مساحة إعلانية

ما بين النصية الأصولية والمقاصدية التنويرية.



ما بين النصية الأصولية والمقاصدية التنويرية.

النصية الأصولية كادت تفتنني والمقاصدية التنويرية أنقذتني فلماذا حرم الله هذا؟ هناك احتمالات لهذا السؤال فإما أن يكون سؤال غائي باحث عن العلة لفهم المحرم وحقيقته وتحريم ما يؤدي إلى الغاية من التحريم وإن لم يرد فيه نص، وإباحة أسباب لم تعد تؤدي إلى الغاية من التحريم وإن ورد فيها نص. أو ربما يكون سؤال استعلائي إنكاري على الحق سبحانه تحريم هذا أو ذاك. ثالثا ربما يكون السؤال لشيئ ما في القلب لا يطمئن للتحريم الفقهي وأن هذا التحريم تحريم إلهي. هنا تتأمل الأريام المشهد وتتساءل هل سمعنا واطعنا في كتاب الله معناها سمع وطاعة ظاهر الحروف والوسائل بغض النظر عن الغايات حتى لو تغيرت نتائج هذه الوسائل كما فعل العلامة أوريجانوس في أمم سابقة بخصي نفسه امتثالا لظاهر النص قبل أن يرجع عن ذلك ويدرك أن المعنى والغاية عفة النفس عن الحرام مع القدرة وليست إزالة القدرة؟ هل التكييف الفقهي لما يسمى مرابحة أو معاملات إسلامية وغيرها من معاملات في البنوك مع أنها نفس البنوك والقواعد والخضوع للبنك المركزي وقواعده، لكن لاختلاف اللفظ يبيح ويمنع الفقهاء، فهل هذه النقطة تخضع لهذا التوجه في فهم السمع والطاعة؟ كيف يؤطر الفقهاء أحكامهم والتعامل هنا مع اللطيف الخبير، فهل يغني تغيير لفظ مكان لفظ فيحل الحرام ويحرم الحلال وإن أغنى هذا التغيير في ضبط المنع والإباحة في المعاملات ؟ هل التربية على هذا الفهم للسمع والطاعة قد حرمتنا جوهر الدين وحقيقته فتهنا بين ظاهر الحروف وأصبح تديننا شكليا ظاهريا لا يغير شيئا في سلوك النفس البشرية؟ أم أن الغائية وفهم الغايات فالسمع والطاعة بتحريم كل الوسائل التي تؤدي لغايات محرمة وإن لم يرد فيها أي الوسائل نص، وإباحة الوسائل التي لم تعد تؤدي لغايات محرمة وإن كان فيها نص؟ هل سمعنا وأطعنا التي يرضي الله عنها الأولى أم الثانية، النصية أم الغائية؟ لم تقف الأريام كثيرا عند النوع الثاني من السؤال لأنه ينافي الإيمان فلا يعقل لمؤمن بنص أنه إلهي أن ينكر على الإله أوامره ونواهيه للنفس البشرية، لكن عند النوع الثالث الذي يقف إنكاره عند عدم اطمئنان قلبه الذي يعقل به للتحريم الفقهي، ويقع في مأزق إما السمع والطاعة مع عدم الإطمئنان وكتم ما في نفسه أو البوح بمكنون نفسه والسؤال والبحث عن الطمأنينة والتساؤل هل هو حقا تحريم رباني أم فقهي (اجتهاد بشري لفهم النص). لماذا هذا أو ذاك حرام هل يعد هذا السؤال مدخلا لإعادة قراءة النصوص وإعادة صياغة أفكار تخرج بنا من حالة التيه؟ لماذا خلقنا الله؟ لماذا ألسنة متعددة وألوان مختلفة وعقول متنوعة؟ لماذا الدين وما دوره؟ شكرا د. بلال زرينه على محاولاتك المستمرة إنارة العقل بإثارته ليسأل ويتساءل فبالسؤال وتعارك الأفكار تولد الأفكار الجديدة الأكثر متانة وتماسكا لتخوض نفس المعركة الفكرية فيولد كل جديد.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام