مساحة إعلانية

نسمات أيلول ال 46 ... الحلقة الثانية ..الدين ليس حكرا على أحد

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 01, 2023

 

نسمات أيلول ال 46 ... الحلقة الثانية ..الدين ليس حكرا على أحد 


العقل الذي ينتقد زواج الرجل بعد أيام من وفاة زوجته وفي نفس الوقت يقدس سلف فعل هذا الفعل وفق الروايات التي يقدسها هو عقل مأزوم لا يفكر، ومثله العقل الذي يرفض التعدد ويدعي بلا بينة أنه لا بد من سبب يصنعه في خياله وفي نفس الوقت تجده يقدس من جمع من النساء أربع غير الجواري والسبايا وفق الروايات!

في الموروث الروائي صحابي تزوج في يوم وفاة زوجته وحتى يخرج العقل من المأزق يدعي أن السماء هي من زوجته!
ابحث وتأمل..


العقل المفكر لا يتلقى أي شيء إلا بعين الشك ويزن الأمور فيصعب عليه أن يقع في هذا التناقض الرهيب، لأنه ببساطة ينزع القداسة عن كل ما ورثوه له أنه مقدس ثم يختبر الأمر.


مشكلتي مع العقل الفقهي أنه سيطر على معظم ما مضى من حياتي ولولا التحرر منه لكنت كبيرا من كبراء القطيع أعيش في بوتقة لا أرى فيها إلا ما يراد لي أن أراه!
تخيل الأرض دون صاحب الفخامة وصاحب الفضيلة وصاحب القداسة كيف كان حالها لو غابوا!

الدين وكتب الدين ومشايخ الدين وقصص الدين وحكم الدين وما يترتب عن ذلك من تخلف وصراعات وتضييع للحاضر وترك العلم توهما بهم لما سموا أنفسهم علماء حتى تسرب عمر الأجيال عقدا بعد عقد وقرنا بعد قرن في صراع حول القبور مع أن الدين أسهل ما في الوجود... آمن بالخالق ثم استقم.
يكتب د. مهاتير محمد معالم من رسالته الأخيرة فيقول فيها...

قيادة المجتمعات لا يجب أن تخضع للوعاظ بل لعلماء النهضة الاقتصادية والتكنولوجية... لقد آن أوان طرد المشايخ والفقهاء وتجار الدين من قاموس حياتنا اليومية.
لا يوجد رجل دين مقدس هم أناس يعيشون على جهلنا وتخلفنا وطاعتنا العمياء لهم وليس بالضرورة أن يكون رجل الدين أذكى منك أو افهم منك وأغلبهم جهلة لا يحفظون إلا القصص والخرافات ويزرعون الفتنة والكراهية بين أبناء الدين الواحد.
لن نتحرر ولن نبني وننتج ونبدع لا إذا حكمنا عقولنا وليكن كل واحد منا إنسان منتج ومبدع ورجل دين متنور لأن الدين بسيط وواضح وليس حكرا على فئة دون أخرى.

ينحى عالم الاجتماع العراقي الدكتور على الوردي إلى أنه بتغيير الظروف وتحسينها تتحسن أخلاق الناس بينما يرى أغلب رجال الدين أنه بوعظهم تتبدل الظروف.
دورة حياة الإنسان تقول إن الاحتياجات المادية التي تضمن الحياة بداية من لبن الأم تسبق التفكير.
وفي رسالته يكتب د. مهاتير محمد قائلا:

لا بد من ضرورة توجيه الجهود والطاقات إلى الملفات الحقيقية وهي: الفقر والبطالة والجوع والجهل... لأن الانشغال بالأيدلوجيا ومحاولة الهيمنة على المجتمع وفرض أجندات ووصايا ثقافية وفكرية عليه لن يقود إلى إلا مزيد من الاحتقان والتنازع...!!
فالناس مع الجوع والفقر لا يمكنك أن تطلب منهم بناء الوعي ونشر الثقافة...!!!


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام