مساحة إعلانية

أماه

عاطف عبدالعزيز عتمان أكتوبر 18, 2021

 

مركز المنهج الوسطي


أماه
صباح الخير يا أمي 
ها أنا ذا طفولتي في يدي
تركت خلفي أحلام الصبا
وعنفوان الشباب تركته فيما مضىجئنك بألعابي الكسيرة
جئتك طلبا جبر العزيمة 
الخوف يملأني
الجو ملبد بالغيوم
شعري مبتل بماء المطر
شِعري أذاب حروفه صقيع المطر
أماه عانقيني فإني أرتجف
أين يديك الحانيتين تهدئ لوعتي
أين أنفاسك أحيا فيها أوبتي 
أرى طيفك في السماء
يداك تمتد إلي
كأنها طوق النجاة لحزني ولوعتي
قفزت أعانق يديك
عانقت السراب
عدت بحسرة إلى غربتي 
نظرت فوجدت إيناءك الفخار
شربت مكانك لعلي أرتوي
أظمأني الماء
شربت الظمأ فأنهك مهجتي
أماه هل ضاع الندى؟
صوتي صارخ في المدى
لا أجد من الصوت سوى الصدى 
أماه ردي 
أنا صغيرك الباكي
أنا طفل يعاودني النواح
وتحيطني الأشباح
 ويهجرني الصباح
أصبح ليلي كله مستباح
أماه
أسمع صوت نعليك فأجري إليه
النعل موجود ولا توجد أمي! 
أفتح الباب وانظر لأجدك
لكن هيات فقد غدر بي باب أمي
أنظر إلى مضجعك أراك نائمة
أحتضنك
فإذا بي أحتضن السراب
أماه
ما بين حبي والمنى
شك يداعبه اليقين
كل المواني زرتها
كل الأبواب طرقتها
كل النوافذ فتحتها
هتكت أستار المدن وغزوتها
لكنني ـ أماه ـ لم أجد السكن
أماه ردي
صغيرك أبكاه النواح
وناح معه الألم

اقرأ على واحة الأريام


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام