مساحة إعلانية

عروبة القدس في التوراة وبعيون الرحالة الغربيين

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 09, 2021
مدينة بيت المقدس



 في رحلة الأريام إلي تاريخ القدس مررت بهذا البحث العلمي المنهجي القيم والذي يعتمد على العهد القديم والرحالة الأجانب فأحببت مشاركتكم هذا البحث القيم 

----------
جامعة دمشق بالتعاون مع الجامعة الأردنية
المؤتمر الدولى الثامن حول تاريخ بلاد الشام
22 – 26 / 2 / 2009 
فى رحاب جامعة دمشق
المعارف بين القرن الأول والخامس الهجريين/السابع والحادى عشر الميلاديين
القدس والمسجد الأقصى فى كتابات الرحالة الأجانب
( 50 - 256هـ / 670 – 870م )
إعداد
الأستاذ الدكتور محمود سعيد عمران
أستاذ تاريخ العصور الوسطى
كلية الآداب – جامعة الاسكندرية



يعتبر البحث فى تاريخ وآثار مدينة القدس والمسجد الأقصى من الموضوعات الهامة والأكثر حساسية عن الموضوعات الأخرى لتداخل الديانات السماوية الثلاث فى هذا الموضوع، وما لكل منها من حقوق فى هذا المكان حتى لا تختلط الأمور ويدعى كل صاحب فيها أن له الحق دون غيره فى مسجد أو كنيسة أو معبد أو سور وغير ذلك من الأشياء التى يمكن التنازع عليها ؛ لذلك وجب البحث فى هذا الموضوع بكل دقة وموضوعية.
وقبل الدخول فى هذا البحث أود أن أحدد معنى ومفهوم المصطلحات الآتية:
الغزو Invasion
وهو اصطلاح استخدمه ويستخدمه المؤرخون الغربيون مثل غزوات البرابرة Barbarian Invasion وهى الغزوات التى اجتاحت أراضى الإمبراطورية الرومانية فى غرب أوروبا فى القرون المسيحية الأولي. والبرابرة أجناس غرباء عن أهل الإمبراطورية الرومانية ولهم لغتهم وحضارتهم وديانتهم أو مذهبهم. وقد استولى هؤلاء البرابرة على أراضى الإمبراطورية فى غرب أوروبا وقضوا عليها سياسيا وحضارياً، ثم انصهروا بعد فترة من الزمن مع أهل البلاد الأصلية وكونوا دولا جديدة لها لغتها وحضارتها مثل دولة فرنسا وانجلترا وألمانيا الخ، وهنا يكون القتال عنصراً رئيسياً.
1. الاسترداد Reconquista
وهو اصطلاح غربى أطلقه المؤرخون الغربيون وكذلك المؤرخون المسلمون المعاصرون على الحروب التى دارت بين المسلمين والمسيحيين فى بلاد الأندلس من أجل استرداد الأجيال اللاحقة - من أهل البلاد الأصلية وهم القوط الغربيين - الأرض من المسلمين. وهنا يكون القتال عنصراً رئيسياً.

2. الفتح Opened Country
وقد خلط المؤرخون الغربيون والشرقيون بين هذا المصطلح والمصطلحات السابقة، ربما بقصد أو بدون، والبعض ينقل عنهم دون تمحيص. ولكنى أحاول أن أحدد معنى لهذا المصطلح دون لبس أو خلط مع المصطلحات الأخرى. وأبدأ بالقول ؛ إذا دخلت قوات غريبة إلى بلاد وكان القتال مع قوات سبقت غزو هذه البلاد دون قتال أهل البلاد الأصلية يكون ذلك فتحاً. 
أو إذا دار صراع بين أهل بلد واحد وانتصر أحدهما على الأخر بقتال أو بدون قتال يكون ذلك فتحاً.
وعلى أية حال تعتبر قضية مدينة القدس والمسجد الأقصى من أخطر القضايا فى العلاقات بين الشرق والغرب على مر العصور، فمن أجل مدينة القدس قامت الحروب الصليبية، ومن أجل القدس وما حولها من الأراضى الفلسطينية العربية قام النزاع العربى الإسرائيلى الذى يمتد حتى وقتنا هذا.
وقد اعتاد الكتاب والمتحدثون والمؤرخون المسلمون عند الحديث عن مدينة القدس والمسجد الأقصى الاعتماد فى منهج بحثهم على الآيات القرآنية والأحايث النبوية وكتابات المؤرخين المسلمين، وظنوا بذلك أنهم اصحاب الحقوق. وتناسوا أن غير المسلمين ومنهم أهل الغرب الأوروبى لا يعترفون بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ويتشككون فيما كتبه المؤرخون المسلمون، لذلك وجب الأمر الاعتماد على ما جاء فى التوراة والإنجيل والمصادر الأجنبية فقط، واستخلاص ما بها من حقائق لمواجهة هؤلاء المدعين بأن القدس مدينتهم، وأن المسجد الأقصى بنى على أنقاض معبد النبى سليمان، أو على كنيسة القديسة مريم العذراء.
ونقطة الضعف عند المسلمين أنهم يؤمنون بسيدنا موسى، وكذلك بالسيد المسيح عليهما السلام، وبذلك لا يمكن لأى مسلم أن ينال بشكل أو بآخر من هذيين النبيين أو غيرهما من الأنبياء، أما اليهودى فهو لا يؤمن بالمسيحية أو الاسلام، وعلى ذلك فهو يعترض على كل ما جاء فى الإنجيل والقرآن الكريم، وعلى ذلك فأى حديث لليهودى بآية من القرآن أو الإنجيل فهو مرفوض منه. وقد استغل البعض هذه النقطة فى مهاجمة الاسلام، وهم مدركون تماما أن المسلمين لا يمكنهم أن يهاجموا الدين اليهودى أو المسيحي. وعلى ذلك فالبحث هنا سوف يرتكز على بعض آيات التوراة فقط فى بعض المراحل ثم على الكتب الأجنبية أى غير العربية فى مراحل أخري.
ولتكن البداية هنا بمقال حول هذا الموضوع، فقد نشر الدكتور مانفرد رافائيل لهمان Manfred Raphael Lehmann مقالاً فى مجلة Algemeiner Journal فى التاسع عشر من أغسطس عام 1994، وهى منشورة على شبكة الانترنت – وعنوانها "حق المسلمين فى القدس باطل" The Moslem Claim To Jerusalem Is False [1].

وجاء فى المقال وأنا أترجم بأمانة شديدة للغاية. إن ادعاءالمسلمين للقدس يرتكز على ما ورد فى القرآن ]الكريم[، رغم أن كلمة القدس لم ترد ولا مرة واحدة ومع ذلك لقد جاء فى سورة الإسراء والمعراج الآية الأولى "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصي"، وحتى فى هذه الآية لا يوجد أساس على حُجة المسلمين لأن المسجد الأقصى المشار إليه فى هذه الآية ليس هو ما يعرف حالياً بإسم المسجد الأقصى.
وفى أيام ]سيدنا[ محمد الذى توفى فى عام 632م([2]) كما هو معروف كانت القدس مدينة مسيحية تحت حكم الامبراطورية ] البيزنطية [. وقد فتحها الخليفة عمر بن الخطاب فى عام 638م([3]) أى بعد ست سنوات من وفاة [سيدنا] محمد. وفى هذه الأثناء لم يكن بالقدس غير الكنائس، وكان هناك كنيسة على جبل الهيكل هى كنيسة القديسة مريم التى بناها الامبراطور جستنيان Justinian [4]، وقد بنيت على طريقة العمارة البيزنطية.
وقد بنى المسجد الأقصى بعد بناء قبة الصخرة بعشرين عاما، فقد بـُنى المسجد فى عامى 691 – 692م [ 71 – 72 هـ ] وقد بناه الخليفة عبد الملك ابن مروان ] 685 – 705 م / 65- 85هـ [، وعلى ذلك لم يكن هناك لمسجد عمر ] ابن الخطاب [ وجود. وحوالى عام 711م / 92هـ أو حوالى ثمانين عاما بعد وفاة سيدنا محمد فإن ابن عبد الملك عبد الوهد Abd Elwahd [ يقصد الوليد بن عبد الملك ] الذى حكم من 705 – 715 / 86 – 96هـ أعاد بناء كنيسة القديسة مريم المسيحية البيزنطية وحولها إلى مسجد وقد ترك البناء كما هو بازلكى بيزنطى الطراز، حيث كان البناء عبارة عن صفين من الأعمدة على كلا الجانبين ومستطيل فى المنتصف. وكل ما أضافه هو قبة فى شكل بصلى([5]) أعلى المبنى مثل المسجد، وقد سماه الخليفة المسجد الأقصى مثل ما جاء ذكره فى القرآن.
وعلى ذلك أصبح من الواضح تماما أن [سيدنا] محمد لم يكن هذا المسجد فى عقله عندما أملى القرآن، ومن ثم لم يكن المسجد موجوداً لمده ثلاثة أجيال بعد وفاته. وهذا ما أستقر عليه رأى الباحثين منذ زمن بعيد وعلى ذلك فمن المنطقى أن يكون [سيدنا] محمد يقصد أن مسجد مدينة مكة هو المسجد الحرام وأن مسجد المدينة هو المسجد الأقصي. وهذا ما يقال عن إدعاء المسلمين للمسجد الأقصى. وأن الانسان يتعجب أن ]سيدنا[ محمد أصدر تحريما صارما ضد مع يجعل القدس قبلته. ومن الجهة العلمية فإن ذلك لم يستمر سوى شهور قليلة لإجبار اليهود على اعتناق الاسلام، ولكن ذلك لم يحدث، وقد توقف ذلك فى الثانى عشر من فبراير عام 624م [17شعبان 2هـ[. وعلى ذلك لايكون للمسلمين أى مكان مقدس فى القدس، ولكنه لليهود فى ممتلكاتهم.
ويتضح من هذا المقال ما يلي: -
1. كان يوجد كنيسة للقديسة مريم العذراء مكان هيكل سليمان قبل الاسترداد العربي.
2. لم يٌقم سيدنا عمر بن الخطاب مسجداً فى مدينة القدس.
3. ان المسجد الأقصى بنى بعد مسجد الصخرة.
4. ان الذى بنى المسجد الأقصى هو الخليفة عبد الملك بن مروان.
5. ان الوليد بن عبد الملك بنى مسجد الصخرة على مبانى القديسة مريم العذراء.
6. إن الإسراء كان بين المسجد النبوى بالمدينة والمسجد الحرام فى مكة.
ويتضح أيضاً من المقال أن هناك بعض الجوانب التاريخية وبعض الجوانب العقائدية التى تخص المسلمين. وسوف يكون الرد على الجوانب التاريخية فقط أما الجوانب العقائدية فلا يتناولها الباحث فى هذا البحث لأن الآخر غير مؤمن بالقرآن، فأى إجابة هنا تكون غير مرضية أو مقنعة له.
ومنهج الباحث هنا أنه سوف لا يرد أو يفند ما ورد فى المقال مباشرة، فقد عرض الدكتور مانفرد لهمان قضيته، وسوف يقدم الباحث بحثه، وفى هذا البحث وسياقه يكون الرد على المقال مؤيداً بما ورد فى التوراة، وكتب الأجانب فقط.
ونقطة بداية هذا البحث ما ورد فى سفر العدد بالتوراة، فقد ورد:
"وكلم الرب موسى قائلاً، أوص بنى إسرائيل وقل لهم. إنكم داخلون إلى أرض كنعان. هذه هى الأرض التى تقع لكم نصيباً. أرض كنعان. أرض كنعان بتخومها([6]) ...... هذه هى الوصايا والأحكام التى أوصى بهاالرب إلى بنى اسرائيل عن يد موسى فى عربات موآب على أردن أريحا([7]).
ومع مسار الأحداث الخاصة بدخول بنى اسرائيل إلى فلسطين، فقد ورد فى التوراه أيضاً، "وعندما كان أحد اليهود وسريته وغلامه قد ذهبوا إلى مقابل يبوس. وهى أورشليم. ومعه حماران مشدودان وسريته معه. وفيما هم عند يبوس والنهار قد انحدرجداً قال الغلام لسيده تعال نميل إلى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها. فقال له لا نميل إلى مدينة غريبة حيث ليس أحد من بنى اسرائيل هنا. نعبر إلى جعبه"([8]) .
وقد تولى سيدنا داود الحكم على بنى اسرائيل وأصبح ملكاً عليهم (1055 – 1015 ق. م)، وجاء فى التوراة: "وسمع الفلسطينيون أنهم قد مسحوا داود ملكا على اسرائيل فصعد جميع الفلسطينيين ليفتشوا على داود. ولما سمع داود نزل إلى الحصن. وجاء الفلسطينيون، وانتشروا فى وادى الرفائيين. ... ثم عاد الفلسطينيون فصعدوا أيضا وانتشروافى وادى الرفائيين. ... لأنه إذ ذاك يخرج الرب أمامك لضرب محلة الفلسطينيين. ... ففعل داود كذلك كما أمره الرب وضرب الفلسطينيين من جبع إلى جازر([9]).
وفى موضع آخر بالتوراه: "وحارب بنو يهوذا أورشليم وأخذوها وخربوها بحد السيف واشعلوا المدينة بالنار. وبعد ذلك نزل بنو يهوذا لمحاربة الكنعانيين سكان الجبل والجنوب والسهل"([10]). كما أورد المؤرخ اليهودى يوسفوس أن الملك داود طرد الكنعانيين من يبوس وأسكن أهله فيها([11]). ويتضح من ذلك أن مدينة سالم (أورشليم) هى مدينة كنعانية أى عربية دخلها اليهود بحد السيف وطردوا أهلها.

وحول بناء المعبد الذى تم بناؤه عام 950 ق. م، فقد ورد فى التوراة: "فكلم ملاك الرب جاد أن يقول لداود أن يصعد داود ليقيم مذبحاً للرب فى بيدر([12]) أرنان اليبوسى. فصعد داود حسب كلام جاد الذى تكلم به بإسم الرب. فالتفت أرنان فرأى الملاك. وبنوه الأربعة معه اختبأوا وكان أرنان يدرس حنطة. وجاء داود إلى أرنان فرأى داود وخرج من البيدر وسجد لداود على وجهه إلى الأرض. فقال داود لأرنان أعطنى مكان البيدر فأبنى فيه مذبحاً للرب. بفضة كاملة أعطنى إياه فتكف الضربة عن الشعب. فقال أرنان لداود خذه لنفسك وليفعل سيدى الملك ما يحسن فى عينه. ... ودفع داود لأرنان عن المكان ذهباً وزنه ستمائة شاقل([13])..
وورد فى موقع آخر بالتوراه "وشرع سليمان فى بناء بيت الرب فى أورشليم فى جبل المريا حيث تراءى لداود أبيه حيث هيأ داود مكاناً فى بيدر أرنان اليبوسى([14]).
وفى موضع آخر "فجاء فى ذلك اليوم إلى داود و قال له أصعد وأقم للرب مذبحاً فى بيدر أرونه اليبوسي. فصعد داود حسب كلام جاد كما أمر الرب. فتطلع أرونه ورأى الملك وعبيده يقبلون إليه فخرج أرونه وسجد للملك على وجهه إلى الأرض. وقال أرونه لماذا جاء سيدى الملك إلى عبده. فقال داود لأشترى منك البيدر لكى أبنى مذبحاً للرب فتكف الضربة عن الشعب. فقال أرونه لداود فليأخذه سيدى الملك ويٌصّعد ما يحسن فى عينيه. أنظر. البقر للمحرقه والنوارج وأدوات البقرحطباً. الكل دفعه أرونه المالك إلى الملك. وقال أرونه للملك الرب إلهك([15]) يرضى عنك. فقال الملك لأرونه لا. بل اشترى منك بثمن ولا أصعد للرب محرقات مجانية. فاشترى داود البيدر والبقر بخمسين شاقلاً من الفضة. وبنى داود هناك مذبحاً للرب وأصعد محرقات وذبائح سلامة واستجاب الرب من أجل الأرض فكفت الضربة عن اسرائيل([16]).
أما فيما يتعلق بدور سيدنا سليمان (توفى بين عامى 938 – 916ق. م) فى بناء المعبد فقد ورد فى التوراه أيضاً: "وأرسل حيرام ملك صور عبيده إلى سليمان لأنه سمع أنهم مسحوه ملكاً مكان أبيه لأن حيرام كان محبا لداود كل الأيام. فأرسل سليمان إلى حيرام يقول. أنت تعلم داود أبى أنه لم يستطع أن يبنى بيتاً لإسم الرب إلهه بسبب الحروب التى أحاطت به حتى جعلهم الرب تحت بطن قدميه. ... فلما سمع حيرام كلام سليمان فرح جداً وقال مبارك اليوم الرب الذى أعطى داود إبناً حكيماً من هذا الشعب الكثير. وأرسل حيرام إلى سليمان قائلاً. قد سمعت ما أرسلت به إلي. أنا أفعل كل مسرتك فى خشب الأرز وخشب السرو. عبيدى ينزلون ذلك من لبنان إلى البحر وأن أجعله أرماثا فى البحر إلى الموضع الذى تعرفنى عنه وأنفضه هناك وأنت تحمله. .. فكان حيرام يعطى سليمان خشب أرز وخشب سرو حسب كل مسرته. .. وسخر الملك سليمان من جميع اسرائيل وكانت السخر ثلاثين ألف رجل. فأرسلهم إلى لبنان عشرة آلاف فى الشهر بالنوبة. يكونون شهرا فى لبنان وشهرين فى بيوتهم. ... ([17]).
وفيما يتعلق باقتلاع الأحجار ونحتها وإعداد الأخشاب اللازمة، فقد قام أهل لبنان بدور كبير فى هذا الجانب. كما أن أحد الحرفيين من مدينة صور هو الذى قام بجميع الأعمال النحاسية المسبوكة , وكذلك تيجان الأعمدة وغير ذلك من الأعمال الفنية الخاصة بالذهب والفضة. ويلاحظ أن الأحجار قد تم إعدادها وصقلها وقطعها بمقاسات مناسبة للبناء، ويدل على ذلك أن "البيت فى بنائه بنى بحجارة صحيحة مقتلعة فلم يسمع فى البيت عند بنائه منحت ولا معول ولا أداة من حديد"([18]).
وفيما يتعلق بمساحة معبد سليمان فقد ورد فى التوراة "والبيت الذى بناه الملك سليمان للرب طوله ستون زراعاً وعرضه عشرون ذراعاً وسمكه ثلاثون زراعاً. والرواق قدام هيكل البيت طوله عشرون ذراعاً حسب عرض البيت وعرضه عشر أذرع قدام البيت([19]). وهو ما يعادل سبعة وعشرون متر طولاً، وعرضه تسعة أمتار وارتفاعه ثلاثة عشر متراً، أما الحرم القدسى فهو الأن على مساحة مستطيلة تقريباً طول الجبهة الغربية منها 490 متر والشرقية 474 متر والشمالية 321 متر والجنوبية 382 متر. ويحيط بالمدينة سور يختلف ارتفاعه بين ثلاثين متر وأربعين. وحول السور من جهة الغرب والشمال أروقة فسيحة معقودة يتخللها بعض أبواب الحرم([20]). ولا أدخل فى تفاصيل هذه الأمور ولكن ما أود إثباته الأتي: -
1. أن بنى اسرائيل دخلوا أرض يبوس وهم غرباء عنها وأن الفلسطينيين حاربوهم ولكن بنى اسرائيل تغلبوا عليهم.
2. أن المعبد بنى على أرض بيدر أرنان اليبوسى الكنعانى العربى، ويوجد خلط فى القيمة المدفوعة ثمناً له.
3. أن الخامات جميعها أتت من لبنان، وكل الأعمال الفنية من إعداد الحجارة ونحتها، والأعمال النحاسية والذهبية والفضية من أعمال عمال لبنانيين وقد أحضرت سابقة التجهيز عن طريق البحر بخبرة لبنانية.
4. إن مساحة المعبد هى سبعة وعشرون متراً طولاً، وتسعة أمتار عرضاً وثلاثة عشرة ونصف إرتفاعاً.
أما عن هدم المعبد أول مرة فى عام 587 ق. م على أيدى الملك الفارسى نبوخذ نصر الثانى ( 605 – 562 ق. م ) Nebuchadnezzar II فقد ورد فى التوراه: "وكان يهوياقيم ابن خمس وعشرين سنة ملك، وملك احدى عشر سنة فى أورشليم وعمل الشر فى عينى الرب إلهه. عليه صعد نبوخذناصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب به إلى بابلإلى بابل([21]). وفى موضع آخر والحديث عن بنى إسرائيل: "فكانوا يهزأون برسل الله ورذلوا كلامه وتهاونوا بأنبيائه حتى ثار غضب الرب على شعبه حتى لم يكن شفاء. فأصعد عليهم ملك الكلدنيين فقتل مختاريهم بالسيف فى بيت مقدسهم. ولم يشفق على فتى أو عذراء ولا على شيخ أو أشيب بل دفع الجميع ليده. وجمع آنية بيت الله الكبيرة والصغيرة وخزائن بيت الرب وخزائن الملك ورؤسائه أتى بها جميعاً إلى بابل. وأحرقوا بيت الله وهدموا سور أورشليم وأحرقوا جميع قصورها بالنار وأهلكوا جميع آنيتها الثمينة. وسبى الذين بقوا من السيف إلى بابل فكانوا له ولبنيه عبيداً. .. "([22]).
وفيما يتعلق بإعادة بناء المعبد على يد كورش فقد ورد فى التوراه، "وفى السنة الأولى لكورش [ 541 ق.م ] ملك فارس عند تمام الرب بفم أرميا نبه الرب روح كورش ملك فارس فأطلق نداء فى كل مملكته وبالكتابة أيضاً قائلاً. هكذا قال كورش ملك فارس. جميع ممالك الأرض دفعها للرب إله السماء وهو أوصانى أن أبنى له بيتاً فى أورشليم التى فى يهوذا. ... فقام رؤوس آباء يهوذا وبنيامين والكهنة واللاويون مع كل من نبه الله روحه ليصعدوا ليبنوا بيت الرب الذى فى أورشليم. وكل الذين حولهم أعانوهم بآنية فضة وبذهب وبأمتعتهم وببهائم وبتحف فضلاً عن كل ما تبرع به. والملك كورش أخرج آنية بيت الرب التى أخرجها نبوخذناصر من أورشليم وجعلها فى بيت آلهته. ... أخرجها كورش ملك فارس على يد مثردات الخازن وعدها لشيشبصر رئيس يهوذا. ... الكل أصعده شيشبصر عند إصعاد السبى من بابل إلى أورشليم. ... ([23]). وأعطوا فضة للنحاتين والنجارين ومأكلا ومشربا وزيتاً للصيدونيين والصوريين ليأتوا بخشب أرز من لبنان إلى بحر يافا حسب إذن كورش ملك فارس لهم([24]). وبدأ العمل على إعادة بناء الهيكل، وقد تم وضع أساس بيت الله وكمل البيت فى اليوم الثالث من شهر آذار ]مارس[ فى السنة السادسة من حكم داريوس الملك ]515 ق. م[([25])، ثم أكملوا أسوار المدينة ورمموا أساسها([26]).
وتعرضت المدينة والمعبد للتخريب والهدم مرة أخرى، ففى عام 66م وعندما كانت بلاد الشام ومصر وغيرهما خاضعة للإمبراطورية الرومانية ثار اليهود فى مدينة القدس ضد حكامهم. وعلى أثر هذه الأحداث أرسل الإمبراطور نيرون Nero (54 – 68م) جيشاً رومانياً تحت قيادة فسبسيان Vespasian لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه والسيطرة على الموقف داخل المدينة، وطال أمد الحرب حتى مات الإمبراطور نيرون، وتولى بعده الحكم كإمبراطور القائد فسبسيان (69 – 79) فإضطر للعودة إلى روما وتولى أمر قيادة الحرب بعده فى مدينة القدس ابنه القيصر تيتوس Titus. وقد أمر القيصر باقتحام المدينة، ثم هدمها وهدم المعبد كذلك حتى سويا بالأرض، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية الاساس الذى يحيط بالمدينة وأسوارها عام 70م، وكان كل من زارها لم يصدق أنها كانت مدينة مسكونة من قبل([27]).
وفى عام 132 – 135م اندلعت ثورة اليهود بقيادة باركوكبا Bar Kokba ، وهنا أعاد الإمبراطور هادريان Hadrian بناء المدينة فى شكل وثنى وسماها إيليا كابيتولينا Aelia Capitolina وحرم على اليهود العيش فيها. وعندما اعترف الإمبراطور قنسطنطينم(م Constantin (305 – 337 بالديانة المسيحية ديناً فى الدولة عام 313م بدأت الحياة تعود إلى القدس مرة أخرى فى شكل مسيحى([28]). وساعد على ذلك ما قامت به هيلينا Helena والدة الامبراطور قنسطنطين وما قام به بنفسه من بناء العديد من الكنائس والأماكن المقدسة فى بداية القرن الرابع الميلادي. وأصبحت مدينة القدس مزاراً للحجاج المسيحيين من كافة أرجاء الأرض([29]).
وحاول الإمبراطور جوليان (مJulian (361- 363 الذى ارتد من المسيحية إلى الوثنية إرضاء اليهود، وفكر فى إعادة بناء هيكل سليمان، لذلك ارسل خطابا إلى اليهود من أجل تحقيق هذا الهدف، وجاء فى هذا الخطاب أن الإمبراطور طالب اليهود باعادة شريعة النبى موسى وعادات آبائهم، وغمرت السعادة اليهود والوثنيين لهذا الخبر، لأنه فى اعادة بناء الهيكل إبطال لنبوءة السيد المسيح، وبذلك يكون نبياً زائفاً. وبعدما أزال البناؤون خرائب المعبد السابق بدأوايحفرون الأرض حتى ظهرت أساساته القديمة. وفى اليوم التالى عندما بدأوا فى وضع الأحجار الأولى للأساس حدث زلزال مروع حتى أن الأحجار خرجت من عمق باطن الأرض فجرح العديد من البنائين ومن كانوا يشاهدون عملية البناء، وأن المنازل والأبنية العامة المجاورة لموقع العمل قد أصابها الضرر أيضاً، وهلك بعض الأفراد على الفور، والبعض أصبحوا أنصاف موتى، وقد أصيبوا فى أرجلهم أو أيديهم أو أماكن أخري. وبعد انتهاءالزلزال وأثاره، عاد البناؤون للعمل كتعليمات الإمبراطور، وعند هذه المرحلة تأكد عدم بناء المعبد كما جاء فى النبوءات. لأن النار اندفعت من أساس المعبد وأصابت العديد. وعند هذه المرحلة توقف العمل وهكذا كانت النهاية([30]).
وحول هذه القضية نفسها فقد ذكر المؤرخ سقراط (مSocorates (380 -450 أنه من المعروف أن الإمبراطور جوليان قد ارتد عن المسيحية إلى الوثنية وبات يقدم القرابين لآلهة الوثنيين. ومن أجل مضايقة المسيحين أرسل إلى اليهود يسألهم لماذا لا يقدموا القرابين لآلهتهم. فأجاب اليهود انه لا يمكن أن يقدموا القرابين فى مكان آخر غير القدس. وهنا أمر الامبراطور جوليان بإعادة بناء معبد سليمان، وكان ذلك فى الوقت الذى يستعد فيه بحملة عسكرية لمواجهة القوات الفارسية، وقد فرح اليهود كثيراً بفكرة إعادة بناء المعبد واستعدوا لهذا العمل، وبدأوا يوجهون الإهانات للمسيحيين. وقد أمر الامبراطور أن تتحمل الخزانة العامة للإمبراطورية تكلفة إعادة المعبد. وبدأ الجميع يستعدون لإعادة البناء، وأعدوا أخشاب البناء والحجارة والطوب الأحمر وكل المواد الضرورية للبناء. وفى هذه المرحلة تذكر كيرلس أسقف القدس نبوءة النبى دانيال التى أكدها ورددها السيد المسيح، وأعلن كيرلس عن ذلك وقال لقد جاء الوقت الذى سوف لا يبقى فيه حجر على حجر فى هذا المعبد. وفى الليلة التالية ضرب زلزال المنطقة فتناثرت حجارة الأساس القديم للمعبد كما دمرت المبانى المجاورة. وهنا أصيب اليهود الذى كانوا يستعدون لبناء المعبد بالرعب من هذه الأحداث التى انتشرت فى الأرجاء لمسافات بعيدة، وتجمع العديد من الناس. وهنا حدثت أعجوبة ثانية. فقد نزلت النار من السماء، واتلفت كل معدات البناء بما فيها المطارق والحديد والأحجار المصقولة، وظلت النيران مشتعلة طوال اليوم، وانزعج اليهود وهم الذين لم يعترفوا بالسيد المسيح وأطلقوا عليه اسم "الملك ". ثم حدثت معجزة ثالثة بعد عدم اعتراف اليهود بالحقيقة، فقد ظهر فى الليلة الثالثة علامة الصليب على ملابس اليهود وحاولوا ازالتها قبل طلوع الفجر ولكن دون جدوى. وكانوا كالعميان كما قال السيد المسيح ولم يتم بناء المعبد بل زال أثره([31]).
كما ذكرت إحدى المصادر أيضاً للأحداث أن الامبراطور جوليان الذى ارتد إلى الوثنية قد أظهر عطفاً تجاه اليهود، ومنحهم أمرا لاعادة بناء المعبد فى القدس، وبدأ العمل على قدم وساق، رغم أن هناك نبوءة تقول أن هذا العمل لم يتم. واستعد العمال المهرة وجمعوا المواد اللازمة. وتم تنظيف الأرض حتى أن النساء ساعدن فى هذا العمل. وبعد إزالة بقايا المعبد السابق بدأ حفر الأرض حتى ظهرت أساسات المعبد القديم. ويقال أنه فى اليوم الثانى عندما بدأ وضع الأحجار الأولى للأساس حدث زلزال كبير دفع بالأحجار من باطن الأرض فخرج اليهود الذين كانوا يقومون بالعمل والذين كانوا يشاهدونهم، كما هدمت المنازل المجاورة، وهلك منهم البعض وجرح البعض الآخر. وبعد أن هدأ الزلزال وعاد العمال للعمل مرة أخرى انفجرت النيران من أساس المعبد وهلك العديد فتوقف العمل([32]).
أما فيما يتعلق بالغزو الفارسى الذى تولى أمره االقائد رسمى أوزدان Rasmi Ozdan للقدس عام 614 م، وهو الحدث الكبير السابق للفتح الإسلامى، فيمكن القول أن الغزو بدأ على بلاد الشام وانتهى بالصدام بين الفرس والقوات البيزنطية والهجوم على القدس بداية من الخامس عشر من ابريل، وانه فى اليوم الأول تم مهاجمة أسوار المدينة التى تهدمت، وان القوات المكلفة بحراسة الأسوار قد هربت، وأن الفرس عندما دخلوا المدينة لم يحترموا رجلا أو امرأة سواء كان من كبار السن أو الصغار، أو قسيساً أو راهباً أو امراة أو عذراء، وانهم أحرقوا الكنائس وقتلوا العديد وداسوا الصلبان بأقدامهم. كما أنهم قتلوا الأطفال الضعفاء فى الطرقات. يضاف إلى ذلك أنهم أخذوا الصناع المهرة معهم إلى بابل. ولم ينل اليهود الذين بالمدينة سوء، وبعد رحيل أهل المدينة كأسرى إلى بابل بقى اليهود بالمدينة وبدأوا يخربون ويحرقون ما بقى من الكنائس المقدسة بأيديهم([33]).
أما إذا انتقلنا إلى ما كتبه الرحالة الأجانب عن القدس والمسجد الأقصى منذ الفتح الإسلامى حتى عام 256هـ/870م، فنجد أن هناك ثلاثة كتب رئيسة، هما ما كتبه الرحالة أركولف Arculfus حوالى عام 50هـ/670م والثانى هو ما كتبه الرحالة وليبالد Willibald عام 136هـ/754م، والثالث هو ما كتبه الرحالة برنارد الحكيم Bernard the Wise 256هـ / 870م.
وفيما يتعلق بما كتبه الرحالة أركولف وهو رجل دين من بلاد الغال ( فرنسا)، نجد أن ما كتبه يقع فى مجلد واحد صغير ينقسم إلى ثلاث كتب، ويتضمن كل كتاب بعض الفصول. والكتاب الأول يتكون من خمسة وعشرين فصلاً ؛ جاء فيه الفصل الأول بعنوان موقع مدينة القدس، وقد ذكر فيه الرحالة بوابات المدينة والسوق السنوى، وموقع معبد سيدنا سليمان – مسجد المسلمين ، والمنازل العظيمة
أما الفصل الثانى فهو عن موقع مدينة بيت لحم، ويتكون من عدة فصول بدأها من مدينة بيت لحم وانتهى فى هذا الفصل بمدينة الإسكندرية. أما الفصل الثالث فيتكون من سبعة فصول، بدأها بالفصل الأول عن مدينة القسطنطينية وانتهى به إلى جبل البركان الذى يبعدعن صقلية بحوالى اثنى عشر ميلاً.
وما يهمنا هنا فى هذا البحث هو الكتاب الأول و فيه تكلم عن:
1- موقع مدينة القدس
2- بوابات المدينة
3- السوق السنوى
4- موقع المعبد
5- مسجد المسلمين
6- المنازل العظيمة
ويروى القديس أدمنان St. Adamnan الذى سجل ما رواه أركولف، أنه فيما يتعلق بموقع مدينة القدس فان القديس إدمنان قد ذكر أنه سوف يسجل التفاصيل التى أملاها عليه أركولف ولكنه سوف لا يسجل ما كتب من قبل عن المدينة، يقول إدمنان أن أركولف ذكر له أن المدينة تحتوى على ثمانية وعشرين برجا وثلاث بوابات مزدوجة. والبوابة الأولى هى بوابة سيدنا داود التى تقع فى الغرب بجانب جبل صهيون، والثانية بوابة حقل القصار The Fuller والثالثة هى بوابة القديس ستيفن St. Stephen [34]. والرابعة بوابة بنيامين والخامسة هى بوابة صغيرة يٌنزل منها عن طريق سلالم إلى وادى يوسفات، والسادسة هى بوابة تقوع Thecuitis. ثم عاد المؤلف وتكلم عن بوابة سيدنا داود وجانب من سور المدينة ثم البوابات. ورغم أن عدد البوابات هو ست بوابات فى أسوار المدينة إلا أنهم يذكرون أنهم ثلاث. أحدهما إلى الغرب وأخرى إلى الشرق، ولم أدخل فى بعض التفصيلات الأخرى عن هذه البوابات.
وورد فى النص أيضاً أن هذه المدينة قد شرفها السيد المسيح فى اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر كل عام، لان هذه المدينة تأتى إليها أعداد كبيرة من كل الأمم ويجتمعون فى مدينة القدس من أجل الأعمال التجارية، وأن هؤلاء التجار يمكثون بالمدينة عدة أيام وكذلك أعداد كبيرة من كل الأمم، ومعهم أعداد كبيرة من الجمال والخيول والحمير، بالإضافة إلى البغال والثيران الذين يحملون البضائع المتنوعة، وأن كل هذه الحيوانات تملأ المدينة بروثها، وأن رائحتها تسبب الأذى للمواطنين وتجعل السير متعثراً فى شوارع المدينة. ومن العجيب أن نقول أنه يوم الخامس عشر من سبتمبر وهو يوم رحيل هؤلاء التجار ومعهم دواب الحمل، تهطل السماء بكمية كبيرة من المطر على المدينة وبذلك تجرف هذه الأمطار كل المخلفات التى تركها التجار وتنظف المدينة. ولما كانت المدينة تبدأ من الشمال وتنحدر إلى جبل صهيون – وهذا من أعمال الله – فإن مياه الأمطار تندفع إلى أسفل كالأنهار من المناطق المرتفعة إلى المناطق المنخفضة وتتجه إلى البوابات الشرقية ومعها كل المخلفات التى تركها التجار وتتجه إلى وادى يوسفات وتدفع بها إلى وادى كدرون، وكأن ما حدث هو تعميد للمدينة. أى أن الله يغسلها ويطهرها تشريفاً للسيد المسيح وللصليب المقدس.
ويضيف الرحالة ،وفى هذا المكان المشهور كان يوجد معبد – يقصد معبد سليمان – عظيم البناء وكان هذا المعبد مجاور للسور الشرقي. وهنا شيد المسلمون مسجداً للصلاة مربع البناء، وأنه بنى فى عجالة، وأنه مقام على أعمدة خشبية كبيرة وعلى بعض ما تبقى من خرائب، وأن هذا المسجد يسع لثلاثة آلاف رجل فى وقت واحد([35]).
وفى نهاية هذا الفصل تكلم أركولف عن أنه زار مبانى عديدة فى المدينة وأنها مبانى عظيمة – ولعله هنا يقصد الأديرة والكنائس – وهى من الحجارة الكبيرة منتشرة داخل المدينة الكبيرة، وهى محاطة بأسوار وعلى هيئة تدل على روعة البنائين، وسوف لا أتناول هذه المبانى، وذكر المؤلف أنه سوف يخص بالذكر كنيسة القيامة وما حولها من كنائس([36]).
والفصل الثانى من الكتاب الأول جاء عنوانه الكنيسة الدائرية التى بنيت على ضريح السيد المسيح. وفى الفصل الثالث تكلم عن الضريح نفسه. أما الرابع فقد تكلم عن الصخرة التى سدت مدخل الكهف، وهى التى أنزلها الملاك من السماء، وفى الخامس تكلم عن كنيسة السيدة مريم المجاورة للكنيسة الدائرة، وفى السادس تناول كنيسة الجلجثة. والسابع عن البازيلكا التى بناها الامبراطور قسطنطين. وفى الفصل الثامن تكلم عن سيدنا إبراهيم وابنه ومحاولة ذبحه، وفى التاسع تكلم عن الموضع بين كنيسة الجلجثة وكنيسة قسطنطين، وفى الفصل العاشر تكلم عن الحربة التى طعن بها الجندى السيد المسيح فى خاصرته، وفى الحادى عشر عن قطعة كتانية نسجتها السيدة مريم العذراء، والثانى عشر عن المنديل الذى رسم عليه وجه السيد المسيح وقدم عنه قصة طويلة.
وفى الفصل الثالث عشر تكلم عن العامود الذى نصب فى المكان الذى أعاد فيه السيد المسيح الروح إلى أحد الشباب.
وفى الرابع عشر تكلم عن كنيسة السيدة مريم التى بنيت فى وادى يوسفات.
وفى الخامس عشر ذكر برج يوسفات الذى بنى فى نفس الوادي.
وفى السادس عشر عن مقبرتى سيمون ويوسف.
وفى السابع عشر ذكر الكهف الذى فى صخرة جبل الزيتون عبر وادى يوسفات حيث يوجد أربع مناضد وبئرين.
وذكر فى الثامن عشر بوابة داود، والمكان الذى شنق فيه يهوذا الاسخريوطى نفسه بالحبل، وفى التاسع عشر ذكر شكل البازيلكا الكبيرة التى بنيت على جبل صهيون وموقعها فى هذا الجبل .
وتكلم فى الفصل العشرين عن الحقل الصغير المسمى بالعبرية حقل الديماس.
وذكر فى الحادى والعشرين الأرض الصخرية وغير المعبدة التى تمتد من القدس إلى مدينة صمويل وإلى قيصرية فلسطين المتجهة إلى الغرب.
وفى الثانى والعشرين عن جبل الزيتون وارتفاعه ونوع التربة.
وتناول فى الثالث والعشرين كنيسة الصعود وأفرد لها أربع صفحات، وفى الرابع والعشرين ضريح لازار، والكنيسة التى عليه، والدير المجاور له.
وذكر فى الخامس والعشرين كنيسة أخرى بنيت عن يمين بيثانى([37]) .
وهنا ملاحظة فى غاية الأهمية وهى أن الرحالة أركولف لم يذكر شيئاً عن كنيسة القديسة مريم العذراء التى من المفروض أنها ظلت قائمة حتى عهد الوليد بن عبد الملك الذى حولها إلى مسجد الصخرة.
ومن الذين نقلوا عن أركولف المؤرخ الانجليزى بيده Bede وهو لم يرتحل إلى الأراضى المقدسة، ولكنه نقل عن أركولف وذكر هذه الأماكن المقدسة. ويذكر فى مقدمة هذا الموضوع أن الإمبراطور تيتوس هدم مدينة القدس ولكنها عادت مرة أخرى ووسعها الإمبراطور هادريان اليوس Hadrian Aelius وعرفت المدينة باسم إليا، ثم تكلم عن المعبد الذى كان ملاصقاً لسور المدينة الشرقى، ويرتبط معه بكوبرى للعبور وهو الأن مبنى مربع ويسع لثلاثة آلاف رجل يصلى فيه العرب Saracens، وهو بناء سئ ويرتفع بعوارض خشبية على بقايا الخرائب. وهناك خزانات مياه قليلة ترى فى هذا المكان([38]). وهو يقصد هنا المسجد الأقصي.
أما عن رحلة وليبالد فقد بدأت من روما، ثم البحر الأدريانى ،وزار عكا وحمص ودمشق ونهر الأردن وأريحا وغيرها من الأماكن المقدسة فى بلاد الشام، ثم عاد عبر نيقية والقسطنطينية حتى وصل إلى روما. وكان يصاحب وليبالد بعض الرفاق، وتكلم وليبالد عن القدس فى أربع مواقع فى رحلته، وقد ذكرها أول مرة فى الفصل الثامن.
وقد بدأ بالحديث عن القدس، وأنه وصل إلى المدينة ثم زار المكان الذى يقال أنه وجد به صليب الصلبوت حيث توجد كنيسة، وكان ذلك من قبل خارج كنيسة القدس، ولكن الإمبراطور هيلينا والدة الإمبراطور قنسطنطين رتبت أن يكون هذا المكان داخل القدس، وفى هذا المكان يوجد ثلاث صلبان من الخشب خارج الجناح الشرقى للكنيسة، ثم تكلم عن كنيسة القيامة، كما تكلم عن الكنيسة التى تسمى كنيسة صهيون المقدسة Holy Sion التى تقع فى منتصف المدينة، ثم توجه إلى رواق سيدنا سليمان([39]). وهنا لم يتحدث الرحالة عن المسجد الأقصى مثل أركولف وبيده.
وتكلم عن جرف مائى، وأن الناس ينتظرون تحرك المياه فى البركة حتى يأتى الملاك، وفى ذلك اشارة إلى المكان الذى شفى فيه السيد المسيح المريض([40]). وتكلم عن العامود المقام فى المكان الذى أراد فيه اليهود حرق جثمان السيدة مريم العذراء ويسمى أيضاً هذا المكان جبل صهيون المقدس Holy Sion. ثم تكلم عن وادى يوسفات وكنيسة ومقبرة السيدة مريم العذراء والكنيسة المقامة فى المكان الذى صلى فيه السيد المسيح، وكنيسة الصعود على جبل الزيتون([41]).
وتجول وليبالد فى الأراضى المقدسة حتى وصل إلى مدينة غزة، ثم عاد إلى القدس مرة أخرى، وتكلم هذه المرة عن الكنيسة التى أقيمت فى المكان الذى وجد فيه صليب الصلبوت، ثم اتجه إلى مدينة اللد ثم إلى دمشق وأخيرا قيسرية. وتجول وليبالد فى الأراضى المقدسة حتى وصل إلى دمشق ومنها إلى قيسرية ومنها دخل القدس للمرة الثالثة، وكان الوقت شتاء ولم يذكر شيئاً عن المدينة ثم اتجه إلى حمص ومنها إلى دمشق([42]).
وعاد وليبالد مرة رابعة إلى القدس وظل ورفاقه عدة أيام ثم رحلوا إلى مدينة سبسطية، ثم رحل إلى عكا وأخيراً إلى القسطنطينية ثم إلى نيقة ثم العودة إلى القسطنطينية وأخيراً ذكر أنه عاد إلى بلاده. وهنا أود أن أذكر أن كاتباً مجهولاً كتب رحلة القديس وليبالد فى القرن الثامن عشر وعندما تكلم عن القدس وذكر جبل صهيون، ووادى يوسفات وجبل الزيتون بطريقة مختصرة للغاية([43]).
أما رحلة برنارد الحكيم عن القدس والمسجد الأقصى فقد بدأت الرحلة عام 870م. من روما ثم الإسكندرية ثم مدينة بابليون فى مصر ومنها رحل إلى دمياط ثم تانيس والفرما ثم إلى العريش والرملة وقرية عمواس وأخيراً إلى القدس. وبعدها إلى بيت لحم ثم عاد إلى القدس مرة أخرى، ومنها بالبحر حيث أبحر إلى روما، وفى حديثه للمرة الأولى عن القدس ذكر أن هذه المدينة استقبلت بكل شرف الإمبراطور شارل ([44])Charles (شارلمان Charlemagne) عندما زار المدينة وتكلم باللغة الرومانية (اللاتينية). وذكر أنه بالمدينة كنيسة السيدة العذراء بجوار منزل الضيافة، ووادى يوسفات، وجبل الجمجمة، وكنيسة قنسطنطين، وكنيسة القيامة، وكنيسة سيمون على جبل صهيون، وكنيسة القديس ستيفن، والمكان الذى أنكر فيه القديس بطرس سيدنا المسيح، وإلى الشمال يوجد معبد سليمان الذى يحتوى مسجد المسلمين، وإلى الجنوب توجد البوابات الحديدية حيث قاد الملاك القديس بطرس بعيداً عن السجن، وهى لم تفتح بعد ذلك. وتكلم بعد ذلك عن وادى يوسفات والجلجثة وكنيسة السيدة مريم العذراء، وكنيسة فى المكان الذى غدر فيه بالسيد المسيح وبها المنضدة ذات الأربعة أرجل الذى تناول عليها السيد المسيح وحواريه العشاء الأخير. وفى وادى يوسفات أيضاً توجد كنيسة على شرف القديس ليونتيوس Leontius التى سيأتى إليها السيد المسيح ليحكم. ([45])
وتكلم برنارد عن جبل الزيتون وكنيسة القديس لازار وهو الذى تولى اسقفية مدينة أفسوس لمدة 40 عاما، وأخيراً تكلم عن بركة سلوان. وعندما تكلم عن زيارته الثانية للقدس لم يذكر شيئاً عنها إلا أنه ذكر أنه اتجه منها إلى البحر للرحيل([46]). وفى هذه الرحلة جاء ذكر المسجد الأقصى.
وأورد برنارد الحكيم فى النهاية أن المسيحيين يمارسون شعائرهم الدينية فى القدس ومصر، وأن المسيحيين والوثنيين يقصد المسلمين يعيشون فى سلام مع بعضهم البعض. ويضيف قائلاً لو أننى كنت فى رحلتى ومعى جمل أو أتانه تحمل أمتعتى ثم حدث وماتت الدابة، فأننى أترك أمتعتى بدون حراسة، وأذهب إلى المدينة، وعندما أعود أجد كل شيء كما هو، وهذا هو السلام فى هذه المناطق الإسلامية. وأن الإنسان بوسعه أن يسير فى هذه البلاد ليلاً أو نهاراً دون حراسة. ويضيف برنارد الحكيم أن الأهالى فى مدينة بنفتو Beneventum – وهى تقع فى إيطاليا – قد ذبحوا أميرهم، وأنهم يخرقون القانون، ويتشاجرون مع بعضهم البعض، كما أنه فى رومانيا - يقصد مدينة روما – فإن أشياء سيئة كثيرة تحدث، وأن اللصوص والنهابين منتشرون فى البلاد بأسلحتهم، وأن المواطنين لا يمكنهم السير إلا فى جماعة لحماية أنفسهم([47]).
مما سبق نستنتج ما يلي:-
1. أن بنى إسرائيل دخلوا مدينة اليبوسيين وهى سالم الكنعانية والقدس العربية وهم غرباء عنها.
2. أن سيدنا داود حارب الفلسطينيين وانتصر عليهم واستولى على أراضيهم بما فيها القدس.
3. أن سيدنا داود اشترى أرض بيدر أرنان أو أرونه اليبوسى، أى الكنعانى العربى بمبالغ جاءت متضاربة.
4. أن سيدنا سليمان بنى المعبد على أرض أرنان ( أرونه ) اليبوسى وجغرافية البيدر هى أرض مسطحة تدرس فيها الحنطة وليست صخرة.
5. أن سيدنا سليمان استخدم السٌخرة فى بناء المعبد.
6. أن حجارة المعبد جاءت من لبنان، وأن البنائيين والصناع اللبنانيين هم الذين صنعوا الأحجار، وكل الأعمال الفنية والصناعية للمعبد.
7. أن طول المعبد هو سبعة وعشرون متراً، وتسعة أمتار عرضاً، أى أن مساحة المعبد كانت مائتين وثلاثة وأربعين متراً مربعاً.
8. أن مساح المسجد الذى بناه سيدنا عمر والذى بنى على خرائب حسبما ذكر الرحالة أركولف وكان يسع حوالى ثلاثة آلاف مصلى، كانت مساحته حوالى ألف وستمائة وخمسون متراً مربعاً تقريباً.
9. أن مساحة الحرم القدسى حالياً تبلغ حوالى مائة وأربعين ألف وتسعمائة متراً مربعاً تقريباً، أى ما يعادل حوالى سبعمائة ضعفاً من المساحة المقدرة للهيكل.
10. إن الفرس قد خربوا وهدموا كنائس القدس فى عام 614م، وأكمل اليهود الذين ظلوا بالمدينة تخريب وتدمير ما تبقى من الكنائس. وإذا كانت كنيسة القديسة مريم الذى بناها الإمبراطور جستنيان قد سلمت من أيدى الفرس فلابد أن اليهود قد دمروها باعتبارهم أصحاب المصلحة([48]).
11. لم يذكر الرحالة الذين زاروا القدس قبل حكم الوليد بن عبد الملك أى اشارة عن كنيسة القديسة مريم المقامة على جبل الهيكل التى زعم الدكتور مانفرد أن الوليد حولها الى مسجد، بل ذكروا كنائس أخرى تحمل اسم القديسة مريم قبل و بعد حكم الوليد.
يضاف إلى ذلك أن الدكتور مانفرد لم يشر إلى المصدر الذى استقى منه معلومة بناء كنيسة السيدة مريم العذراء على أنقاض معبد سليمان، وبالبحث من جانب الباحث وجد أن المؤرخ بروكوبيوس Procopius قد سجل أن الإمبراطور البيزنطى جستنيان قد كرس للسيدة العذراء مقاماً لا يمكن مقارنته لعظمته بآخر، وقد سماه أهل مدينة القدس الكنيسة الجديدة. وقد ذكر مترجم النص من اليونانية إلى الانجليزية أن هناك بحث نشر فى عام 1922م يقول أنه من المستحيل تحديد مكان هذه الكنيسة، ولكن أثر بناء الكنيسة يمكن تحديده بين الحى اليهودى والحرم الشريف([49]). وعلى ذلك يستحيل القول أو القبول بادعاء أن مسجد الصخرة أو المسجد الأقصى، أى الحرم الشريف بأكمله يحتل مكان هذه الكنيسة، وهذه المعلومة تعتبر حجر زاوية فى هذا البحث.
أن مساحة الهيكل وهى مائتان وثلاثة وأربعون متراً مربعاً لا تطابق مساحة الحرم الشريف. وإذا وضعنا مساحة الهيكل فى الركن الجنوبى الغربى فى الموضع المعروف باسم حائط البراق أو حائط المبكى فهو لا يصل أبداً إلى مكان مسجد الصخرة، وإذا وضعنا فى الركن الشمالى الشرقى أى فى موقع مسجد الصخرة، فهو لا يصل أبداً إلى حائط البراق أو المبكى، فبين المكانيين مئات الأمتار.
12. أن مدينة القدس مدينة كنعانية عربية وكذلك كل أرض فلسطين احتلها بنو إسرائيل لفترة من الزمن ثم سيطر عليها محتلون أغراب بعد ذلك حتى العصر الرومانى وأخيراً العصر البيزنطى حتى استردها العرب فى عصر الخليفة عمر بن الخطاب. والعرب هم من انتهى بهم الأمر إلى استخدام اللغة العربية، سواء كانوا وثنيين أو أصحاب ديانات أخرى ثم اعتنق غالبيتهم الإسلام وحملوه معهم إلى البلاد الأخرى سواء كانت عربية الأصل أو غير عربية.


([1]) http://www.shlomjerusalem.com/jerusalem/jerusalem21.htm
([2]) الصواب 633م = 12هـ
([3]) الصواب 637م = 16هـ
([4]) حكم الإمبراطورية البيزنطية من 527 – 565م.
([5]) ليست قبة مسجد الصخرة فى شكل بصلى ، وإنما تأخذ شكل نصف دائرة تقريباً.
([6]) سفر العدد. 34: 1 – 3. وكانت مدينة أورشليم تسمى سالم فى أيام الكنعانيين، وقد طرد الملك داود سكان هذه المدينة الكنعانيين ، وأسكن شعبه فيها. أنظر:
Josephus , The Jewish War , Penguin , 1969 , p. 360.
([7]) سفر العدد 36: 13.
([8]) سفر القضاة. 19: 10 – 12.
([9]) صموئيل الثانى 5: 17 – 25.
([10]) سفر القضاة 1: 8 – 9.
([11]) Josephus , The Jewish War , Penguin , 1969 , p. 360.
([12]) تعنى كلمة بيدر عند المصريين كلمة جرن وهو الذى يدرس فيه الغلال وسوف يتضح ذلك من سياق الجملة
([13]) أخبار الأيام الأول ، 21: 18- 26.
([14]) أخبار الأيام الثانى ، 3: 1 – 3.
([15]) تعنى هذه الكلمة أن أرونه لم يكن على دين من يحدثه وهو سيدنا داود.
([16]) صموئيل الثاني. 24: 18- 25. وقد ورد هنا أن ثمن البيدر والمكان كان خمسين شاقلاً من الفضة ، بينما ورد فى السطور السابقة أن ثمن المكان كان ذهباً وزنه ستمائة شاقلاً.
([17]) الملوك الأول 5: 1- 14. ويلاحظ ما أشير إلى السخرة و سوف لا أعلق عليها.
([18]) الملوك الأول. 6: 7.
([19]) الملوك الأول ، 6: 2 – 3.
([20]) محمد محمد حسن شراب. موقع القدس الالكترونى 25 أكتوبر 2007م ،
http./ www.alquds.online.org/index
([21]) أخبار الأيام الثاني. 6 3: 5 – 6.
([22]) أخبار الأيام الثاني. 36: 16 – 21.
([23]) عزرا. 1: 1 – 11.
([24]) عزرا. 3: 7.
([25]) عزرا. 6: 13 – 16.
([26]) نحميا 6: 15.
([27]) Josephus , op. cit., pp. 287 , 361.
([28])
Eusebius , The History of The Church , Penguin , 1965 , pp. 156 – 8 ,401 – 3.
([29])
Palestine Pilgrims Text Society , The Churches of Constantine at Jerusalem , New York 1971, vol. I , pp. 3 ff.
([30])
Julian and The Jews 361 – 363 A. D. cf. Jacob Marus. The Jews in Medieval World: A Source Book , New York , 1936 , pp. 8 – 12
([31])
Socrates Suholasticus , Book. 3 , chap. 20.
([32])
Sozomen, Ecclesiastical History books v, chap. xxii , Ammianus Marcellianus , Book. xxiii , chap.1.
([33])
Antiochus Strategos , The capture Of Jerusalem by Persians 614 A.D. c.f. Conybeare, English Historical Review 25 ( 502 – 517 ), 1910 , pp.509 -510.
([34])
تعرف باسم بوابة الضأن ، أو بوابة الأسود. نحميا 3: 1، 32، 12 ، 39.
([35])
Alculfs , The Pilgrimage of Arculfus in the Holy Land , in Palestine pilgrims Text Society (p.p.t.s), London 1887- 97. vol.3, (1-64) pp. 3-5.
([36])
Ibid., p.5.
([37])
عن كنيسة القديسة مريم تابع ص 13.
Arculfus.op. cit. pp.18-26.
([38])
Bede , Concerning The Holy Land , in P.P. T. S. , vol 3 , pp. 69 – 71.
([39])
Willibald , The Hodceporicon of Saint Willibald , c. 754 A. D. in P. P. T. S. , Vol. 3 , pp. 19 – 21.
([40])
يوحنا. 5: 1 – 8.
([41])
Willibald , op. cit.,pp, 19 – 21.
([42])
Ibid., pp. 25 – 26.
([43])
Ibid., pp. 40 – 46.
([44])
حكم ملكاً للفرنجة من 768 – 814م. وإمبراطور من 800 – 814م. والمعلومة الواردة تحتاج إلى دراسة فى موقع آخر ، وأغلب الظن أن هذه الزيارة لم تحدث.
([45])
Bernard The Wise , The Initerary , in P. P. T. S. , Vol. 3, p.7-8.
([46])
Bernard The Wise: op. cit., pp. 9 – 10.
([47])
Ibid, p. 11.
([48])

يرى إسرائيل سالم Yisreal Shalem أن كل كنائس وأديرة مدينة القدس قد دمرت. أنظر الموقع الإلكتروني



اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام