مساحة إعلانية

مقدمة كتاب أثر الإحتلال الإسرائيلى على التعليم فى القدس ..للباحثة والأديبة إيمان مصاروة

عاطف عبدالعزيز عتمان نوفمبر 24, 2013

مقدمة:
مدينة القدس: هي أولى القبلتين وفيها ثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة، مسرح النبوات وزهرة
المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور. وتقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبا إلى الشرق من
البحر المتوسط على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب والى الشرق. وترتفع عن سطح البحر المتوسط
نحو 750 م وعن سطح البحر الميت نحو 1150 م، وتقع على خط طول 35 درجة و 13 دقيقة شرقًا، ودائرة
عرض 31 درجة و 52 دقيقة شمالا.
تبعد المدينة مسافة 52 كم عن البحر المتوسط في خط مستقيم و 22 كم عن البحر الميت، وعن بيروت 388
كم، وعن دمشق 290 كم. وإن أقدم جذر تاريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن
سام بن نوح عليه السلام -إيلياء أحد أسماء القدس- وقيل إن «مليك صادق » أحد ملوك اليبوسيين -وهم
أشهر قبائل الكنعانيين- أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة ) 3000 ق.م( وسميت ب «يبوس »، وقد
عرف «مليك صادق » بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه «ملك السلام »، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو
شالم أو «أور شالم » بمعنى دع شالم يؤسس، أو مدينة سالم، وبالتالي فإن أورشليم كان اس معروفًا وموجودًا
قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين وسماها الإسرائيليون أيضا «صهيون »
نسبة لجبل في فلسطين، وقد غلب على المدينة اسم «القدس » الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت
كذلك ب «بيت المقدس » الذي هو بيت الله

 1.
نشأت مدينة القدس المحتلة منذ خمسة آلاف عام، وفي مراحلها المتتابعة تعرضت المدينة المقدسة وما زالت؛
لأكبر عملية تهويد من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني، كما تعرض المسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص
إلى انتهاكات صهيونية متواصلة ومتصاعدة من خلال الحفريات وحفر الأنفاق تحت أساسات المسجد الأقصى
التي تهدد بقاء المسجد المبارك بشكل مباشر، وحول هذه القضية أعدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية هذا
التقرير.

تهويد مدينة القدس المحتلة:
وتهدف سلطات الاحتلال الصهيوني من وراء تهويد مدينة القدس المحتلة إلى توسيع القاعدة الجغرافية
لمدينة القدس المحتلة باعتبارها عاصمة ل «دولة الكيان الصهيوني »، وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها،
وإلغاء الدور المركزي والمعنوي والخدمي للقدس العربية، وإضعاف الوجود الفلسطيني في مدينة القدس
المحتلة، لضمان التفوق الديمغرافي اليهودي على العربي في المدينة المحتلة التي تتعرض لحملة مسعورة من
التهويد، كما عمدت سلطات الاحتلال الصهيوني إلى السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي المقدسية، بهدف

تهويد المدينة المقدسة وبالتالي ضمان التواصل بين الأحياء اليهودية داخل المدينة وحولها، وتغيير معالم المدينة
وطمس الهوية والثقافة الإسلامية لها، وإبدالها بمعالم يهودية عبرية من خلال أكبر عملية لتزييف التاريخ.
هجمات شرسة ومخططات عدوانية:
صعدت سلطات الاحتلال الصهيوني منذ احتلالها لغرب مدينة القدس سنة 1948 م، واحتلالها لشطرها الشرقي
سنة 1967 م، من إجراءاتها التعسفية بحق المدينة المقدسة وهذه الإجراءات متواصلة ومتصاعدة من خلال
برامج ومخططات عدوانية رامية لتهويد كامل المدينة دينيًا وتاريخيا من خلال الحفريات الجارية قرب
المسجد الأقصى وأسفله وإقامة الأنفاق والكنس اليهودية داخل المسجد الأقصى وتحته، وحفر الأنفاق الضخمة
والطويلة تحت مدينة القدس القديمة وتحت أراضي مدينة سلوان العربية، كما تتجه معظم هذه الأنفاق
نحو البلدة العتيقة لتلتقي بالحفريات والأنفاق تحت الحرم القدسي الشريف بالقرب من حائط البراق بهدف
السيطرة التامة على أسفل شرقي مدينة القدس، ومواصلة الاستيلاء على بعض الأماكن الدينية والأثرية في
القدس، بالإضافة إلى ممارسة سياسة التفريغ السكاني والتغيير الديمغرافي الذي يطال سكان القدس وأراضيهم.

هجمات استيطانية:
كما تصاعدت حدة الاستيطان في مدينة القدس ومقدساتها وأراضيها وعقاراتها ومُقدراتها، فيما تتقاسم سلطة
الاحتلال مع الجمعيات اليهودية المتطرفة الأدوار في عمليات التهويد المتسارعة وفرض أمر واقع على الأرض،
حيث شهد عام 2008 م أكثر النشاطات الاستيطانية الصهيونية منذ عشر سنوات، ففي هذا العام تم عرض
مناقصات ل 32000 وحدة استيطانية جديدة في مغتصبات القدس المحتلة وما حولها، فمثلا في مدينة القدس
وضواحيها تم بناء 11332 وحدة استيطانية جديدة، بالإضافة لآلاف الوحدات السكنية التي تعكف سلطات
الاحتلال على بنائها بينها 1307 في مغتصبة جبل أبو غنيم، و 630 في مغتصبة جبل المكبر، و 440 في مغتصبة
«تل البيوت »، و 3000 في مغتصبة «جيلو »، و 1700 في مغتصبة «بسغات زئيف »، و 400 في مغتصبة النبي
يعقوب، و 1200 في مغتصبة «راموت »، و 750 في مغتصبة «جبعات زئيف

بريطانيا انتزعت القدس من العثمانيين:
وقد انتزعت بريطانيا مدينة القدس المحتلة من سيطرة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وحكمت
فلسطين في العقود الثلاثة التالية، وبموجب خطة للتقسيم إلى دولتين فلسطينية ويهودية أقرتها الأمم
المتحدة عام 1947 م، أصبحت القدس ومنطقتها كيانا منفصلا يخضع لحكم الأمم المتحدة وتحيطها الأراضي
الفلسطينية، وفي حرب 1948 ضمت قوات الاحتلال الصهيوني الضواحي الغربية للقدس والأراضي المرتبطة
بها إلى )إسرائيل(، وقد قبلت قوى كبرى التقسيم القائم فعلا على امتداد خط أخضر محصن بين القدس
الغربية والقدس الشرقية التي يحكمها الأردن والتي تتضمن البلدة القديمة، ولم تكن هناك سيادة رسمية على
القدس معترف بها من الأمم المتحدة والقوى الدولية. ولمّا اشتبكت سلطات الاحتلال الصهيوني مرة أخرى مع
الدول العربية في حرب عام 1967 م، انتزعت )إسرائيل( القدس الشرقية والضفة الغربية من السيادة الأردنية،

15

وضمت فيما بعد القدس الشرقية وقرى الضفة الغربية المحيطة إلى بلدية للقدس المحتلة أعلنتها عاصمة
موحدة وأبدية ل )إسرائيل(.

إحصاءات سكانية:
وتتباين الإحصاءات لكن 750 ألف نسمة تقريبا يسكنون ما تطلق عليه )إسرائيل( بلدية القدس المحتلة
التي تغطي مساحة تبلغ 128 كيلومترا مربعا، وثلث السكان تقريبا من العرب معظمهم مسلمون وبعضهم
مسيحيون وهناك نصف مليون يهودي، فيما يعيش نحو نصف اليهود وأغلب العرب في المناطق التي كان
يحكمها الأردن حتى عام 1967 م، ولا يحمل معظم الفلسطينيين المقدسيين من سكان القدس الجنسية
)الإسرائيلية( لكنهم يحملون وثائق تمنحهم حرية السفر داخل )إسرائيل(.

تفتت وحدة القدس المحتلة:
وتريد سلطات الاحتلال الصهيوني أن تكون القدس عاصمتها الموحدة، كما تمضي سلطات الاحتلال ببناء
عشرات المستوطنات اليهودية التي تفتت وحدة المدينة المقدسة، كما تحاول تلك السلطات طرد المئات من
الفلسطينيين المقدسيين سكان المدينة واستجلاب يهود بدلا منهم من خلال اختلاق الحجج الواهية، ومحاولة
تغليف هذه الحجج بأوهام كاذبة من أجل تهويد المدينة المقدسة وتحويلها من مدينة إسلامية إلى مدينة

يهودية عبرية
. 2
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام