مازالت الأريام تتجول في كتاب ورثة محمد لبارنابي روجرسون بعين القراءة الناقدة ومع تفهم بعض أخطاء الكاتب الناتجة عن تأثره بكتابات المستشرقين وضعف إلمامه بالعربية، إلا أن الكتاب يفتح آفاقا كبيرة للتفكر والبحث وخاصة في تلك المرحلة التي أعقبت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، واختلاط الديني بالسياسي وأصل الخلاف الذي فرق المسلمين لفسطاطين كبيرين يجمعهما دين واحد ويفرقهما تأويل النصوص وأمور السياسة، واختلاف الأفهام والتقديرات ،وهو الأمر المنطقي بعد موت النبي وانقطاع الوحي.
ورثة محمد كتاب قيم لبرنابي ريجرسون حول الصراع السني الشيعي، وللآخر زوايا رؤية مختلفة وموضوعية بدرجة كبيرة؛ لتخلصها من العواطف والمقدسات.
أول ما استوقفني من من الكتاب تلميح الكاتب لهدف مهم وهو كيف للغرب أن ينظر نظرة فيها شيء من الإحترام لمحمد كما ينظر المسلمون لموسى والمسيح عليهم الصلاة والسلام، ودور ذلك في أمن وسلام العالم، وإن كان لي أن أضيف ما أخص به المسلمين فعلى الشيعة والسنة أن ينظر بعضهم إلى بعض نظرة أهل الكتاب الواحد والنبي الواحد والقبلة الواحدة، فبذلك يصبح المسلمون أكثرا إسلاما وسلاما بين أنفسهم وبينهم وبين الناس.
من خلال الكتاب وضعت يدي على أمور تحتاج للبحث والتمحيص وأمور أقرب لإنسانية الإنسان فيما يخص الصحابة رضوان الله عليهم بما لهم وما عليهم .
وازدت يقينا بقناعاتي وأفكاري بأن هذا الدين دين إنساني ، وأن المذاهب ليست قدرا لا يمكن تجاوزه ، وأن الشيعة والسنة أمة واحدة واجتهادات مختلفة ، وأن الدين يعلو المذهب ، وأن من جمعتهم لا إله إلا الله محمد رسول الله ،لا ينبغي أن تفرقهم صفوية الصفويين ولا وهابية الوهابيين ، فلا تكفير الحويني وجهالته بالتشيع ومن يتبعه، ولا تكفير وقباحة ياسر الحبيب وجهالته بالتسنن ومن يتبعه يمثلون إسلام الوحي .
فألف آه يا أمة أبكت نبيها بشدة بأس ذات بينها فقطعت الأرحام وأصبحت لا تستحق الرحمة .
ليست هناك تعليقات: