------
بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبر الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور، الحمد لله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رق منشور، بقدر مقدور، على نبي محبور، الحمد لله الذي هو بالعز مذكور، وبالفخر مشهور وعلى السراء والضراء مشكور، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين .
دعاني أخي وصديقي الكريم الكاتب المهندس حيدر الباوي لكتابة كلمة بمناسبة مهرجان الحسين نهج للتعايش بين الأديان ، فما كان علي إلا تلبية دعوته الكريمة فكيف أرفض نداء الإنسانة والإصلاح ، نداء سيدي أبي عبدالله الحسين ، وافتتحت كلامي بدعاء النور المنسوب لسيدة آل البيت الزهراء عليها السلام .
لا أجيد كلام المناسبات ولا تقبيل اللحى، ولا إظهار ما يخالف ما بداخلي، ولا أفضل كلمات المجاملات الفارغة من المضمون لإستجداء تصفيق الأيادي، بل أفضل زلزلة العقول، ومحاولة إيقاظ القلوب حتى وإن لم تلق استحسان الحضور، فهكذا علمني الحسين عليه السلام، أن أحمل ما أراه حقا يغضب من غضب ويرضى من رضي، وسأكتب باختصار في عدة محاور ولكن في البداية أوضح أنني لست فقيها ولا عالم أصول ولا مناظرا ، بل داعية تعايش ومحبة ووحدة بين المعتقِدين وليس توحد المعتقََدات، ومن باب أولى فوحدة أهل الدين هي حجر الزاوية لمد يد الحب للآخر العقدي، ووضع المذهب في حجمه ضرورة، فلم يكن الفاروق عمر بن الخطاب سنيا حنفيا ولم يكن أمير المؤمنين علي شيعيا جعفريا، ولم يكن لهم دين سوى الإسلام وملة إبراهيم حنيفا ونبي واحد وكتاب واحد مهما طغت الإختلافات .
لا أجيد كلام المناسبات ولا تقبيل اللحى، ولا إظهار ما يخالف ما بداخلي، ولا أفضل كلمات المجاملات الفارغة من المضمون لإستجداء تصفيق الأيادي، بل أفضل زلزلة العقول، ومحاولة إيقاظ القلوب حتى وإن لم تلق استحسان الحضور، فهكذا علمني الحسين عليه السلام، أن أحمل ما أراه حقا يغضب من غضب ويرضى من رضي، وسأكتب باختصار في عدة محاور ولكن في البداية أوضح أنني لست فقيها ولا عالم أصول ولا مناظرا ، بل داعية تعايش ومحبة ووحدة بين المعتقِدين وليس توحد المعتقََدات، ومن باب أولى فوحدة أهل الدين هي حجر الزاوية لمد يد الحب للآخر العقدي، ووضع المذهب في حجمه ضرورة، فلم يكن الفاروق عمر بن الخطاب سنيا حنفيا ولم يكن أمير المؤمنين علي شيعيا جعفريا، ولم يكن لهم دين سوى الإسلام وملة إبراهيم حنيفا ونبي واحد وكتاب واحد مهما طغت الإختلافات .
اللهم صل على محمد وآل بيته الأطهار وصحبه الأخيار وخاصة أهل السبق والفضل والتضحية والفداء، وأزواجه أمهات المؤمنين وأولهم الصديقة بنت الصديق، المطهرة بحكم الكتاب ومن مات النبي في حجرها وهو عنها وعن أبيها راض، وهذا قول عمّار رضي الله عنه بعد الجمل، ونهج أمير المؤمنين عليه السلام، وما يقبله الوجدان والعقل بشمولية النظر للشخصية مهما تناحرت الروايات واختلف الرواة وغفر الله لنا ولها .
-----
كنت عند الأستاذ العقاد أطالع عبقرية الإمام ومن بعده زرت الرائع جورج جورداق ومجلده الإمام علي صوت العدالة الإنسانية، فأدركت أن قضية الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين عليهم السلام ورضي عنهم ليست قضية أشخاص، بل هي رسالة إنسانية إسلامية بدأها الرسول الكريم وحملها الراشدين من بعده، فلما وجد الإمام علي أن الرسالة تنحرف عن منهج الوحي وأن دولة النبوة الراشدة تنازعها دولة الدنيا الباغية، فما كان له إلا حمل رسالة نبيه حتى لقى ربه شهيدا، ما أظنه كان يطلب إمارة ولا دنيا ولكنه طلب الدين كما تعلمه من قدوته وأبيه بعد أبيه ونبيه، وخلفه الحسن عليه السلام خامس الراشدين، ومن بعده الحسين عليه السلام حملا لنفس الرسالة الإنسانية، وما وصية الإمام لمالك بن الأشتر النخعي إلا ميثاق شرف إنساني قبل أن تعرف البشرية مواثيق حقوق الإنسان، وما العجب في ذلك وهو تربية محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ، والأشخاص في الجنة بموعود من لا ينطق عن الهوى وتبقى الرسالة ليحملها دعاة الإصلاح حتى النهاية .
كيف كان سلوك الإمام علي ومن بعده الإمام الحسن والإمام الحسين حتى مع خصومهم ومن رفعوا عليهم السلاح ؟
ألم يشهد محمد بن أبي بكر الجمل وصفين في صف الحق مع الإمام ويوليه الإمام مصر ؟؟
أليس الصديق رضي الله عنه جد الصادق عليه السلام ؟
هل كانت هناك مساجد للفرقاء ودين لكل منهم ؟؟
------
لقد حرر الإسلام الإنسان من كل القيود، قيود النسب والعرق والقبيلة ليكتب كل إنسان مكانه بنفسه ومع فضل النسب الشريف إلا أنني أرى الحسين كان له هذا الفضل لأنه الحسين، وكذا أبيه عليهم السلام ، فأبولهب كتب مكانه بنفسه لم يغنيه النسب، وعلي وولديه كتبوا فضلهم بأنفسهم وصلاحهم وعلمهم وتقواهم .
الحسين عليه السلام ثأر الله وبن ثأر الله وحبيبه من اتبع نهجه ونهجه هو نهج أخيه وأمه وأبيه ، وهو الطريق الذي رسمه محمد صل الله عليه وسلم ، فكفى كذبا على الحسين وجد الحسين برفع رايته زورا ، قتلا وإفسادا وتفريقا بين أمة جده ، وأقول ما قاله المرجع العربي السيد الصرخي الحسني في مقولته الجامعة :
نبينا يوحدنا ويعصم دماؤنا
ما لم يعرف المسلمون حق لا إله إلا الله محمد رسول الله فيما بينهم فلا خير منهم تجاه الآخر ، وأتعجب من أمة لسانها واحد ولها نبي واحد وهناك ميثاق سماوي واحد أنزله رب واحد ، محكمه واضح ، أفلا يتعاذرون في اختلاف الأفهام وتباين العقول ؟؟
-----
سأعرج على بعض النقاط الهامة سريعا فللأسف يظل شخوص التاريخ يمثلون لنا الأزمة الأكبر ونعيش كراهية وتكفيرا وتشاحنا في تاريخ ليس لنا فيه ناقة ولا جمل ، وأبطاله في ذمة الله ، وهناك عامل التاريخ والمكان وزاوية الرؤية وصحة النقل والروايات ، فضلا عن سعة أفق الناقل ونزاهته ، تلك أمة قد خلت وينبغي أن يكون التاريخ لدراسة المواقف والأحداث وتعلم الدروس التي تجنبنا الوقوع في نفس الأخطاء وتحقن دماؤنا ، وليس لمحاكمة الأشخاص والدوران حولهم والذي لم ولن يفضى إلى شيء غير مزيدا من شدة بأسنا على أنفسنا متجاهلين تحذير نبينا الكريم صل الله عليه وآله وسلم ، نعم نبينا فمحمد نبي كل الموحدين مهما فرقتهم المذاهب والفرق والمتكلمين ، فلا اختلاف المتمذهبين ولا كلام الفرق سينتهي ، وعليه فليكن الجدال بالتي هي أحسن ويوم الفصل يفصل الله بين العباد ، وحقيقة الدين أيسر من تلك الدهاليز فكيف أكفر من يؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد وباليوم الآخر لرفضه الإمامة التي لم تثبت عنده أو لرفضه الشورى والخلافة التي لم تثبت عنده ؟؟
حتى المخالف لي في العقيدة والدين فإنه أخي في الإنسانية وفي الوطن وفي المصير فبأي تدين يستباح ماله أو عرضه أو دمه أو مكان عبادته ؟؟؟
-----
قضية المصطلح ومدلوله وخطورتها ، فكم من صراع اشتعل بلا صراع
فما معني سني ؟؟
وما معنى شيعي ؟؟
إن كان التسنن اتباع سنة محمد فكل المسلمين سنة وإن كان التشيع محبة آل محمد ومعرفة قدرهم والمودة لهم ورفض ظلمهم وحمل رسالتهم التي هي رسالة الإسلام ورسالة المصلحين، فكل المسلمين شيعة ، أما إن كان التسنن هو فُجر يزيد فإني منه بريء ، وإن كان التشيع طعنا في شرف النبي وتكفير لخيرة الصحب وعبادة لآل البيت من دون الله فأنا منه بريء ، أما الإختلاف حول الإمامة والخلافة فخلاف مقبول ولكن في ظل غياب الخليفة أو الإمام لا محل له من الإعراب يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!!
الجراح كثيرة ولا يتسع المقام لذكرها ، فمن أحب محمدا فليتق الله في أمة محمد ودماء وأعراض أمته ومن بعدها يعتقد ما يشاء وما يطمئن له وحسابه على ربه ،وما على صاحب الحق إلا إهداء نوره وإظهار حجته يقبلها من يقبل ويرفضها من يرفض .
يقول سيدنا الحسن عظيم الشأن الذى جمع الله به الأمة
إنما جزاء الذين يعصون الله فينا أن نطيع الله فيهم .
ويقول صوت الإنسانية الإمام المذبوح ظلما وغدرا وأشبه الناس بجده صل الله عليه وسلم خلقا وخُلقا لابنه علي زين العابدين :
( أَيْ بُنَي ، إِيَّاكَ وَظُلم مَن لا يَجِدُ عَليك ناصراً إلا الله عَزَّ وَجلَّ ) .
ويقول عليه السلام :
ان شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل.
الحسين عليه السلام وهنا أعني رسالته ملك للإنسانية وملك لعموم المسلمين وليس حكرا على مذهب ولا فكر، ولا نجاة للإنسانية المعذبة إلا براية الحسين الحقيقية، راية الإنسانية والتسامح والحب وإغاثة الملهوف، ونصرة الضعيف وإحقاق الحق، ولما لا وقد أطعم أبواه الطعام لوجه الله لا يريدان جزاءا ولا شكورا، وليست تلك التي ينتحلها أعداء الأمة والدين لينتهكوا تحتها الحرمات ويسفكوا الدماء ويؤذوا رسول الله في آله وأصحابه وأمته .
كل الحب والمودة للعراق وأحرار العراق وعروبة العراق وعروبة العراق وعروبة العراق، ونخيل العراق وتراب العراق، وحضارة العراق من الكاظمية للأعظمية، فقلبي معلق بجسر الأئمة نصفه عند الكاظم عليه السلام، ونصفه عند النعمان رضي الله عنه تلميذ الصادق النجيب، وعليكم بجسر الأئمة، لا تسمحوا لهم بهدمه فتهلكوا ونهلك جميعا، وتحياتي لأخي المهندس حيدر ولن أقول للصرخيين بل للإنسان المسالم المحب الطيب في كل زمان ومكان وهم منهم كذلك نظنهم ولا نزكيهم على الله، عروبتنا هي عروبتهم ليست عنصرية ولا نازية بل عروبة النبي العربي والحسين العربي التي تفتح قلبها لكل البشر، والتي احتوت بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي، لا نعادي عرقا ولا لغة ولا لونا بل ندافع عن لغتنا وهويتنا ضد من يسعى لطمس معالمها، ويحاول تفريقنا تحت راية الحسين كذبا فوالله إنا نفتدي نعل الحسين برقابنا.
كلامي هذا لا يلزم إلا نفسي يقبله كله أو بعضه من قبل ويرفضه كله أو بعضه من يرفض ، فلست وصيا على العقول أو القلوب ولكن هل يمكن أن نتفق على حرمة دمائنا وأعراضنا ومحبة نبينا والتمسك بكتاب ربنا وإن إختلفت الروايات والتفسيرات والتأويلات ،ونرد الإختلاف إلى الله بعد بيان ما يراه كل جانب حق ؟
كلامي هذا لا يلزم إلا نفسي يقبله كله أو بعضه من قبل ويرفضه كله أو بعضه من يرفض ، فلست وصيا على العقول أو القلوب ولكن هل يمكن أن نتفق على حرمة دمائنا وأعراضنا ومحبة نبينا والتمسك بكتاب ربنا وإن إختلفت الروايات والتفسيرات والتأويلات ،ونرد الإختلاف إلى الله بعد بيان ما يراه كل جانب حق ؟
اللهم اجمعنا بسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وبأبيهما الإمام العالم الزاهد الفقيه الشهيد وبأمهما الزهراء وبجدتيهما بنت أسد وأم المؤمنين وأول المؤمنات وأم الزهراء خديجة بنت خويلد عليهم السلام على حوض النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم واجعلنا ممن سعى بالإصلاح والحب والتعاون بين الناس عامة وبين المسلمين خاصة وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6
رمضانيات الأريام 6واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: