عندما نقارن بإنصاف
بين تاريخنا كعرب ومسلمين وفي أسوأ لحظاته مع تاريخ الآخر سنجد أننا الأقل دموية وإجرام
في حق الآخر وربما إجرامنا في حق أنفسنا يتجاوز ظلمنا للآخر
وعندما ننتقد تراثنا
وتاريخنا ونحاول تجديد خطابنا معترفين بأخطائنا فليس ذلك إلا إماطة
للأذى عن ديننا وإظهار جوهره وحقيقته .
وقفت عند مصطلح
أستاذية العالم عند الإسلاميين ومع أن أي أمة محترمة من حقها أن تسعى لإقامة حضارة
إنسانية تعلم الدنيا إلا أن مفهومها لدى البعض أنها السيطرة والهيمنة سمها فتح سمها
غزو سمها إحتلال العالم وتعبيد الأرض لله ورفع راية الإسلام خفاقة فليست القضية التي أناقشها هي المصطلح ومدلولاته !!
لا أريد أن أناقش
الجانب السياسي الإمبراطوري
ولكن السؤال هل
الدين يأتي للسيطرة والإجبار أو الإستعباد ؟
إن إتفقنا أن مفهوم
الجهاد في الإسلام هو دفاعي وهو الضامن لحماية حرية المعتقد وأن الرسالة المحمدية لا
تحتاج إلا إلى الحرية والعدل لتصل للآخر برسالة الإصلاح وتقيم الحجة عليه ، فإن ضمنا
تلك القضية وهي حرية نشر الدعوة وسلامة معتنقيها كما هو الآن في العديد من الديموقراطيات
الأجنبية فهل علينا غزو تلك البلاد أو فتحها أو إحتلالها سمها ما شئت ؟
وهل يستباح أهلها لكفرهم ؟
هذه البلاد التي
شكلت مأوى حتى للإسلاميين المضطهدين في بلادهم هل يحفظوا لها الجميل كما علمنا الإسلام
أم ينافقوها ويسعون لهدمها ؟
وماذا لو إعتدى
بلد مسلم على بلد غير مسلم يشكل وطنا لبعض المسلمين فما موقفهم ؟
إشكالات مهمة في
الفقه وأسئلة طرحتها على المفتى اللبناني سماحة السيد على الأمين
سماحة السيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد وإعلان
مراكش عن حقوق الأقليات الدينية وإعتماد وثيقة المدينة كوثيقة أم للمواطنة وحقوق
الإنسان وإطلاعي على ثلاث ورقات تمثل ألوان الطيف الإسلامي ، لسماحتكم وفضيلة الشيخ
عبدالله بن بيه والسيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الدينية المغربي
وتناولها الإنتماءات القومية الوطنية والعقائدية يتبادر للذهن سؤال
ماذا لو حدث التعارض
بينهم ؟
بمعنى آخر مواطن
يخوض وطنه حرب ضد موطن آخر موال له عقائديا فكيف يصبح الأمر ؟
ثم وطن كفرنسا
فيه من المواطنة والحرية وما أستطيع من خلاله الدعوة لديني وفق القانون ويعتنق أي انسان الدين
بحرية ألا يعد هذا هو المقصد الأساسي للإسلام وهو إبلاغ الرسالة والحفاظ على حرية معتنقها
، وإقامة العدل أم أن الأمر يتطلب إخضاع البلاد لله وإقامة الشريعة ، إما الجزية وإما
الإسلام أو الحرب وفق مفاهيم البعض ؟
عليكم السلام ورحمة
الله وبركاته ، إذا كان الوطن الذي ينتمي إليه الشخص معتدىً عليه من الوطن الآخر فعليه
الوقوف مع وطنه في رد العدوان عنه وإن كان الوطن الآخر موالياً له في العقيدة.
وأما السؤال الثاني
فجوابه أن الدعوة في الأصل لا تكون إلا بالحكمة والموعظة والحسنة ، وتلك البلاد التي
تسعى لإقامة العدل وتمنح الحرية للمعتقد ليست دولاً محاربة ولا تجوز الدعوة فيها بالإكراه
ويحرم الإعتداء عليها ومخالفة قوانينها لأن الإنتماء إليها كان بمقتضى عقد إجتماعي
يلزم الوفاء به عملاً بقوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)
.والله سبحانه
هو العالم بالأحكام عليه التوكل وبه الإعتصام.
ليست هناك تعليقات: