1/2/2017
وضوء العقول والقلوب ..من أريام أفكاري
انتهيت من الوضوء
وما أن تساقطت قطرات الماء محملة بالأدران
سقط صوت سليل أحد أريامي على مسامعي فأربك حركتي!
سألت إحداهن :
سقط صوت سليل أحد أريامي على مسامعي فأربك حركتي!
سألت إحداهن :
متى
توضأ قلبك أخر مرة ؟
وتابعت شقيقتها :
ومتى توضأ عقلك أخر مرة ؟
وضوء القلب ووضوء
العقل وحوار بدأ ولم ينتهى بعد .
قلت :
يا أريامي
أعرف وضوء الجوارح بطهور الأرض أوالماء، وأحرص على دم البرغوث ونجاسته وخروج الأذى، ونوم الغفلة
حتى لا ينقض، فكيف بوضوء القلب وما نواقضه وهل للقلب من صلاة ؟!
دارت الأريام حولي
برشاقة في دائرة أنا مركزها، حاولت عيناي أن تلاحق قفزات الواحدة تلو الأخرى، وبدأ السليل يداعب سمعي بالإجابة.
قالت إحداهن :
وهل
هناك صلاة إلا صلاة القلوب وصلتها بصاحب الأمر كن فيكون، وسجودها في محراب التسليم خاشعة
خاضعة خضوع العاشق في حضرة المحبوب !
وأردفت الأخرى
قائلة :
أما نواقض وضوء القلب فتعلقه بأستار من دون حبائل المحبوب، وكراهية سوداء لبديع
خلق صاحب الصنعة الإله المعبود، ودم بريء طاهر يسفك بلا حدود، وحقد وحسد جحودا بنعم المنعم ذي الجود، وأخطرها الغفلة
عن الموجود .
تابعت الثالثة
:
أما وضوء القلوب فبماء اليقين مخلوط بعبير الحب ومسك الفناء في المحبوب، مخضب بجمال
الجميل ومشرق بنور النور، وكلما أصبت حظا من نواقض الوضوء وجب عليك تجديده من جديد.
قلت :
عفوا يا أريامي
فحروفكم بالحب تفيض، وبالحكمة تفوح وبحاجة لوقفات لأسبر غورها من جديد، ومن بعدها نواصل
الحديث .
ردت إحداهن :
خذ معك وضوء العقل وقف كما تشاء حتي إذا حاولت سبر غور المعاني تمتعت بعقل طاهر من نواقض الوضوء لعله يصل إلى الهدف المنشود، والمعنى المقصود وتابعت :
صلاة العقل يا صديقي هي أم الصلوات، فبه فضل الثقلين وهو مناط التكليف، وبوصلة التميز بين الخيرات والشرور، فإن غاب لا صلاة للقلب ولا للجسد فهو الأمير، وفي غيبته تصبح الرعية
حمير، وفي حضوره غير طاهر في غياب نزاهته تحولت رعيته لكلاب تلهث في الراحة قبل الركض خلف الثريد.
فنواقض وضوء العقل تفسد كل أنواع الوضوء، وأهم نواقض وضوءه السجون، هناك خلف قضبان الموروث، والعادات، وهكذا كانت الآباء بعد الأجداد وعلى دربهم المسير، وتسلط الأهواء ومنع الهواء عن العقول، وتغيبها خلف الخمور، وخمور العقول تمتد من الحروف حتى الكأس الملعون، وسحر الكهنة معممين وغير معممين، وتسلط الشياطين، وما أخطر الإعجاب بالعقول واحتكار حقيقة الوصول، وعبادتها في غفلة عن بديع الصنعة واهب العقول، والظن أن عقلك وعملك يناطح علام الغيوب.
أما ماء الطهارة فهو أفلا يتفكرون، بالعدل ممزوج ومخضب بالحرية فمن شاء بعد التفكر ومن شاء، فكلاهما في رعاية الرحمن حتى يحين الوقت المعلوم، وينصب ميزان الحساب، ويهنأ المتوضئون، أطهار العقول، أصفياء القلوب، أنقياء السرائر الأحرار من خلفاء آدم أحفاد هابيل.
رفقا بي يا أريامي فعمق المعاني من حروفكم يفيض، ويحتاج إعادة القراءة من جديد، ليس لحروفكم فقط بل لكتاب الحياة، بدأ من سطره الأول بعين جديدة بعد أن أتوضأ، ويتوضأ قلبي وعقلي من غفلة السنين، وبعدها ألقاكم من جديد هنا أم هناك ؟
سبحان علام الغيوب.
ليست هناك تعليقات: