أريام_أفكاري...د.عاطف عبدالعزيز عتمان
اتق الله
هكذا بدأت أريامي الهجوم فاحمر وجهي وتملكني الغضب وحاولت أن أتذكر أن لا تأخذني العزة بالإثم وأن لا أقع في الفخ وأباغت أريامي بالهجوم كما يفعل بعض أصدقائي من العلمانيين والليبراليين وأرد بأنني أعرف الله أكثر منكن وأكثر إيمانا منكن وديني يعلمه ربي يا متخلفين يا أهل التكفير والرجعية أنا وسطي وووووووو
إبتلعت الغضبة البشرية وسألت أريامي بمودة ربما جزء منها مصطنع ومرارة أكتمها في حلقي ، خيرا ماذا حدث ؟
قالت إحداهن :
محاولاتك بائسة أتريد أن تجعل الوطنية والقومية ندا للعقيدة الدينية وتقدمها على نور السماء بدعوى الإنسانية ؟
اتق الله وراجع نفسك وكفاك تناقض وضلال .
قلت :
رفقا بي يا أريامي من قال أنني أقبل الدنية في ديني من أجل دنيا أدرك أنها فانية ؟
يا أريامي ليس عندي أغلى من ديني قبل نفسي وأهلي ودنياي ، وما طرحت ما هو إلا فهمي وفهم من وافقني من أهل الفقه والفكر لجوهر ديني ولم أدعي يوما عصمة لهذا الفهم ولا جمودا له ولست ممن يعبدون أفكارا ولا أشخاصا فأهلا بالحق من أي صاحب حق .
أما المواطنة التي دعوت إليها وتتجاوز عندي المفهوم الضيق للمساواة في أمور الحياة بين مختلف العقائد والمذاهب للمساواة بين كل البشر بمختلف أعراقهم وطبقاتهم وأفكارهم فهي إعلاء لقيمة العدل وهي القيمة الأعظم في الإسلام وفق ما أفهم وهي لا تتعارض مع الولاء والبراء العقدي والخلط بين العقائد والمعاملات هو لب الإشكالية فاتقين الله يا أريامي في وفي الدين.
أما الإنسانية فرحم أمي حواء وليس فيها إلا نظير لي في الخلق أو أخ لي في الدين وربي كرم آدم وذريته ، وتاج تكريمه بالنفخ في آدم من روحه وتتويجه بالحرية الموجبة للحساب والمساءلة.
يا أريامي بعث محمد صل الله عليه وسلم رحمة للعالمين وليس للمسلمين وحمل خاتم رسالة للبشرية و خرج من وطنه مظلوما مهاجرا بدينه نتيجة الظلم والإضطهاد وشوقه وحنينه لوطنه يسكن فؤاده .
تبرأ من كفر قومه ولم يتبرأ منهم ، قال لكم دينكم ولي دين وقال رب أهد قومي فإنهم لا يعلمون وبخعت نفسه أسفا على ضلالهم وجعل الموت دون الأرض والعرض شهادة .
عاهد اليهود وأقر وثيقة المدينة للتعايش والدفاع المشترك وما حارب مشرك أو كتابي لمعتقده بل لظلمه وسلوكه وعدوانه ، وذهبت الهجرة الأولى لكتابي ميزته أنه يحمي حرية العقيدة.
يا أريامي لم أقدم الإنسانية ولا القومية على الدين لأنه لا وجه للتعارض فهو صراع مفتعل لمآرب سياسية ولو حدث الصراع فالحل واضح وهو نصرة المظلوم وإحقاق الحق حتى لو كان الظالم مسلما.
فالإنسان أخي والأرض فيها ولدت وعشت قبل أن أختار ديني ومنها نأكل أنا ومن يخالفني الدين ومن هواها نتنفس وإن زلزلت هلكنا سويا ، والقوم أهلي أعيش بينهم وأتكلم بلسانهم وأفرح معهم وفي الوضائم هم الحاضرون ، أما ديني فمنهج ربي لخلافة الأرض ونور السماء أحمله لغيري من شاء سار في النور ومن أبى وعمل صالحا وأصلح فمرده إلا الله ومن حاربني وأعلن العداء وأفسد وظلم فروحي لديني وأرضى ولرفع الظلم وإقامة العدل فداء ، سلما على المسالم وسيفا على المعتدي ، أكره الظلم وأتبرأ منه ولا أكره الظالم وأبرأ إلى الله من كل كفر ولا أكره الكافر.
هذا ما وصل إليه عقلي وإطمئن إليه قلبي فإن أصبت الحق فبنور الله نور السموات والأرض وإن زاغت الحقيقة عن بصيرتي فمن نفسي ومن الشيطان
ليست هناك تعليقات: