مساحة إعلانية

نسمات أيلول ال 46 ... الحلقة الثالثة.. شيطان الظهيرة

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 01, 2023

 


نسمات أيلول ال 46 ... الحلقة الثالثة.. شيطان الظهيرة

الملل عنوان مهم من عناوين التجربة الإنسانية حيث يفقد الإنسان الإحساس بما يمر به وما يحدث حوله ربما بسبب غموض التجربة.
✍️ روتين ممل في ظل تيه الوقت أو عدم الإحساس به.شعور بالعجز يحاصر الأفكار والمشاعر، شعور بالفراغ مع ازدحام الوقت ورقصة بين الملل والألم!

✍️ هل انتهى دور الإنسان في عالم خيوطه الخفية المتحكمة في مسار الأمور أضحت في عنفوان قوتها ومكمن قوتها خفاءها، ومكمن المعاناة في رؤيتها؟!

✍️ توق دفين من دون هدف معين حسب قول شوبنهاور، ضباب صامت حسب قول هايدجر.
إحساس كالسبات يحتل مثل الضباب كل ساعة من روحنا، لا يدعنا نفكر ولا يدعنا نعمل ولعله لا يسمح لنا بالوجود... كما كتب فيرناندو بيسو في اللاطمئنينة.

✍️ شيطان الظهيرة كما يصف الرهبان المتوحدين الذين فترت أرواحهم وتاهت بوصلتهم وفقدوا الإحساس برهبانيتهم وضاقت عليهم القلايات.

✍️ ملل بطعم الأرق وانتحار للشغف وكلل للأجنحة السابحة ضد التيار العنيف الجريان.

✍️ هروب عبثي إلى المسرحية واندماج معها لملء الفراغ وتجنب معركة معرفة الذات

✍️ انفرط عقد المسبحة والشاهد ابتلعته الأرض وضجيج الصمت يملأ الأفق وفقدت الحركات معانيها وكف الديك عن الصياح.

✍️ عالم عبثي أشبه بمسرحية الدراما فيها في منتهى السخافة وسخونة الأحداث في نفس الوقت.

✍️  الجمهور نسي أنه جمهور حتى الممثلون نسوا أنها مسرحية وأخذوا الأمور على محمل الجد بطريقة هزلية.
الحقيقة تحتاج لحدس يخترق الحجب الكثيفة ليرى ما يخفي عن الأعين ويبصر التفاصيل.

✍️ صراع على الحياة الوهمية وعلى أوسكار الجمهور من أجل تحقيق الرغبات التي تبدو كماء مالح لا يروي أبدا، ورغبة ثم رغبة ثم رغبة حرمانها ألم وتحقيقها سعادة مزيفة مؤقتة سرعان ما تتلاشى.

✍️ نولد لنموت ونسير سيرا إلى الموت حيث يسدل الستار ويكتشف الجميع أنها كانت مسرحية وأنهم تفاعلوا واندمجوا وصنعوا الوهم.

✍️ غامر واستمتع بعناء المغامرة بدلا من السجن بقتل اللحظة في معاناة الملل وليكن للموت نصيب من المغامرة فهو الحقيقة المؤكدة.
كل يسعى إلى الموت وقليل يعي طبيعة خطاه...

✍️ آه يا أيلول تتساقط أوراق الأشجار وتبدو عارية وتصفر الأرض وتسجنني ملابس المسرحية!

اقرأ على واحة الأريام 

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام