مساحة إعلانية

التدين الدوغمائي الاستعلائي .. الأزمة والمخرج

 


التدين الدوغمائي الاستعلائي

رائحة الكراهية والحقد المقدس تزكم الأنوف في ظل غياب الإنصاف وغفلة عن القيم والأخلاق والسعي للإثارة في خندق الطائفة.
✍️ مشكلة التدين الاستعلائي القائم على تزكية النفس هي معضلة التدين عبر التاريخ وسبب أغلب الصراعات!
✍️ المتدين الاستعلائي عنصري على نمط الادعاء بنحن أبناء الله وأحبائه دون غيرنا ونمط لن تمسنا النار إلا أياما معدودات بلا عهد ولا سند.
✍️ المتدين العنصري الدوغمائي (الذي يظن أنه حاز المطلق) يبيح لنفسه إهانة معتقدات الآخرين ويثور إن اقتربوا من معتقده فيخاصم العدل والإنصاف لأنه يرى نفسه الحق المطلق وغيره الباطل المطلق وعندئذ فمن حقه سب الباطل من وجهة نظره.
✍️ لا يقف المتدين الدوغمائي عند حد كراهية الدين المخالف ومحاولة إكراه أهله، بل تضيق الدائرة فيصبح عنصريا مع المذهب المختلف، إذ يراه كفر  وباطل مطلق، لدرجة أن بعضهم يضع المذهب المختلف من ذات الدين في مرتبة عداء وكراهية أكثر من الدين المختلف.
✍️ لا تنتهي دائرة الكراهية والإكراه عند المذهب المختلف بل تنسحب لتضيق حول أبناء المنهج أو الجماعة أو أتباع رجل دين ما حتى تصل لتخنق المتدين الدوغمائي فلا يقبل إلا رأيه على أنه الحق المطلق ويرى كل مختلف باطل .
✍️ هل يمكن لهذه العقلية مهما كان دينها أو مذهبها أن تحب أو تسالم أو تحترم أو تتعايش وتتعارف مع المختلف، أم أن هذه العقلية تتأرجح ما بين العزلة والإكراه المعنوي إلى الإكراه المادي بمحاولة إلغاء الآخر؟
✍️ بمجرد أن يرتقي وعي الإنسان ويدرك ذاته ويعرف الخالق تهدم أسوار الدوغمائية، ويدرك الإنسان أن مرآة الحقيقة سقطت فتشظت ومع كل نفس جزء منها، وأنه كلما تعارفت الأنفس اتضحت الصورة بشكل أفضل وأوضح. 
✍️ يقول جبران :
بعضنا كالحبر، وبعضنا كالورق، فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصم، ولولا بياض بعضنا لكان السواد أعمى.
ويقول: أنت أعمى، وأنا أصم أبكم، إذن ضع يدك بيدي فيدرك أحدنا الآخر.
✍️ احترم مقدس غيرك كما تطالبه باحترام مقدسك وأدرك بشريتك وحكمة وبقاء الإختلاف، ولنستظل بأحبوا أعدائكم وباركوا لاعينيكم.
✍️ لنستظل بقولوا للناس حسنا وجادلهم بالتي هي أحسن وليعفوا وليصفحوا، لنستظل بمظلة الإنسانية ولتكن المحبة هي الطريق والسعادة هي العلامة والنور هو الغاية.. ولله طرائق بعدد خلقه.

اللهم اجعلني آداة لسلامك ومحبتك

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام