صدق إبراهيم عيسى وتنطع المتنطعون
أعجبتني غيرة المؤمنين وهجومهم على إبراهيم عيسى نصرة لكتاب الله بعد أن انتقد وجود صيدلي يقرأ القرآن أثناء عمله؛ فكبرت وسبحت وحمدت، ونزلت لأرى الله في المساجد والصيدليات، والمستشفيات، والمدارس، وسناتر الدروس، والجامعات، والمواصلات، والشوارع، والمصالح الحكومية، فلم أجده!وجدت من لا يتقن عمله غاضب، وأنين المرضى يشكو إلى الله إهمال الغاضبين من إبراهيم عيسى.وجدت النمام غاضب، ومطفف الميزان غاضب، ومضيع الصلاة غاضب، والمرتشي غاضب، وسارق المال العام غاضب، ومن تولى أمر العامة فخان الأمانة غاضب، ومانع النفقة على الأولاد والزوجة غاضب، وآكل مال اليتيم غاضب، ومكنز الذهب والفضة غاضب، ومن يؤذي أهل الكتاب غاضب، والعاهر والعاهرة غضبى، حتى الذي لا يعرف أين المصحف في بيتهم غاضب!
وقتها أدركت أن القرآن مهجور ولو أقاموا به الصلاوات الطوال، وضيعوا بالتمتمة بحروفه حقوق العباد، وأدركت شكوى النبي من هذه الأمة لربه باتخاذهم القرآن مهجورا.
أهل القرآن هم العاملون به والحديث عن تلاوة لا يتبعها عمل حديث مزلزل، تشيب له الولدان فعن النواس بن سمعان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((يؤتي بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما))
لاحظ جملة (وأهله الذين كانوا يعملون به) فهذا قيْد، قيَّد جميع الأحاديث المطلقة التي جاءت في هذا المعنى.
في جامع العلوم والحكم قال بعض السلف:
ما جالس أحد القرآن، فقام عنه سالما؛ بل إما أن يربح أو أن يخسر، قال الله عز وجل:
{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}
[الإسراء: 82]
فهل أنا من أهل الشفاء والرحمة أم من الخاسرين هنا السؤال؟
ما جالس أحد القرآن، فقام عنه سالما؛ بل إما أن يربح أو أن يخسر، قال الله عز وجل:
{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}
[الإسراء: 82]
فهل أنا من أهل الشفاء والرحمة أم من الخاسرين هنا السؤال؟
القضية ليست شخص فلان كان ابراهيم عيسى أو غيره، المشكلة حقيقة الغضب!
نتجاوز أن الغالبية لم تسمع الحلقة وتقضي فيما لا تعلم، ونترك التجاوز والطعن في دين الناس جانبا، ويظل السؤال الأهم ما حقيقة القرآن؟
وما حقيقة هجره؟
وما حق تلاوته؟
وما حقيقة هذا الغضب، هل هو محمود أم يخفي خلفه عورات!
ليست هناك تعليقات: