هل مازال هناك سرجيوس وهل مازال منبر الأزهر مستعدا له خطيبا؟
في ظل مظاهر احتقان طائفي وكراهية مقدسة متبادلة بدرجة أو بأخرى أجد نفسي مسافرا عبر الزمن لزمن لم يكن فيه الحال كحال اليوم، لأستمتع بسيرة هذا القمص المعتز بإنسانيته ووطنه، والثابت المدافع عن إيمانه المعتقدي مما يؤكد أن الإنسانية والوطنية والمحبة لا تعني أبدا تخلى عن الإيمان، بل هي نابعة من الإيمان إن عرف قلب المؤمن الله حق المعرفة.كتبت عن الذي صعد منبر الأزهر في أزهى عصور التنوير 1919 وكان يستخدم آيات القرآن في الخطب ببراعة تفوق بعض المسلمين وكان يفتتح الخطبة ب..بسم الله الرحمن الرحيم بسم الآب والابن والروح القدس.
أنا مصري أولا وثانيا وثالثا.
الوطنية لا تعرف مسلما أو مسيحيا بل مجاهدين فقط.
أنا مصري أولا وثانيا وثالثا.
الوطنية لا تعرف مسلما أو مسيحيا بل مجاهدين فقط.
أثار نشري لافتتاح الخطبة هذه حفيظة البعض وكشف عن أزمات في العقول مثل الغضب الظاهر من الطرفين الذي طال اسم المسجد (مسجد شنودة) في الحاضر ولم يصمد الاسم حتى تم تغيره.
غضب وهجوم لأنني لم أذكر اسم صاحب افتتاحية الخطبة فما إن تبين أن الخطيب قمص مسيحي كان الثناء، وهنا الكشف عن دوغمائية دينية ترى كل ما عاداها هالكا باطلا بالمطلق، وعلى الجانب الآخر الدوران في فلك الأشخاص لا الأقوال، فسلامة القول حسب قائله، ورائحة العنصرية الدينية تحاصر الآفاق، وضعف التفريق بين الحقيقة ورؤيتك لها تظل الأزمة، حيث تقرأ كلام غيرك بما في جمجمتك.
عندما يحمل مسيحي إفطار رمضان، أو آذان في كنيسة للتضامن أو مسيحي يحتضن القرآن أو يتلوه، أو يشارك في مسجد أو يدرس الشريعة الإسلامية، تجد احتفالا وتقديرا وثناء ومديحا، أما لو مسلم احترم صيام المسيحي، أو قرأ آية من الكتاب المقدس، أو شارك بناء في بناء كنيسة، أو درس ما يخص الدين والثقافة المسيحية، تحدث حالة من الهياج والذم والثورة والتكفير!
عادة ما يواجه أهل الانفتاح والاعتدال سهام القريب والبعيد ربما لغياب المصارحة والمصالحة والقبول الحقيقي خلف المجاملات الزائفة.
رد فعل غاضب آخر أعلن الشهادتين وجود وزاد أن عيسى عبد الله ورسوله وكأن الكلمات زلزلت إيمانه فأحب أن يؤكد عليه!
طوبى للمؤمنين حقا عن إدراك ووعي ولا عزاء للمرتبكين الذين يخشون على إيمانهم من نسيم الخريف.
طوبى للمؤمنين حقا عن إدراك ووعي ولا عزاء للمرتبكين الذين يخشون على إيمانهم من نسيم الخريف.
القمص سرجيوس
الخطيب المقصود هو القمص سرجيوس صاحب المواقف الوطنية والإنسانية المشهودة.
عاش في الأزهر لمدة ثلاثة شهور كاملة يخطب في الليل والنهار مرتقيا المنبر.
خطيب الثورة الذي قاد نضاله من منبر الأزهر والذي مع محبته ووطنيته وإنسانيته وتسامحه الديني كان من أبرز المدافعين عن الإيمان المسيحي فلا تناقض بين الأمرين.
خاطب الإنجليز قائلا:
خاطب الإنجليز قائلا:
لن أكف عن النضال وإثارة الشعب ضدكم إلى أن تتحرر بلادي من وجودكم.
وقال: إن كان بقاء الإنجليز في مصر لحماية الأقباط فليمت كل الأقباط ليعيش كل المسلمين أحرارا.
وقال: إن كان بقاء الإنجليز في مصر لحماية الأقباط فليمت كل الأقباط ليعيش كل المسلمين أحرارا.
ثنائي المحبة والوطنية والإنسانية.
وقف القمص سرجيوس والشيخ القاياتي يتناوبان الخطابة من فوق منبر جامع ابن طولون فلما ضاق بهما الإنجليز ذرعا أمروا بنفيهما معا في رفح بسيناء.نشرت جريدة الأهرام بعددها الصادر في 24 سبتمبر سنة 1964 عقب وفاته كلمة بعنوان مصر كلها كانت كنيسة سرجيوس
هل مازال هناك سرجيوس وهل مازال منبر الأزهر مستعدا له خطيبا؟
ليست هناك تعليقات: