مساحة إعلانية

الحقيقة الغائبة الكتاب القاتل لفرج فودة

عاطف عبدالعزيز عتمان يوليو 01, 2022
الحقيقة الغائبة


الحقيقة الغائبة الكتاب القاتل لفرج فودة 

الحقيقة الغائبة الكتاب القاتل لفرج فودة والتبريرات والنظر للخارج للهروب من جحيم الداخل.
أثار ما كتبه المرحوم فرج فودة في كتاب الحقيقة الغائبة  ردود فعل أودت بحياته بعد تكفيره، ومازال إعادة نشر بعض من آراءه يثير جدلا واسعا يتسم بالتعصب واللاعقلانية والبعد عن الفكرة التي يثيرها الكاتب في كتاب الحقيقة الغائبة، ما بين  التهجم تارة والتكفير تارة والبحث عن مخرج في جرائم الآخر تارة  أخرى.

المثير في متابعتي للتعليقات على كتاب الحقيقة الغائبة ل فرج فودة هو سهولة الاتهام للرجل واصدار الأحكام  عليه بنفس قدر صعوبة مناقشة الطرح الذي أصاب العقول بنفس تأثير الثوب الأحمر على الثور الهائج!
تعليقات ترى أنها خائفة على دين ناقل الكلام في اتهام مبطن له،  وأن عليه أن يذهب ليتعلم العلوم الشرعية ثم يأتي ليتكلم مع أن المنشور يناقش تاريخ و سياسية لا فقه وعقائد!
لو أن هذه الأصوات الثائرة على كتاب الحقيقة الغائبة للدكتور فرج فودة أخذت بما تنصح به وتعلمت وقرأت ووعت وجاءت لتنير ما أظلم وترد الفكرة بالفكرة  لكان خيرا للجميع. 

تعليقات أخرى تتهم فرج فودة  والناقل من كتاب الحقيقة الغائبة بالجهل ولم تبين حقيقة هذا الجهل وتكشفه وتبين زيفه مما يطرح سؤال عن حقيقة الجاهل !

تعليقات تتبنى منصة الدفاع عن الله وتمسك سيف الردة، وتريد بالسيف إسكات الصوت الذي أزمها بدلا من التفكير في طرح فرج فودة في الحقيقة الغائبة ودراسة ما فيه ونقده .

تعليقات أخرى تحب الانغماس في نظرية المؤامرة والمستسرقين و المأجورين وأعداء الدين لأن الانغماس في هذه النظرية يريحهم نفسيا ويشكل مخرج آمن لأزمتهم الذاتية ويتناسوا حجم ما نتآمر به على أنفسنا. 

تعليقات تستحضر الحروب الصليبية وجرائم الاستعمار الموصوف بالمسيحي ضد الشرق الموصوف بالاسلام في محاولة للمواجهة مع فكر فرج فودة خارج الأرض، ولأصحاب هذا الطرح أزيدهم أن الحرب العالمية قتل فيها المسيحي المسيحي بالملايين، فالمشكلة ليست هنا، وليست في شيطنة دين وتبييض وجه دين وليس الحل من الهروب من جرائمي بسرد جرائم الآخر!
 
أختلف مع طريقة طرح فرج فودة لأنه ضيق النظرة على التاريخ السياسي للمسلمين بما قد يوحي أنهم شياطين في عالم من الملائكة، ولو أنصف ما دام ذكر تاريخ الصراع السياسي عند المسلمين كان يجدر به ذكر التاريخ السياسي لغير المسلمين كالأوربي في عصور الظلام والأمريكي و الإفريقي و الرومي والفارسي لندرك هل هي مشكلة المسلمين أم مشكلة السلطة عبر التاريخ لنحاول أن نعرف السبب.
هل المشكلة في الإسلام ونصوصه أم قراءاتها وهل تشترك الأديان السماوية في هذه المعضلة أم هي خاصة بالإسلام .

هل المشكلة في مسمى الخلاقة التي هي مجرد إمبراطورية كسلفها وخلفها فيها موبقات ومزايا أم المشكلة في نصوص الدين ذاته أم في قراءتها؟
 هنا ينبغي أن نفرق بين الاختلاف وتفنيد ورد الفكرة جزئيا أو كليا وبين منهج العجز عبر التكفير واستباحة دماء كل صاحب فكرة أو رأي نعجز عن تناوله. 

كنت أتمنى تعليق ينفي صحة هذا الكلام أو يوضح الخلل فيه أو يناقش الأسباب التي جعلت أمة تقتل آل بيت نبيها بعد ستين فقط من رحيله، وتتكتب رسائل الدكتوراة لتبرر قتل آل بيت النبي وتبيض صفحة القتلة باسم الله وحجة الخلافة .
فرج فودة رحمه الله ليس نبي ولا الغزالي رحمه الله الذي ساهم في إراقة دمه نبي، وأنا ممن يعرفون قدر الغزالي رحمه الله جيدا لكن دم فرج فوده يعكر صفحته.

الخلاصة أن كلام فرج فودة معلوم ومعروف وثابت وهو ما سبب ردة الفعل العنيفة عليه ممن خلطوا الدولة السياسية( مهما كان مسماها ) بالدين بدلا من دراسة هذه الوقائع الدامية ومعرفة أسبابها ومحاولة وصف علاج لها بدلا، من تبريرها تارة بجرائم الآخر وتارة بالهجوم والتكفير. 

أتفق مع فودة أن السياسة والسلطة منذ الثقيفة هي بلاء تم استخدام الدين فيه لتثبيت دعائم السلطة، وأن تلك الخلافات بداية من الأموية ما هي إلا إمبراطوريات حكم لا  منابر دعوة، واختلف معه في إجمال الأحداث، وذكر الجلاد والضحية في نفس خانة الصراع على السلطة دون تمييز دعوات الإصلاح التي قتلت لرفضها هذه السلطة التي ينتقدها كتاب الحقيقة الغائبة، كدعوة إصلاح الإمام علي وولديه، وحركة إصلاح عمر بن عبدالعزيز وغيرها، فلا يصح وضع الطرفين في كفة واحدة. 

الاختلاف الثاني حول تصوير الخلافة أنها شيطان العالم ولو كانت كذلك فكان ينبغي أن يشير أنها شيطان ضمن شياطين السيطرة باسم الدين عبر التاريخ تتنوع حقبها كحال الدول والإمبراطوريات . 
النقطة الأهم والأخطر هي محاربة الفكرة بالسيف والتكفير والعجز عن إدارة حوار فكري والهروب من أزمات الذات بدلا من مواجهتها وهنا المعضلة .
ليست المشكلة أن تختلف مع فرج فودة، ولا أن تنتقد كتاب الحقيقة الغائبة، وتفند ما فيه،وليست مشكلتي الدفاع عن أفكار فرج فودة، لكن الدفاع عن حقه في التفكير وطرح الأفكار.
المشكلة في الهروب من المواجهة الفكرية للاغتيال المعنوي والمادي مما يصيب أي مجتمع بالشلل الفكري .

هذا كلام فوده 

الدكتور فرج فودة قُتل بسبب كتابه « الحقيقة الغائبة » الذي قال فيه:
قُتل عثمان.. بأيدي مسلمين
تم قُتل علي.. بأيدي مسلمين
ثم قتل الحسين وقطعت رأسه.. بأيدي مسلمين
وقتل الحسن مسموماًً مغدوراً.. بأيدي مسلمين
وقُتل اثنين من المبشرين بالجنة "طلحة والزبير".. بأيدي مسلمين.
في معركة كان طرفاها "علي" و"عائشة" (موقعة الجمل).. قُتل مسلمين بيد مسلمين
في معركة كان طرفاها "علي" و"معاوية" (موقعة صفين).. قُتل مسلمين بيد مسلمين
في معركة كان طرفاها "علي" و "أتباعه" (موقعة نهروان).. قُتل مسلمين بيد مسلمين
في معركة كان طرفاها "الحسين" و "يزيد".. ذُبح ٧٣ من عائلة رسول الله بيد مسلمين.
في معركة إخماد ثورة "أهل المدينة" على حكم "الأمويين" غضباً لمقتل الحسين.. قُتل ٧٠٠ من المهاجرين والأنصار بيد ١٢ ألف من قوات الجيش الأموي المسلم
في (معركة الحرة) التي قاد جيش الأمويين فيها "مسلم بن عقبة" جاءه صديقه الصحابي معقل بن سنان الأشجعي (شهد فتح مكة وروى أحاديثاً وكان فاضلاً تقياً) فأسمعه كلاماً غليظاً في "يزيد بن معاوية" بعدما قتل الحسين... فغضب منه... وقتله!
لم يتجرأ "أبو لهب" و"أبو جهل" على ضرب "الكعبة" بالمنجنيق وهدم أجزاء منها.. لكن فعلها "الحصين بن نمير" قائد جيش عبد الملك بن مروان أثناء حصارهم لمكة.
لم يتجرأ "اليهود" أو "الكفار" على الإساءة لمسجد رسول الله يوماً.. لكن فعلها قائد جيش يزيد بن معاوية عندما حول المسجد لثلاثة ليالي إلى أسطبل، تبول فيه الخيول
في خلافة عبد الملك بن مروان: قُتل عبد الله بن الزبير (ابن أسماء ذات النطاقيين) بيد مسلمين.
في خلافة هشام بن عبد الملك: لم يُقتل زيد بن زين العابدين بن الحسين (من نسل النبي) فحسب.. بل صلبوه عارياً على باب دمشق.. لأربعة سنوات.. ثم أحرقوه.
معاوية بن يزيد (ثالث خلفاء بني أمية) لما حضرته الوفاة (وكان صالحاً على عكس أبيه)، قالوا له: أعهد إلى من رأيت من أهل بيتك؟!، فقال: والله ما ذقت حلاوة خلافتكم فكيف أتقلد وزرها!! اللهم إني بريء منها متخل عنها.
فلما سمعت أمه (زوجة يزيد بن معاوية اللي قتل الحسين) كلماته، قالت: ليتني خرقة حيضة ولم أسمع منك هذا الكلام؛ تقول بعض الروايات أن عائلته هم من دسوا له السم ليموت لرفضه قتال المسلمين، بعد أن تقلد الخلافة لثلاثة أشهر فقط وكان عمره ٢٢ سنة
ثم صَلّى عليه "الوليد بن عتبه بن ابي سفيان" وكانوا قد اختاروه خليفة له، لكنه طُعن بعد التكبيرة الثانية.. وسقط ميتاً قبل اتمام صلاة الجنازة.. فقدموا "عثمان بن عتبة بن أبي سفيان" ليكون الخليفة، فقالوا: نبايعك؟! قال: على أن لا أحارب ولا أباشر قتالاً.. فرفضوا.. فسار إلى مكة وأنضم لعبد الله بن الزبير.. وقتلوه..
نعم.. قتل الأمويون بعضهم البعض..
ثم قُتل أمير المؤمنين "مروان بن الحكم".. بيد مسلمين
ثم قُتل أمير المؤمنين "عمر بن عبد العزيز".. بيد مسلمين
ثم قُتل أمير المؤمنين "الوليد بن يزيد".. بيد مسلمين
ثم قُتل أمير المؤمنين "إبراهيم بن الوليد".. بيد مسلمين..
ثم قُتل آخر الخلفاء الأمويين.. بيد "أبو مسلم الخرساني"..
قَتل "أبو العباس" -الخليفة العباسي الأول- كل من تبقى من نسل بني أمية من أولاد الخلفاء، فلم يتبقى منهم إلا من كان رضيعاً أو هرب للأندلس..
أعطى أوامره لجنوده بنبش قبور بنى أمية في "دمشق" فنبش قبر معاوية بن أبى سفيان فلم يجدوا فيه إلا خيطاً، ونبش قبر يزيد بن معاوية فوجدوا فيه حطاماً كالرماد، ونبش قبر عبدالملك فوجده صحيحاً لم يتلف منه إلا أرنبة أنفه، فضربه بالسياط.. وصلبه.. وحرقه.. وذراه فى الريح..
لولا جهود وشعبية القائد المسلم "أبو مسلم الخرساني" الذي دبر وخطط لإنهاء الحكم الأموي.. ماكانت للدولة العباسية أن تقوم؛ قال فيه المأمون: "أجل ملوك الأرض ثلاثة، وهم الذين نقلوا الدول وحولوها: الإسكندر وأردشير وأبو مسلم الخرساني".. لما مات "أبو العباس".. وخلفه "أخوه أبو جعفر المنصور".. خاف من شعبية صديقه "أبو مسلم الخرساني" أن تطمعه بالملك.. فاستشار أصحابه فأشاروا عليه بقتله. فدبَّر لصديقه مكيدة.. وقتله.. وعمره ٣٧ عاماً!
في معركة كان طرفاها "أنصار أبو مسلم" و "جيش العباسيين".. قُتل آلاف المسلمين..
شجرة الدر قتلت عز الدين أيبك وزوجة أيبك قتلت شجرة الدر رمياً بالقباقيب..
بعد وفاة "أرطوغرول" نشب خلاف بين "أخيه" دوندار و"ابنه" عثمان، انتهى بأن قتل عثمان "عمه" واستولى على الحكم، وهكذا قامت الدولة العثمانية..
حفيده "مراد الأول" عندما أصبح سلطاناً.. قتل أيضاً "شقيقيه" إبراهيم وخليل خوفاً من مطامعهما.. ثم عندما كان على فراش الموت في معركة كوسوفو عام ١٣٨٩ أصدر تعليماته بخنق "ابنه" يعقوب حتى لا ينافس "شقيقه" في خلافته.
السلطان محمد الثاني (الذي فتح إسطنبول) أصدر فتوى شرعية حلل فيها قتل السلطان لشقيقه من أجل وحدة الدولة ومصالحها العليا.
السلطان مراد الثالث قتل أشقاءه الخمسة فور تنصيبه سلطاناً خلفاً لأبوه.
ابنه محمد الثالث لم يكن أقل إجراماً فقتل أشقاءه التسعة عشر فور تسلمه السلطة ليصبح صاحب الرقم القياسي في هذا المجال.
يضيف الإعلامي التركي "رحمي تروان" في مقالاً بعنوان «ذكريات الملوك»، يقول: " لم يكتف محمد الثالث بذلك، فقتل ولده الصغير محمود الذي يبلغ من العمر ١٦ عاماً، كي تبقى السلطة لولده البالغ من العمر ١٤ عاماً، وهو السلطان أحمد، الذي اشتهر فيما بعد ببنائه جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق) في إسطنبول.
عندما أرادت "الدولة العثمانية" بسط نفوذها على القاهرة قتلوا خمسين ألف مصرياً مسلماً.
أرسل "السلطان سليم" طلباً إلى "طومان باي" بالتبعية للدولة العثمانية مقابل ابقائه حاكماً لمصر.. رفض العرض.. لم يستسلم.. نظم الصفوف.. حفر الخنادق.. شاركه الأهالي في المقاومة.. انكسرت المقاومة.. فهرب لاجئاً لـ ((صديقه)) الشيخ حسن بن مرعي.. وشى به صديقه.. فقُتل.. وهكذا أصبحت مصر ولاية عثمانية.
ثم قتل السلطان سليم بعدها "شقيقيه" لرفضهما أسلوب العنف الذي انتهجه في حكمه.
في كل ماسبق:
اللي "قتلوا" كانوا عاوزين خلافه إسلامية
واللى "اتقتلوا" كانوا عاوزين خلافة إسلامية...


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام