعيا وتأبينا أو حتى جماهير تشيع جسدا ترابيا لم يعد له بالإنسان صلة اللهم إلا تكريم له لحمله يوما النور الإلهي.
✍️ ثم يبدأ النسيان يمارس دوره حتى تصبح ذكرى وربما حتى تتحول الذكرى إلا ذكرى وينساك من حملت همه كما نسيت من حمل همك، وتظل عجلة الحياة تسير وكأنك لم تكن.
ماذا ستفقد الحياة بغيابك؟
إن لم تكن ستفقد شيئا فأنت ميت فعلا قبل أن يموت الجسد.
✍️ انتهت التجربة وعادة المتدين (مهما كان تدينه) اختار طريق الراحة واستلم تدينه كما هو، وارتاح لسبات عقله الذي مات قبله، ولو صح المنهج لصح للجميع، ولتساوى كل الوارثين قدرا، الذين استلموا الميراث فحافظوا عليه وسلموه.
✍️ أما ذلك القلق الذي أبى إلا أن يصنع تدينه ويسير في طريقه هو وليس الطريق الذي رسموه له، فخاض رحلة صعبة، فمهما كانت نتيجة ما وصل إليه، ومهما كان طبيعة الطريق الذي سلك، فقد قطع أشواطا في طريق النور عن وعي حتى رجعت الروح بعد تجربة معارفها إلا بيتها الأول.
✍️ انتهى الصراع وتلاشت الأنا الزائفة الباحثة عن الرضا والتقدير في عيون الناس.
✍️ انتهى الصراع ومعه لوم النفس والسعي لإشباع شهوة السلطة والمكانة والمال...
✍️ بصر حديد، وشريط فيلم سينيمائي يمر متضمنا أحداث الوهم، مسطرا أيام وليالي السجن وكأنه حفل العودة إلى الحرية من جديد...
✍️ لم يعد لأي شيء مادي من معنى، لا تكنولوجيا ولا سلطة ولا مال ولا خوف ولا مكانة ولا ملذات جسدية تناسب مرحلة السجن... كل ذلك انتهى إلى الدود وبدأت مرحلة جديدة.
✍️ يبقى السؤال بعد إنا لله وإنا إليه راجعون حاضرا... من وكيف ولماذا وإلى أين...؟
أسئلة لا قيمة لها إلا داخل جدران السجن، أما عند التحرر تعود لوعي الأجوبة وتعيش حالة ما كنت عليه في السجن ويستمر السعي حتى الرجوع إلى البيت... إنا لله وإنا إليه راجعون.
ليست هناك تعليقات: