مازالت
للأريام طقوس في العزاء تعاند الموروث والشكل الإجتماعي والواجب الذي ربما تستثقله
بعض النفوس..
راحل
رحل في ظل انتظار موعد يقيني الحضور ظني الموعد المعلوم المجهول .
راحل
أكلته الغربة بحثا عن غد لأطفاله ووارى جسده تراب الغربة بلا شفقة ولا فرصة لنظرة
الوداع لأهل تأكلهم نار الاشتياق لنظرة أخيرة حتى أصبح صوت الصمت أو على أبعد
الأمنيات سماع صدى الصمت محالا.
طفل
في العاشرة يعاند بالبراءة حزن الكبار وربما من لطف الحنان أنه لا يدرك أبعاد
المشهد الحالي ولا اللاحق الذي يصاحبه فيه اليتم، وهنا أرى سيدي الرحمة المهداة
يشير بإصبعيه كناية عن عمق صلته بكافل اليتيم كفالة أبوية لا تشعر اليتيم باليتم.
غربة
عاناها الراحل نسأل الله له ولكل الراحلين والغرباء رحمة في بطن الأرض تجبر الكبد
على ظهرها وإغتراب تعانيه الحروف المنظومة.
يقرأ
المقرئ كل نفس ذائقة الموت فتهون الحياة بصراعاتها وظلمها وظلامها، ويقرأ الذين
يذكرون الله فتتأمل الأريام الذكر المذكور، ثم يتبع ويتفكرون في خلق السموات
والأرض فيقشعر البدن من أثر خمر الغفلة الذي يلجم العقل ويلهي القلب حتى إذا جاءت
السكرة!
للموت
معي وقفات وتأملات..
أتأمله
فترتاح نفسي وأبتسم فهناك موعد تستريح فيه النفس وينصب ميزان العدل فتسكن نفس
المظلوم وتوفى كل نفس حقها غير منقوص.
أتأمله
مرة أخرى فأبكي يتيما فقد السند والرب بعد الرب، أبكي لحظة سحب ورقة الإجابة
وانتهاء وقت الامتحان ومازال كثير فيها يحتاج المراجعة والحذف والتعديل وكثير لم
يكتب بعد.
أتأمله
ثالثة فأضحك عندما أرى الزهراء عليها السلام تضحك من البشارة بقرب موعد اللقاء
بأبيها وحبيبها ونبيئها وأمني نفسي بلقاء محمد والمسيح والكليم والخليل حتى آدم
عليهم السلام أجمعين والصالحين الطيبين.
في
النهاية أعزي في كل الراحلين والذين ضاقت عليهم الأرض فانتحروا والغرباء
والمغتربين وكل ضحايا الظلم والكراهية والإكراه والاستعباد، وفي نفسي أعزيها من كل
كرب وهم فإنا لله وانا اليه راجعون.
للحصول على كتاب "صلاة الإنسانية" للكاتب "الدكتور عاطف عتمان"
عبر خدمة voo للتوصيل، والمتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من خلال هذا الرابط:https://goo.gl/rQqyL6أو شرفونا في منفذ كتبنا داخل المقر AlMaqarr Coworking Space الجريك كامبس، وسط البلد.وللتواصل مع المقر عن طريق الموبايل:01068817344
اقرأ أيضا على واحة الأريام
واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: