نسمات أيلول ال 46...الحلقة السابعة .. القدوس
آه أيتها الحروف العاجزة كمْ قيدني عجزك!
هل خطاب التهديد والوعيد خطاب حقيقي؟
قال لي صديقي اللغوي الكبير بأن خطاب التهديد والوعيد ليس حقيقيا وقد يقع أو لا يقع وأن هدفه الاستمالة؛ فعندما أهدد، أنا لا أفعل بل أريد أن أؤثر في المتلقي.اللغة تقدم تصورات حتى نستطيع أن نفهم وأن نتواصل فلا يمكن للنعيم أو العذاب في الآخرة أن يتصور.
الآخرة وما فيها غيب وهذا الغيب مفارق للزمان والمكان ومفارق لما عليه الناس والواقع.
فضلا على أن كثيرا من الفلاسفة يرجعون نصوص النعيم والعذاب للرمزية.
انتهى كلام صديقي.
منذ فترة نشر صديقي صاحب الفكر والشهادة الأعلى في الفقه مقالا عن وادي هانوم جهنم في المسيحية والإسلام ومفهوم الخلود ثم حذفه بعد دقائق غالب ظني أنه لم يتراجع عن طرحه برمزية النصوص، ربما هناك سبب يخصه أظنه وعي المتلقي وردة فعله، والشاهد عندي أن أسئلتي ومحاولات الوصول لم تقتصر فقط على منظري الفرق القديمة والتي يداوي الأغلبية منهم العجز عن مجاراة الطروحات بالطريق السهل والأمر في حلق الإنسانية وهو التكفير.
آه أيتها الحروف العاجزة عن حمل أبعاد الغيب في اللامكان واللازمان فكيف بك أمام الأول الآخر الظاهر الباطن فكيف لشيء أن يعبر عن كل شيء واللاشيء!
هل تعبر حروف الألف واللام والهاء عن الحقيقة ويمكنها حمل أو تحمل النور أما هي وسيلة بشرية لتقريب ما يمكن فهمه؟
يقيني أنني أحبك حبا لا تحمله حروف الكلمة وإن نزلنا لمستوى الحروف فأنت قبل كل المخلوقات والنصوص والحروف والرسل والرسالات والكهنة والعباد... قدوس قدوس قدوس.
ليست هناك تعليقات: