وقفات مع عظة ..السوري الذي قال سأخبر الله بكل شيئ

وقفات مع عظة ..السوري الذي قال سأخبر الله بكل شيء

واحة الأريام - ببراءته، طفل قالها سأخبر الله بكل شيئ.

بدمع الطفل السوري الذي قال سأخبر الله بكل شيء صرخ صوت يهدر آخر ما تبقى من دعاوى إنسانية!أتذكرون الطفل السوري الذي نطق عبارة ساخبر الله بكل شي قبل موته من سنوات و جبهته تعانق السماء ؟

ذلك الذي احتضر بلا فراش ولا سرير يحمله ويمتزج أنينه بحنينه، أهو الميت حقا!

أم نحن الميتين في مدينة الأشباح ؟

سأخبر الله بكل شيء

عبارة قالها قبل موته سأخبر الله بكل شيء، آه أيتها الحروف العربية ما أعجزك عن جملة تحمل شئ من المرارة للقضاء والضمير العالمي الميت، اللهم رحمتك يا الله.

انظرو ما قاله الطفل السوري سأخبر الله بكل شيء، قول كم يشيب له الولدان، فبما ستخبر الله ؟ 

you will tell allah everything 

سأخبر الله بكل شيء كلمات تمثل نبضات قلب الطفل تصرخ وتئن والدم يجري بسبب شهوة السيطرة ودموع لطفل تسجل المظلمة. 

منذ زمن لم يعد وعظ المشايخ يغادر أذني بعد أن فقد الوعظ الحياة و الموت عظته حتى اتهمت نفسي أحيانا بقسوة القلب وغياب نور الله و الكتاب المبين و نور محمد صلى الله عليه وسلم عني، فاذا بي استمع أمس بكل جوارحي لعظة زلزلت القلب باسم الله ؛ فأدركت أن القلب مازال حيا، و يبدو أن المشكلة كانت في خطاب الوعظ اللاعاقل؛ الطائفي؛ المتألي على الله، الظاهري، التخديري، الإلهائي، الاستعلائي بكل تبجح. 

سأخبر الله بكل شيء صرخة بواسطة طفل سوري صرخة الطفولة المعذبة، بل صرخة قالها طفل بلسان كل مظلوم بكل طاقته المنهكة وبكل مرارة الظلم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في الحياة، ولو لم نسمعها نحن فسبحان الله الذي لا يخفى عليه شيئ ،يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . 

أخبر ربك الأعلى ابني المقهور أنني معذور، اخبره أنني و العالم نعانق سكنى القبور. 

الداعية ياسر عودة يزلزل القلب والعقل 

البارحة زلزلني خطاب الشيخ عودة وبث كثير من الطمأنينة في نفسي حول سلامة منهجي فلك الحمد إلهي بكل جميل أنعمت به علي.

سأخبر الله بكل شيء صرخة الضمير الإنساني بعفوية على لسان طفل سوري بفطرته؛ فبماذا أخبرت الله عنا أيها الطفل الذى ارتقى وتركنا في الأوحال ؟ 

بماذا أخبرت الله أيها المظلوم الذي سرق منه حقه في الحياة، وهل عذرت عجزي أم كنت في عريضة شكواك ؟

وقفت عند خطاب عاقل لشيخ عاقل بكل جوارحي، خطاب لا يسقط الأحكام على العين تألها على الله، ولا يتجاهل المعنى إعراضا؛ فيعرف دور كيف المتعلقة بالأسباب، و دور لماذا المتعلقة بمسبب الأسباب، فيقدم تدين عاقل، بكل ثقة.

يعرف للأسباب حقها و لا يغفل عن مسببها،فينظر لأسباب البلاء وأسباب رفعه نظرة المؤمن العاقل بكل موضوعية. 

لماذا أبعدتنا عن مساجدك وكنائسك ومعابدك يا الله ؟ 

وقفت عند شيخ يسأل بكل قوة لماذا يا الله أبعدتنا عن مساجدك وكنائسك ومعابدك ؟ 
شيخ يدرك أن المساجد والكنائس والمعابد هي لله، وإن أخطأ الإنسان طريق الوصول من وجهة نظر المخالف إلا أنه يتجه بكل جوارحه كل في دار عبادته إلى الله. 
نظرة تأمل بكل موضوعية للمساجد المزخرفة و الكنائس المزينة، والكعبة التي كانت يدعي فيها المسلمين على بعضهم البعض بكل غلظة، لكنهم يطوفون طواف واحد وقلوبهم شتى.
يزكي الواحد منهم نفسه وطائفته وعرقه، ويكفر المختلف معه مع ظاهرية وحدة الطواف.
يتعدى في الدعاء فيها ليطال الإنسان في ظل غياب القلوب، وفهم الدعاء وعظمة الشعيرة، ومعرفة صاحب الأمر . 
في محاولة الإجابة يظهر فهم مختلف بكل وضوح عن الخطاب التقليدي الذي لفظته العقول ونفرت منه الفطرة السليمة، حيث يلتفت الشيخ للظلم والمظالم و أخطرها الدماء، وكيف استبحنا دماء بعضنا البعض، دماء السني للشيعي والعكس، دماء السني للسني والشيعي للشيعي، دماء المسلم للمسيحي والعكس . 
منع المواريث عن النساء، وترك المرأة كالمعلقة، ومنع نفقة الأبناء حتى اشتكت المحاكم زحام أهل الحقوق المسلوبة. 
تأييد الظلمة والغيبة والنميمة، وإشاعة الفاحشة خاصة مع من يخالفنا الرأي أو الدين أو المذهب. 
تحول وسائل التواصل الاجتماعي لمجال لنشر فاحش القول وفجر الخصومة والسب واللعن. 

فأس ياسر عودة على طريق فأس إبراهيم عليه السلام 

يلتفت الشيخ لأخطر قضية يجهلها أو يتجاهلها معظم أهل الأديان وكبرائهم، فيرفع عوده فأسه بكل شجاعة في وجه الخرافات وعبادة التدين الذي صنعه السلف والخلف، صنعه الناس للناس، فهجرنا كتاب الله لصالح الكتب والروايات الكاذبة و الخرافات والغلو . صنعنا الأصنام وقدمنا الآراء وكلام فلان وفلان على نور السماء؛ فحرفنا الدين وخلقنا أديان تخالف دين الواحد الديان . 

يلتفت الشيخ لقضية الخطاب الديني المتخلف، وإلى الخطاب التكفيري والطائفي، وإلى خطاب الفتنة وإطاعة السادة و الكبراء ولو عصينا رب الأرض والسماء بكل عناد . 

ينظر الشيخ للرحمة المنزوعة من القلوب، فقطَّعت الأرحام وسالت الدماء وأُكل الربا ومُنعت الزكاة وضُيعت الصلاة وقطَّعت الصلات.

يقف الشيخ عند ظلم المخالف قربانا للطائفة أو الكبراء، وعند التألي على الله بالحكم بجنة أو نار لمعين، وعند التضليل لنصرة الأنا ومن هم على ما أنا عليه، وعن الظن بوكالة حصرية لنفسي أو جماعتي أو مذهبي أو ديني، وكالة عن الله على الأرض . 

يقف الشيخ عند الرشوة والواسطة والاحتكار لكنه يقف وقفة مهمة عند الاستهتار بالحجر الصحي، وكيف يقود ذلك للهلاك، وأن من تسبب في عدوى غيره قاتل إن تسببت هذه العدوى في موته . 

ينهي الشيخ عظته بفهم السبب وهو هذا الكوفيد الذي أرهب الجميع وسواءا كان طبيعيا أو حتى تخليقيا فمسبب الأسباب لا يخرج أمر عن إرادته، فيدعو للناس كافة وللبشرية جميعا مخالفا الذين يضيقون رحمة الله . 

لله در الشيخ عودة لله درك أيها المخالف لي مذهبا الموافق لي دينا وفهما وإنسانية. 

لله درك أيها العاقل الواعي صاحب الكلمة التي جبن كثير من الكهنة عن النطق بها، ولله در فأسك التي تهدم الأصنام بقوة رشد مؤمنة مستنيرة بنور محمد صلى الله عليه وسلم. 

سأخبر الله بكل شيء

سأخبر الله أنك نصحت و بينت و وضحت أيها الداعية الرشيد.

سأخبر الله بكل شيء صرخة الطفولة لسوري فبما أخبرت ربك أيها المغدور ظلما ؟

اقرأ على واحة الأريام
صلاة الإنسانية في برنامج نهارك سعيد
حفل توقيع ومناقشة صلاة الإنسانية
متى موعد الميلاد الثاني  
 
 
اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6