إشكالية فهم النص الديني لا تزال قائمة وتتسبب في تشتيت بعض العقول المفكرة، وللأسف تصدر أهل الأفهام الكليلة والقلوب العليلة للعلوم الشرعية أدى لحالة من الجهل المركب والتقليد وعبادة الموروث دون أن نعمل العقل في مخالفة صريحة للقرآن والنهج الإسلامي الصحيح.
حتى ترى حقيقة أمة الوهن والوهم وهم ينتظرون الصاعقة أن تصيب من يسب النبي ويروجون ويكبرون ويهللون على أمور ما إن يثبت كذبها فتراهم يتوارون ويتسببون في فتنة ضعاف الإيمان ومن هم بحقيقة الدين يجهلون وعلى تصرفات أدعيائه يبنون أحكامهم.
73هـ في خلافة عبد الملك بن مروان، كما قال ابن كثير في البداية والنهاية، حيث خرج الحجاج بن يوسف بجيش لإخضاع أهل مكة لخلافة بن مروان، وأخذ يرمون بالحجارة والمنجنيق في كل مكان، فأصابت الكعبة، وتهدم جزء منها.
وبعدها بمئات السنين نجح القرامطة في هدم الكعبة، في موسم الحج لسنة 317 هجرية، حيث كانت الطامة الكبرى حين أقدم أبو طاهر سليمان ابن الجنابي وهو من القرامطة، ودخل مكة يوم التروية، وعرى كسوة البيت وخلع بابها، واقتلع الحجر الأسود.
وتهدمت الكعبة مرة أخرى حين أغرقت السيول مكة سنة 1040 للهجرة فأثرت كثيرا على الكعبة المشرفة، فأمر حاكم مصر محمد على باشا بهدمها، وتجديد بنائها بغرض تقويتها، وجرى العمل على ذلك لمدة تقارب نصف سنة وهو هذا البناء الماثل اليوم.
ومن قبل خضع المسجد الأقصى للعدوان الصليبي قرون واليوم هو أسير المد الصهيوني فلماذا لم يغضب الله ويرسل الطير الأبابيل؟
وهناك لصوص يذهبون للبيت الحرام للسرقة وهناك من يزني في مكة ولا يخشون مصير إساف ونائلة!
وهناك من يهين المصحف كفرا أو تقربا للشياطين ولم يتم مسخهم ولا إنزال العقاب الإلهي بهم!
يجب علينا أن نعلم حقيقة اقتضتها حكمة الله تبارك وتعالى وهي أن الله تبارك وتعالى ترك الدفاع عن دينه ونبيه وشريعته وقرآنه للمسلمين يدافعون عن دينهم وعقيدتهم ويحمون مقدساتهم دون تدخل من السماء لتفعيل سنة التدافع بين الخير والشر، وليتخذ الله من المؤمنين أولياء وشهداء.
ليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء} [آل عمران140]، {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين}[آل عمران 142] {أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة واللّه خبير بما تعملون} [التوبة16].
هذا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، أما قبل بعثته صلى الله عليه وسلم فالأمر يختلف تماما.
ففي زمان عبدالمطلب والكل تقريبا يعبد الأصنام ولا يوجد نبي ولا أتباع له ولا رسالة واضحة من السماء ولكن بصيص من نور كان عند عبدالمطلب فأدرك أن للبيت رب يحميه
حقا للبيت رب يحميه، أرسل دفاعه الرباني عن بيته المكي بالطير الأبابيل التي تحمل حجارة من سجيل للقضاء على المعتدي الظالم، قال تعالى:
{ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة مّن سجّيل فجعلهم كعصف مّأكول}
أما منذ بعثة محمد الذي ناله الأذى وضرب في الطائف وأخرج من مكة وأكل من الشاة المسمومة وأخذ بأسباب النصر فدعمه الله بالملائكة في بدر، وتمت مخالفة أوامره فكانت هزيمة أحد وحمل على كتفه الشريف من تراب الخندق وتزلزل أصحابه يوم حنين لما ركنوا للأسباب ونسوا المسبب ثم تنزلت عليهم السكينة وقتل عمه حمزة وقتل من بعده خيرة أصحابه.
هل قال محمد لأصحابه للدين رب يحميه أما قال إن للدين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه؟
دين تجاوزت شريعته الأخيرة 1400سنة -وعندما أتكلم عن شريعته الأخيرة لأن الدين واحد منذ آدم حتى محمد صل الله عليه وسلم - ومازال أتباعه يظنون أن المقدسات تحميها الطير الأبابيل ويتعلقون دون فهم بمقولة للبيت رب يحميه!
عدم الإدراك لحقيقة ومن دخله كان آمنا وجهل التاريخ من حادثة بن الزبير مرورا بالقرامطة يدل على الأزمة، فحماية البيت وتأمين رواده من وظائف المؤمنين برب البيت وبعد بعثة محمد أصبح تدافع الخير والشر ليميز الله الخبيث من الطيب هو القاعدة ومحل الثواب والعقاب.
في الخندق حفر بنفسه الشريفة مع أصحابه ولم ينتظر حل السماء بل حمل على عاتقه التراب، وجاع واشتد جوعه؛ حتى وضع على بطنه الشريفة حجرين، كل هذا وهو يعلم أصحابه العقيدة الصحيحة في الدفاع عن الدين بالنفس والمال دون أن يقول أحد منهم (للدين رب يحميه) بل كان قولهم:
لتكن إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة.
نعم للبيت رب يحميه بسواعد وأنفس المؤمنين الصادقين،
نأخذ بعالم الأسباب بكل دقة ولكننا نعتمد على الله، والفارق كبير بين الأخذ بالأسباب بدقة، والاعتماد على الأسباب، فالأخذ بالأسباب يوجبه العقل والنقل وهو الفارق بين التوكل والتواكل، أما الاعتماد على الأسباب فتعني أن يدخل الإنسان في اليأس حين تنقطع الأسباب
فبعد أخذ كل الأسباب في الهجرة فجأة تنقطع الأسباب ويقف المشركون على الغار وهنا الإيمان حيث يقول النبي لصاحب الغار ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟
حتى ترى حقيقة أمة الوهن والوهم وهم ينتظرون الصاعقة أن تصيب من يسب النبي ويروجون ويكبرون ويهللون على أمور ما إن يثبت كذبها فتراهم يتوارون ويتسببون في فتنة ضعاف الإيمان ومن هم بحقيقة الدين يجهلون وعلى تصرفات أدعيائه يبنون أحكامهم.
نظرة تاريخية
في نظرة تاريخية للكعبة والبيت الحرام ففي سنة 64 هجرية حاصر يزيد بن معاوية الكعبة وعبدالله بن الزبير محصن بها حسب ما ذكر السيوطي، فحاصروا ابن الزبير وقاتلوه ورموه بالمنجنيق، واحترقت من شرارة نيرانهم أستار الكعبة، وتهدم سقفها.73هـ في خلافة عبد الملك بن مروان، كما قال ابن كثير في البداية والنهاية، حيث خرج الحجاج بن يوسف بجيش لإخضاع أهل مكة لخلافة بن مروان، وأخذ يرمون بالحجارة والمنجنيق في كل مكان، فأصابت الكعبة، وتهدم جزء منها.
وبعدها بمئات السنين نجح القرامطة في هدم الكعبة، في موسم الحج لسنة 317 هجرية، حيث كانت الطامة الكبرى حين أقدم أبو طاهر سليمان ابن الجنابي وهو من القرامطة، ودخل مكة يوم التروية، وعرى كسوة البيت وخلع بابها، واقتلع الحجر الأسود.
وتهدمت الكعبة مرة أخرى حين أغرقت السيول مكة سنة 1040 للهجرة فأثرت كثيرا على الكعبة المشرفة، فأمر حاكم مصر محمد على باشا بهدمها، وتجديد بنائها بغرض تقويتها، وجرى العمل على ذلك لمدة تقارب نصف سنة وهو هذا البناء الماثل اليوم.
ومن قبل خضع المسجد الأقصى للعدوان الصليبي قرون واليوم هو أسير المد الصهيوني فلماذا لم يغضب الله ويرسل الطير الأبابيل؟
وهناك لصوص يذهبون للبيت الحرام للسرقة وهناك من يزني في مكة ولا يخشون مصير إساف ونائلة!
وهناك من يهين المصحف كفرا أو تقربا للشياطين ولم يتم مسخهم ولا إنزال العقاب الإلهي بهم!
التوكل والتواكل
بعد استطراد تاريخي للإعتداءات على الكعبة نعود لتواكل الأمة المأزومة وإنتظارها الطير الأبابيل لتحمي المقدسات وللأسف يخرج الرويبضة الذين يطفون على السطح وربما يتزيون بزي العلماء ليؤكدوا التواكل للعامة مما يدفع المثقفين وأهل العقول لربط تلك الحوادث التاريخية بكلام هؤلاء حول النص مما يتسبب في إشكالات وأسئلة تدفع البعض للشك في الدين وربما لإنكاره.يجب علينا أن نعلم حقيقة اقتضتها حكمة الله تبارك وتعالى وهي أن الله تبارك وتعالى ترك الدفاع عن دينه ونبيه وشريعته وقرآنه للمسلمين يدافعون عن دينهم وعقيدتهم ويحمون مقدساتهم دون تدخل من السماء لتفعيل سنة التدافع بين الخير والشر، وليتخذ الله من المؤمنين أولياء وشهداء.
ليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء} [آل عمران140]، {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين}[آل عمران 142] {أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة واللّه خبير بما تعملون} [التوبة16].
هذا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، أما قبل بعثته صلى الله عليه وسلم فالأمر يختلف تماما.
ففي زمان عبدالمطلب والكل تقريبا يعبد الأصنام ولا يوجد نبي ولا أتباع له ولا رسالة واضحة من السماء ولكن بصيص من نور كان عند عبدالمطلب فأدرك أن للبيت رب يحميه
حقا للبيت رب يحميه، أرسل دفاعه الرباني عن بيته المكي بالطير الأبابيل التي تحمل حجارة من سجيل للقضاء على المعتدي الظالم، قال تعالى:
{ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة مّن سجّيل فجعلهم كعصف مّأكول}
أما منذ بعثة محمد الذي ناله الأذى وضرب في الطائف وأخرج من مكة وأكل من الشاة المسمومة وأخذ بأسباب النصر فدعمه الله بالملائكة في بدر، وتمت مخالفة أوامره فكانت هزيمة أحد وحمل على كتفه الشريف من تراب الخندق وتزلزل أصحابه يوم حنين لما ركنوا للأسباب ونسوا المسبب ثم تنزلت عليهم السكينة وقتل عمه حمزة وقتل من بعده خيرة أصحابه.
هل قال محمد لأصحابه للدين رب يحميه أما قال إن للدين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه؟
دين تجاوزت شريعته الأخيرة 1400سنة -وعندما أتكلم عن شريعته الأخيرة لأن الدين واحد منذ آدم حتى محمد صل الله عليه وسلم - ومازال أتباعه يظنون أن المقدسات تحميها الطير الأبابيل ويتعلقون دون فهم بمقولة للبيت رب يحميه!
عدم الإدراك لحقيقة ومن دخله كان آمنا وجهل التاريخ من حادثة بن الزبير مرورا بالقرامطة يدل على الأزمة، فحماية البيت وتأمين رواده من وظائف المؤمنين برب البيت وبعد بعثة محمد أصبح تدافع الخير والشر ليميز الله الخبيث من الطيب هو القاعدة ومحل الثواب والعقاب.
في الخندق حفر بنفسه الشريفة مع أصحابه ولم ينتظر حل السماء بل حمل على عاتقه التراب، وجاع واشتد جوعه؛ حتى وضع على بطنه الشريفة حجرين، كل هذا وهو يعلم أصحابه العقيدة الصحيحة في الدفاع عن الدين بالنفس والمال دون أن يقول أحد منهم (للدين رب يحميه) بل كان قولهم:
لتكن إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة.
نعم للبيت رب يحميه بسواعد وأنفس المؤمنين الصادقين،
نأخذ بعالم الأسباب بكل دقة ولكننا نعتمد على الله، والفارق كبير بين الأخذ بالأسباب بدقة، والاعتماد على الأسباب، فالأخذ بالأسباب يوجبه العقل والنقل وهو الفارق بين التوكل والتواكل، أما الاعتماد على الأسباب فتعني أن يدخل الإنسان في اليأس حين تنقطع الأسباب
فبعد أخذ كل الأسباب في الهجرة فجأة تنقطع الأسباب ويقف المشركون على الغار وهنا الإيمان حيث يقول النبي لصاحب الغار ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟
للحصول على كتاب "صلاة الإنسانية" للكاتب "الدكتور عاطف عتمان"
عبر خدمة voo للتوصيل، والمتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من خلال هذا الرابط:https://goo.gl/rQqyL6أو شرفونا في منفذ كتبنا داخل المقر AlMaqarr Coworking Space الجريك كامبس، وسط البلد.وللتواصل مع المقر عن طريق الموبايل:01068817344
اقرأ أيضا على واحة الأريام
واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: