مساحة إعلانية

فتح القادسية والتمهيد للدولة العادلة .. الحلقة الاولى

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 15, 2020

 


( فتح القادسية والتمهيد للدولة العادلة )

الحلقة الاولى ...

الباحث والمفكر الاسلامي فرقد الربيعي

 

 

إن عقلنة التأريخ وإعادة قراءته أصبح من ضروريات القرن الحادي والعشرين ، بعد ما أستشرت الطائفية وباتت أداة لتمزيق النسيج المجتمعي للأمة الإسلامية ، اصبح من الواجب على المحققين البارعين و المفكرين أن ينبروا لكشف تلك الملابسات التاريخية وأن تُقرأ تلك الجدلية التاريخية التي سُوِقَت ك مادة سامة تسببت بتناحر أبناء الاسلام ، وكان من بين تلك القضايا الإساءة لصحابة رسول الله رضوان الله عليهم فجاءت إشادة المحقق والمجدد الكبير الصرخي الحسني لدور الخليفة العظيم الذي كان سبب في تحرير اهل العراق من قبضة الفرس المجوس رداً صارماً على تلك الصيحات العفنة حيث أراد بذلك كشف حقيقة طالما غيّبها الطائفيون ممن يدّعي التشيع وهي إنصاف الخليفة الثاني و عدم مصادرة فتوحاته التي أطاحت بإمبراطوريات الشؤم ، فليس من المنطق و الأمانة العلمية تغييب الحقيقة رغم شخوصها ، كما لابد من السعي حثيثاً لإستئصال الطائفية من جذورها وإنهاء حالة الإحتقان الذي ما فتِئ يمزق الأمة ويمسخ العقول ويشوه النفوس ، فلذا كان من أولويات المجدد الكبير قراءة التأريخ بموضوعية وإبراز الحقائق بدقة بعد دراسة وتحليل عميق ومن الوفاء إتمام ما ابتدأه هذا العالم الفذ الذي لا ينضب عطاؤه وأنْ نُقيم الدليل العلمي على صحة ودقة قراءته للتاريخ .


ذكر المحقق و المجدد الكبير الصرخي الحسني في تغريدة له قائلا : (( لَقَد شَرّف الله تَعَالَى أهلَ العِرَاق بِالإسلَام بِفَضْلِ الخَليفة الثّانِي(رض) وَحِنكَتِه فِي القِيَادَةِ وَفَتْحِ وَ تَحرِيرِ العِرَاق ، فَأنقَذَ العِرَاقِيّين مِن العبُودِيّة وَالخنُوع لِلفُرْسِ وَالمَجوسِيّة، كَمَا تَمّ إنقَاذُ الشّعْب الفَارِسِيّ وَبَاقِي الشّعوب مِن المَجوسِيّةِ وَكَهنَتِها وَأكاسِرَتها ، لَكِن مَا هُوَ سرّ بُغْضِ وَعَدَاء هَؤلَاء لِلخَلِيفَة المُحَرِّر؟! وَهَل تَمَكّنُوا بِالمَكْرِ وَالخَدِيعَة وَالغَدْر مِن مُصَادَرَة الإسلَام وَالتّشَيّع؟! أرجو مِن الله التّسدِيد في الإجابَة بإنصَاف وَوَسَطِيّة وَاقِعِيّة مَوضوعِيّة ، وَأمّا قِرَاءَة وَتَحلِيل علَاقَة الصّحابَة بِأهْلِ البَيْت، والسلوكيات والمواقف الصادرة عنهم - رَضي الله عَنهم وَعَلَيهم السّلام - فَلَهَا مَقَامٌ آخَر إن شَاء الله )) . إنتهى


وفي المقام نطرح عدة خطوات..

الخطوة الأولى..

ابن الخطاب " رض " ومنهج الاستشارة


كان منهج الخليفة الثاني رضوان الله عليه في إدارة موازين الحكم وأتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية يعتمد على سياسة إستشارة ذوي الرأي، وقد كان لعلي علي السلام الدور الأبرز ، فكان رضوان الله عليه لا يستقر عقله ولا قلبه إلا لرأي علي ابن ابي طالب ، والمتتبع لهذه الأخبار في المصادر التأريخية المعتبرة يجد هذه الحقيقة متجلية ، و الدعوات الطائفية التي تريد تأصيل فكرة وجود صراع وحقد دفين بين الصحابة رضوان الله عليهم وعلي عليه السلام تتهاوى أمام هذه الحقيقة وتنهار تلك الأطروحات الفاسدة المقيتة تحت ضربات قادة الفكر المعتدل وأصحاب المنهج الوسطي ليُعلن الطائفيون إنهزامهم أمام ثورة الأقلام لتُسدل الطائفية ستائر ظلامها .

الرواية الاولى::


في السنة الخامسة عشرة كان صلح عمر مع أهل بيت المقدس، جاء في كتاب الفتوح لاحمد ابن أعثم: أن أبا عبيدة كتب إلى عمر كتاباً جاء فيه: ( إني صرت إلى أهل إيلياء في جماعة من المسلمين، حتى نزلت بهم، و حللت بساحتهم، ثم واقعناهم وقائع كثيرة، كانت عليهم لا لهم، وطاولناهم فلم يجدوا في مطاولتهم إيانا فرجاً، ولم يزدهم الله تعالى بذلك إلا ضعفاً ونقصاً، وذلاً وهولا ، فلما طال بهم ذلك واشتد عليهم الحصار، سألوا الصلح وطلبوا الأمان، على أن يقدم عليهم أمير المؤمنين، فيكون هو الموثوق به عندهم، والكاتب لهم كتاباً بأمانهم ، ثم إنا خشينا أن يقدم أمير المؤمنين فيغدروا بعد ذلك ويرجعوا، فأخذنا عليهم العهود و المواثيق، والأيمان المغلظة أنهم لا يغدرون و لا ينكثون، وأنهم يؤدون الجزية، ويدخلون فيما دخل فيه أهل الذمة، فأقروا لنا بذلك، فإن رأيت يا أمير المؤمنين أن تقدم علينا فافعل ، قال: فلمّا ورد كتاب أبي عبيدة على عمر، وقرأه أرسل إلى وجوه المهاجرين و الأنصار، المقيمين معه بالمدينة، واستشارهم في الخروج إلى الشام ، فقال له عثمان: يا أمير المؤمنين! إن الله تعالى قد أذلّ الروم و أدال عليهم، وأبو عبيدة قد حصرهم وضيّق عليهم، فهم يزدادون في كل يوم نقصاً وذلاً وضعفاً، ووهناً، فإن أنت أقمت ولم تسر إليهم علموا أنك مستخف بأمرهم، مستصغر لشأنهم، حاقر لجنودهم، فلا يلبثون إلا يسيرا حتى ينزلوا على الحكم، أو يؤدون الجزية.

فقال عمر: هل عند أحد منكم غير هذا الرأي؟! فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام ) : نعم عندي من الرأي، أن القوم قد سألوك المنزلة التي لهم فيها الذل والصغار، و نزولهم على حكمك عزٌّ لك، وفتح للمسلمين . ولك في ذلك الأجر العظيم في كل ظمأ ومخمصة، وفي قطع كل واد وبقعة، حتى تقدم على أصحابك وجندك ، فإذا قدمت عليهم كان الأمر والعافية والصلح، والفتح إن شاء الله، وأخرى فإني لست آمن الروم، إن هم أيسوا من قبولك الصلح، وقدومك عليهم أن يتمسكوا بحصنهم، ويلتئم إليهم إخوانهم من أهل جينهم (دينهم)، فتشدّ شوكتهم، ويدخل على المسلمين من ذلك البلاء، ويطول أمرهم وحربهم، ويصيبهم الجهد والجوع ولعل المسلمين أن يقتربوا من الحصن ، فيرشقونهم بالنشاب، أو يقذفونهم بالحجارة، فإن أصيب بعض المسلمين تمنيت أن تكون قد افتديت قتل رجل مسلم من المسلمين بكل مشرك إلى منقطع التراب. فهذا ما عندي والسلام. فقال عمر: أما أنت يا أبا عمرو فقد أحسنت النظر في مكيدة العدو، وأما أنت يا أبا الحسن! فقد أحسنت النظر لأهل الإسلام، وأنا سائر إلى الشام إن شاء الله، ولا قوة إلا بالله ، [وعند ابن حجة الحموي: ففرح عمر بمشورة علي و قال: لست آخذاً إلا بمشورة علي، فما عرفناه إلا محمود المشورة، ميمون الطلعة] ، قال: ثم دعا عمر بن الخطاب بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، فأمره أن يعسكر بالناس ، قال: فعسكر العباس خارج المدينة واجتمع المسلمون من وجوه )) الفتوح / ابن اعثم /ج ١ / ص٢٢٤ - ٢٢٥ .

 

الرواية الثانية :

في سنة ١٦ للهجرة (( وفيها أرخ عمر الكتب وأراد ان يكتب التأريخ منذ مولد رسول الله ، ثم قال : من المبعث ، فأشار عليه علي بن ابي طالب أن يكتبه من الهجرة ، فكتبه من الهجرة )) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٠٠ .


الرواية الثالثة ::

( وشاور عمر اصحاب رسول الله في سواد الكوفة فقال له بعضهم : تقسمها بيننا ، فشاور علياً فقال : ان قسمتها اليوم لم يكن لمن يجيء بعدنا شيء ولكن تقرها في أيديهم يعملونها فتكون لنا ولمن بعدنا، فقال وفقك الله هذا الرأي، ووجه عثمان بن حنيف وحذيفة بن اليمان فمسحا السواد ) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٠٥

الخطوة الثانية..

معركة الجسر هزائم وإنكسارات

في وقعة قس الناطف أو معركة الجسر تشاء الأقدار أن ينكسر المسلمون وتخسر الأمة نخبة من أبطالها ، رحلوا الى الرفيق الأعلى لتكون دماؤهم سبباً في أن تخط إمبراطورية الفرس سطورها الأخيرة في صفحات التأريخ لتكون شاهداً حياً على قبحهم وفسادهم ومن أمارات زوال حكم الطواغيت هو عندما يقوم أحدهم في سبيل تقوية سلطانه بإستعباد الناس وتسخيرهم، لتحقيق غاياته الإقتصادية و السياسية وهذه القضية تتمظهر بابشع صورها من خلال استعباد دولة لأخرى، وهي سياسة إسترقاق شعب كامل، وهو الأخطر من إسترقاق الأفراد ، فكما إستعبد فرعون شعباً كاملاً كذلك كسرى إمبراطور الفرس المجوس إستعبد الناس وجعل من العراق و شعبه سبباً لتحقيق غاياته وأمتدت سياسته الإستعبادية حتى بعد موته ، على حساب الشعوب المغلوب على أمرها يُنفذ الطغاة أجنداتهم القبيحة ، وعندما يبرز المصلح لينتصر للمظلومين ويسعى لإسترداد الحقوق تتصدى تلك القوى الطاغوتية لمحاربته ، و من تلك الأمارات عنصر الإستعلاء على الله والإنحراف عن الطريق المحدد لها من قبل الله، حيث تتبدل الى قدرة في مواجهة القيم الإلهية، وإذا صارت كذلك إستحقت الزوال والتدمير، فكان هلاك وزوال إمبراطورية الطغيان الفارسي على يد المسلمين العرب .

( ولما رجع الجالينوس إلى رستم منهزماً ومن معه من جنده قال رستم :أي العجم أشد على العرب ؟قال :بهمن جاذويه المعروف بذي الحاجب ،وإنما قيل له ذو الحاجب لأنه كان يعصب حاجبيه بعصابة ليرفعهما كبرا ، فوجهه ومعه فيلة ورد الجالينوس معه وقال لبهمن :إن انهزم الجالينوس ثانية فاضرب عنقه. فأقبل بهمن جاذويه ومعه درفش كابيان راية كسرى وكانت من جلود النمر ،عرض ثمانية أذرع، وطول اثني عشر ذراعاً، فنزل بقس الناطف واقبل أبو عبيد فنزل بالمروحة ...... وعهد الى الناس فقال:ان قتلت فعلى الناس فلان ،فإن قتل فعليهم فلان .....ثم قال :فإن قتل فعلى الناس المثنى .

وبعث إليه بهمن جاذويه إما ان تعبر الينا وندعكم والعبور واما ان تدعونا نعبر إليكم فنهاه الناس عن العبور ونهاه سليط ايضا فلج وترك الرأي وقال لا يكونوا اجرأ على الموت منا ، فعبر إليهم على جسر عقده ابن صلوبا للفريقين وضاقت الأرض بأهلها و اقتتلوا فلما نظرت الخيول إلى الفيلة والخيل عليها التجافيف رأت شيئا منكرا لم تكن رأت مثله (فجعل المسلمون إذا حملوا عليهم )لم تقدم عليهم (خيلولهم) واذا حملت الفرس على المسلمين بالفيلة والجلاجل فرقت خيولهم وكراديسهم ورموهم بالنشاب ، واشتد الأمر بالمسلمين ، فترجل ابو عبيد والناس ثم مشوا إليهم ثم صافحوهم بالسيوف فجعلت الفيلة لا تحمل على جماعة إلا دفعتهم فنادى ابو عبيد احتوشوا الفيلة وأقطعوا بطانها وأقلبوا عنها أهلها ووثب هو على الفيل الأبيض فقطع بطانه ووقع الذين عليه وفعل القوم مثل ذلك فما تركوا فيلاً إلا حطوا رحله وقتلوا اصحابه ، وأهوى الفيل لأبي عبيد فضربه ابو عبيد بالسيف وخطبه الفيل بيده فوقع فوطئه الفيل وقام عليه. فلما بصر به الناس تحت الفيل خشعت أنفس بعضهم ثم أخذ اللواء الذي (كان)أمره بعده فقاتل الفيل حتى تنحى عن أبي عبيد فأخذه المسلمون فاحرزوه ثم قتل الفيل الأمير الذي بعد أبي عبيد وتتابع سبعة أنفس من ثقيف كلهم يأخذ اللواء ويقاتل حتى يموت ثم أخذ اللواء المثنى فهرب عنه الناس فلما رأى عبد الله بن مرئد الثقفي ما لقي ابو عبيد و خلفاؤه وما يصنع الناس بادرهم إلى الجسر فقطعه وقال يا أيها الناس موتوا على ما مات عليه أمراؤكم أو تظفروا !وحاز المشركون المسلمين إلى الجسر فتواثب بعضهم إلى الفرات فغرق من لم يصبر و اسرعوا فيمن صبر وحمى المثنى وفرسان من المسلمين الناس وقال إنا دونكم فأعبروا على هينتكم ولا تدهشوا ولا تغرقوا نفوسكم وقاتل عروة بن زيد الخيل قتالاً شديدا وأبو محجن الثقفي وقاتل ابو زبيد الطائي حمية للعربية وكان نصرانياً قدم الحيرة لبعض أمره ونادى المثنى من عبر نجا ، فجاء العلوج فعقدوا الجسر وعبر الناس وكان اخر من قتل عند الجسر سليط بن قيس وعبر المثنى وحمى جانبه فلما عبر انفض عنه اهل المدينة وبقي المثنى في قلة وكان قد جُرح وأثبت فيه حلق من درعه ، وأُخبر عمر عمن سار في البلاد من الهزيمة إستيحاء فأشتد عليه وقال اللهم ان كل مسلم في حل مني أنا فئة كل مسلم يرحم الله ابو عبيد لو كان انحاز إلي لكنت له فئة ، وهلك من المسلمين اربعة الاف بين قتيل وغريق وهرب ألفان وبقي ثلاثة آلاف وقتل من الفرس سته آلاف )) الكامل في التاريخ/ ج٢ / ص٢٧٦- ٢٧٨ .

الخطوة الثالثة ..

تأهب عسكري و أحداث مرتقبة

المشهد الأول...

" الفرس يستجمعون قواهم استعداداً لأستئصال المسلمين وأرض الخلافة "

(( لما رأى اهل فارس ما يفعل المسلمون بالسواد قالوا لرستم والفيرُزان وهما على اهل فارس : لم يبرح بكما الاختلاف حتى وهنتما اهل فارس واطمعتما فيهم عدوهم ولم يبلغ من امركما ان نقركما على هذا الرأي وان تعرضاها للهلكة ؛ مابعد بغداد وساباط وتكريت إلا المدائن والله لتجتمعان او لنبدأن بكما ثم نهلك وقد اشتفينا منكما ، فقال الفيرُزان ورستم لبوران ابنة كسرى اكتبي لنا نساء كسرى.......... واخذوهن بالعذاب يستدلونهن على ذكر من أبناء كسرى فلم يوجد عند واحدة منهن احد ، وقال بعضهن : لم يبق إلا غلام يُدعى يزدجرد من ولد شهريار بن كسرى .......... فجاؤوا به فملكوه وهو ابن احدى وعشرين سنة واجتمعوا عليه فأطمأنت فارس واستوثقوا وتبارى المرازبة في طاعته ومعونته فسمى الجنود لكل مسلحة وثغر فسمى جُند الحيرة والاُبلة والأنبار وغير ذلك )) الكامل في التاريخ/ ج٢ / ص٢٨٤


المشهد الثاني...


" عمر يستنفر العرب والعراق مقصده "

( لما بلغ عمر خبر وقعة أبي عبيد بالجسر ندب الناس إلى المثنى وكان فيمن ندب بجيلة وأمرهم إلى جرير بن عبد الله لأنه كان قد جمعهم من القبائل وكانوا متفرقين فيها فسأل النبي صلي الله عليه وسلم ان يجمعهم فوعده ذلك فلما ولي عمر طلب منه ذلك فكتب إلى عماله:إنه من كان ينسب إلى بجيلة في الجاهلية وثبت عليه في الإسلام فاخرجوه إلى جرير ففعلوا ذلك فلما اجتمعوا أمرهم عمر بالعراق وأبو إلا الشام فعزم عمر على العراق وينفلهم ربع الخمس فأجابوا وسيرهم إلى المثنى بن حارثة و بعث عصمة بن عبد الله الضبي فيمن تبعه إلى المثنى وكتب إلى اهل الردة فلم يأته أحد إلا رمى به المثنى وبعث المثنى الرسل فيمن يليه من العرب فتوافوا إليه في جمع عظيم وكان فيمن جاءه أنس بن هلال النمري في جمع عظيم من النمر نصارى و قالوا نقاتل مع قومنا )) الكامل في التاريخ/ ج٢/ ص٢٧٩


المشهد الثالث ...


" المسلمين إستنفار وإعادة تعبئة وتحشيد إستعداداً لمعركة حاسمة "

( وبلغ ذلك من أمرهم المثنى والمسلمين فكتبوا إلى عمر بن الخطاب بما ينتظرون من أهل السواد فلم يصل الكتاب إلى عمر حتى كفر أهل السواد من كان له عهد ومن لم يكن له عهد فخرج المثنى حتى نزل بذي قار و نزل الناس بالطف في عسكر واحد ولما وصل كتاب المثنى إلى عمر قال والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب ، فلم يدع رئيساً ولا ذا رأي وذا شرف وبسطة ولا خطيباً ولا شاعراً إلا رماهم به فرماهم بوجوه الناس وغررهم وكتب عمر إلى المثنى ومن معه يأمرهم بالخروج من بين العجم والتفرق في المياه التي تلي العجم وان لا يدعوا في ربيعة ومضر وحلفائهم أحدا من اهل النجدات ولا فارسا إلا احضروه ، إما طوعا او كرها ونزل الناس بالجل وشراف إلى غضي وهو جبل البصرة وبسلمان بعضهم ينظر إلى بعض ويغيث بعضهم بعضاً وذلك في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة ، وارسل عمر في ذي الحجة من السنة مخرجه إلى الحج إلى عماله على العرب أن لا يدعوا من له نجدة او فرس او سلاح او رأي إلا وجهوه إليه فأما من كان على النصف ما بين المدينة والعراق فجاء اليه بالمدينة لما عاد من الحج واما من كان اقرب إلى العراق فأنضم إلى المثنى بن حارثة وجاءت أمداد العرب إلى عمر ) الكامل في التاريخ/ ج٢ / ص ٢٨٥


المشهد الرابع...

" عمر يستعد للخروج وعلي يخلفه في المدينة "

( فقال عثمان لعمر : مابلغك ؟ ماالذي تريد ؟فنادى الصلاة جامعة فأجتمع الناس إليه فاخبرهم الخبر ثم نظر ما يقول الناس فقال العامة سر وسر بنا معك فدخل معهم في رأيهم وكره ان يدعهم حتى يخرجهم منه في رفق فقال أستعدوا وأعدوا فإني سائر إلا ان يجيء رأي هو أمثل من ذلك ثم بعث إلى اهل الرأي فاجتمع إليه وجوه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واعلام العرب فقال احضروني الرأي فإني سائر فأجتموا جميعا و اجمع ملؤهم على ان يبعث رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و يقيم ويرميه بالجنود فإن كان الذي يشتهي من الفتح فهو الذي يريد ويريدون وإلا أعاد رجلا وندب جندا آخر وفي ذلك ما يغيظ العدو ويرعوي المسلمون ويجيء نصر الله بإنجاز موعود الله فنادى عمر ، الصلاة جامعة فاجتمع الناس إليه وارسل إلى علي عليه السلام وقد أستخلفه على المدينة فأتاه وإلى طلحة وقد بعثه على المقدمة فرجع إليه فجعل على المجنبتين الزبير وعبد الرحمن بن عوف فقام في الناس فقال ان الله عز وجل قد جمع على الإسلام اهله فألف بين القلوب وجعلهم فيه اخواناً والمسلون فيما بينهم كالجسد لا يخلو منه شيء من شيء اصاب غيره وكذلك يحق على المسلمين ان يكونوا امرهم شورى بينهم وبين ذوي الرأي منهم فالناس تبع لمن قام بهذا الأمر ما اجتمعوا عليه ورضوا به لزم الناس وكانوا فيه تبعا لهم ومن اقام بهذا الأمر تبع لأولي رأيهم مارأوا لهم ورضوا به لهم من مكيدة في حرب كانوا فيه تبعا لهم يأيها الناس إني إنما كنت كرجل منكم حتى صرفني ذوو الرأي منكم عن الخروج فقد رأيت ان أقيم وابعث رجلاً وقد احضرت هذا الأمر من قدمت ومن خلفت وكان علي عليه السلام خليفتة على المدينة وطلحة على مقدمته بالاعوص ) الطبري/ ج٢ / ص٣٥٦

 

المشهد الخامس...

" ابن ياسر يستنجد ويحذر والخليفة على المحك 

ذكر فتح نهاوند وحروبها واجتماع الفرس بها .

قال: وتحركت الأعاجم بأرض نهاوند و اجتمعوا بها، وكتب بعضهم إلى بعض أن يكون اجتماعهم بها، قال: فأجتمع أهل الري وسمنان والدامغان وما والاها بنهاوند في عشرين ألفا، وأهل ساوه وهمذان في عشرة آلاف وأهل نهاوند خاصة في عشرة آلاف، و أهل قم وقاشان في عشرين ألفا، وأهل أصفهان في عشرين ألفا، وأهل فارس و كرمان في أربعين ألفا، قال: ثم بعثوا إلى أذربيجان يستمدونهم إلى حرب العرب، فأقبل إليهم أهل أذربيجان في ثلاثين ألفا، فذلك خمسون ألفا ومائة ألف ما بين فارس و راجل من المرازبة والأساورة والابطال المعدودين المذكورين في كل بلد من أرض الفرس، ثم إنهم جمعوا نيفا وسبعين فيلا يريدون التهويل على خيول المسلمين، ثم أقبل بعضهم على بعض فقالوا : ان ملك العرب الذي جاءهم بهذا الكتاب وأقام لهم هذا الدين قد هلك - يعنون بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم - وإنه قد ملكهم من بعده رجل يكنى أبا بكر فملك ملكا يسيرا وهلك، وإنا نرى صاحبهم هذا عمر قد طال عمره ودام ملكه وعلا أمره، قد اجتمعتم من كل بلد وليس فيكم إلا رماة الحدق وأحلاس السيوف والدرق، فتعالوا بنا حتى ننفي من بقربنا من جيوش العرب، ثم إنا نسير إليهم في ديارهم فنستأ [أصلهم] عن جديد الأرض ، فإنا إن لم نفعل ذلك ساروا إلينا فأخرجونا عن جميع بلادنا وأنزلوا بنا من الذل والصغر ما أنزلوه بأهل القادسية و المدائن وجلولاء وخانقين وما أنزلوه بأهل الأهواز وتستر ومناذر ورامهرمز وما أنزلوه بأهل الشام قبل ذلك.

قال: فتعاقدوا على أمرهم وتعاهدوا وعزموا على جهاد المسلمين، وبلغ ذلك أهل الكوفة، فاجتمعوا إلى أميرهم عمار بن ياسر فقالوا: أيها الأمير هل بلغك ما كان من جموع هؤلاء الأعاجم بأرض نهاوند؟ قال عمار: قد بلغني ذلك فهاتوا ما عندكم من الرأي فقالوا: الرأي في ذلك أن نكتب إلى أمير المؤمنين ونعلمه بذلك قبل أن يسير عدونا إلى ما قبلنا، قال عمار: أفعل ذلك إن شاء الله تعالى.


ذكر كتاب عمار بن ياسر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

بسم الله الرحمن الرحيم (( لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمار بن ياسر، سلام عليك أما بعد فإن ذا السطوات والنقمات المنتقم من أعدائه المنعم على أوليائه هو الناصر لأهل طاعته على أهل الإنكار والجحود من أهل عداوته، ومما حديث يا أمير المؤمنين أن أهل الري وسمنان وساوه وهمذان ونهاوند وأصفهان وقم وقاشان وراوند و اسفندهان وفارس وكرمان و ضواحي أذربيجان قد اجتمعوا بأرض نهاوند في خمسين ومائة ألف من فارس وراجل من الكفار ، وقد كانوا أمروا عليهم أربعة من ملوك الأعاجم منهم ذو الحاجب خرزاد بن هرمز وسنفاد بن حشروا وخهانيل بن فيروز وشروميان بن اسفنديار، وأنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا وتحالفوا وتكاتبوا وتواصوا وتواثقوا على أنهم يخرجوننا من أرضنا ويأتونكم من بعدنا، وهم جمع عتيد وبأس شديد ودواب فره وسلاح شاك ويد الله فوق أيديهم، فإني أخبرك يا أمير المؤمنين أنهم قد قتلوا كل من كان منا في مدنهم، وقد تقاربوا مما كنا فتحناه من أرضهم، وقد عزموا أن يقصدوا المدائن ويصيروا منها إلى الكوفة، وقد والله هالنا ذلك وما أتانا من أمرهم وخبرهم، وكتبت هذا الكتاب إلى أمير المؤمنين ليكون هو الذي يرشدنا وعلى الأمور يدلنا، والله الموفق الصانع بحوله وقوته، وهو حسبنا ونعم الوكيل، فرأي أمير المؤمنين أسعده الله فيما كتبته والسلام ))

قال: فلما ورد الكتاب على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقرأه وفهم ما فيه وقعت عليه الرعدة والنفضة حتى سمع المسلمون أطيط أضراسه، ثم قام عن موضعه حتى دخل المسجد وجعل ينادي: أين المهاجرون والأنصار؟ ألا فاجتمعوا رحمكم الله وأعينوني أعانكم الله.

قال: فأقبل إليه الناس من كل جانب، حتى إذا علم أن الناس قد اجتمعوا وتكاملوا في المسجد وثب إلى منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم وآله) فاستوى عليه قائما وإنه ليرعد من شدة غضبه على الفرس، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال : أيها الناس هذا يوم غم وحزن فاستمعوا ما ورد علي من العراق، فقالوا: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ فقال: إن الفرس أمم مختلفة أسماؤها وملوكها وأهواؤها وقد نفخهم الشيطان نفخة فتحزبوا علينا وقتلوا من في أرضهم من رجالنا، وهذا كتاب عمار بن ياسر من الكوفة يخبرني بأنهم قد اجتمعوا بأرض نهاوند في خمسين ومائة ألف وقد سربوا عسكرهم إلى حلوان وخانقين وجلولاء، وليست لهم همة إلا المدائن و الكوفة ، ولئن وصلوا إلى ذلك فإنها بلية على الاسلام وثلمة لا تسد أبدا، وهذا يوم له ما بعده من الأيام، فالله الله يا معشر المسلمين! أشيروا علي رحمكم الله، فإني قد رأيت رأيا غير أني أحب أن لا أقدم عليه إلا بمشورة منكم لأنكم شركائي في المحبوب والمكروه ) انتهى / الفتوح ابن اعثم / ج ٢ / ص ٢٨٩ - ٢٩٠ - ٢٩١ .

نستدل من هذه الأخبار التأريخية على وجود حقائق شاخصة .

الحقيقة الأولى: إن الذعر والخوف في صفوف المسلمين وعلى رأسهم قيادة أركان الجيش والخليفة ابن الخطاب كان مشهد واضح بين ثنايا الأخبار ، فالغول الفارسي جاء بجحافل جرارة ( جيش عرمرم ) قوات عسكرية نظامية قد مارست الحروب الخارجية مع إمتلاكها قوة أقتصادية هائلة، بينما لم يكن المسلمين قد خبروا الحروب مع القوى الكبرى، وليس لهم جيش نظامي ك جيوش الأكاسرة مع قلة في العدد ودعم لوجستي متواضع ، أركان الدولة الإسلامية لم تزل فتية قياساً بإمبراطورية عمرها مئات السنين ، أقتصاد زهيد لا يمكن أن يكون دعامة للوقوف بوجه قوى عظمى ك قوة الفرس او الروم ، أمام هذه الإمتيازات التي يحظى بها العدو الفارسي المفقودة في جيش الإسلام تضع رأس الهرم لقيادة المسلمين على المحك اما الى الزوال و الأنهيار أوالنصر والفتح وسقوط إمبراطورية الكفر والنفاق ، ومن الطبيعي أن يضطرب الخليفة وقادة جيشه المسألة مصيرية و خطيرة للغاية، والأستنفار بأعلى درجاته القصوى يكشف بين طياته الخوف من القادم ، و أن خشية قادة الأسلام من القادم المجهول لحق ، لأن الهزيمة تعني زوال جهود النبي و التضحيات التي قدمها المسلمون فحرياً على من له الغيرة على الإسلام أن يخاف ويرتعد .

 

الحقيقة الثانية: هذا الخوف على كيان الأمة ودينها كان محرك رئيس في أن تنقدح شرارة الدعوة للوحدة العربية لمناجزة عدو غاصب للأرض والعرض وسارق للثروات ، هنا تتجلى حكمة الخليفة ابن الخطاب رضوان الله عليه حيث بدأ بإستنفار العرب كافة للذود عن الأرض العربية " العراق " ومن خلال نافذة التأريخ نطل على إحدى أجمل صفحات معركة القادسية حيث قاتل العرب ك جسد واحد مسلمون ومسيح و غيرهم ضد عدو مغتصب للحقوق مستعبد لهم ، فتستجيب العرب وتُقبل طوعاً لتُسطر أروع صور الأخوة في مقارعة الغازي و المحتل الذي ما أنفكت مخالبه تمزق في جسده وتستبيح كل شيء، فسخر الخليفة الفاتح كل الإمكانيات وساق كل المسببات التي من شأنها ان تُحدث فرقاً نوعياً في هذه المعركة الحاسمة لتُتوج تلك الجهود الجبارة الى فتح عظيم أجتث جذور الغول الفارسي المجوسي وأنار العراق بالإسلام ، هذا الدين الجديد الذي أكدت نصوصه على إن هزيمة الفرس والروم وعد إلهي جاء على لسان نبيه سيتحقق في قادم الأيام وتلك حقيقة لا ريب فيها .


الحقيقة الثالثة :عمر يُرسل للعرب بالمدد ويستنفر المسلمين ، وإصرار على تحرير العراق من براثن الأكاسرة، في ذكر وقعة البويب نُشاهد وبوضوح إصرار الخليفة الثاني على تحرير العراق ( امرهم عمر بالعراق ) ولكن أبو إلا الشام ورفضوا التوجه للعراق وأبدوا رغبتهم للقتال بالشام ولكن نجد إصرار مستمر من قبل الخليفة ( فعزم عمر على العراق ) هنا نرى كيف إن العراق بات من أولويات الخليفة ، وكيف أستشعر إن الفرس أشد خطراً من الروم ، فسخر كل الإمكانيات لتحرير العراق حتى إنه رضوان الله عليه ( نفلهم - اي بجيلة - ربع الخمس فأجابوا وسيرهم الى المثنى بن حارثة ) سخر الغنائم والأموال والبشر والعقول من أجل القضاء على إمبراطورية الفرس .


الحقيقة الرابعة : إن جرير بن عبد الله البجلي كان من خاصة اصحاب الأمام علي عليه السلام كان قائد بجيلة في حرب القادسية وهو أول مدد أرسله الخليفة للمثنى القائد العام لجيش العراق، كان هذا البعث العسكري مُثَبِت لصفوف المسلمين الذين أنكسروا في معركة الجسر وكان قدوم جرير البجلي بجنوده الى العراق مصدر دعم معنوي قبل أن يكون دعم مادي ، تلك الوقعة الأليمة تركت آثارها في نفوس الناجين من المسلمين ، في هذا الموضع نسأل لو كان علي عليه السلام مُناوئ للخلفاء ودولة الخلافة كيف سمح لأصحابه او سكت عنهم حينما شاركوا في الفتوحات التي قادها الخليفة ؟! أين الطائفيون من هذه الحقائق ؟! هل عميت الأبصار أم رانَ على قلوبهم ؟! يا سفهاء الأمة ان علي بن ابي طالب كان هو وممن يعتبر من خواصه واصحابه يعملون جاهدين من أجل نصرة الأسلام والحفاظ على الإرث النبوي جنباً الى جنب مع الخلفاء .


الحقيقة الخامسة : عندما نقول إن ما قام به عمر الفاتح " رض" هو تحقيق لوعد النبي المصطفى ، على الطائفيين ان يُذعنوا لهذه الحقيقة المُغيبة ، جاء في ذكر وقعة البويب ( إن جرير البجلي كان قد سعى لجمع بجيلة في زمن النبي حيث كانوا متفرقين بين القبائل وسأل النبي أن يجمعهم فوعده رسول الله بأنه سيجمعهم ذات يوم تحت قيادته ولما ولي عمر طلب منه ذلك اي جمع بجيلة ) فقد تحقق جمع بجيلة تحت راية عمر في حرب القادسية بقيادة جرير وهذا إن دل فيدل على علم النبي الأكرم بيوم القادسية وأن هذه الراية البجلية ستكون إحدى الرايات التي ستقاتل الفرس .


الحقيقة السادسة : إن عمار ابن ياسر كان والي الكوفة في زمن الخليفة الثاني ، ومن خلال كتابه نرى وبكل وضوح كيف يُشير إلى صفته ( امير المؤمنين ) ، فلينظر اصحاب الفتن ممن يُثير النعرات الطائفية كيف يُخاطب الصحابي الجليل صاحب البصيرة ابن الخطاب " رض " ، وهذا إقرار علني على إمرة عمر بن الخطاب على المسلمين بل ونشاهد في بعض النصوص التاريخية ان الإمام علي " ع" يخاطب الخليفة ب ( يا أمير المؤمنين ) وهنا تتجلى صورة رائعة للإحترام الذي يُكِنُه الإمام وصحابته لشخص الخليفة ، فلم نجدهم لعانين او يُقِعُون بعمر رضي الله عنه أو يسبوه ، فأين انتم أيها الطائفيين من أخلاق أمير المؤمنين علي عليه السلام ؟!!! لقد قطع سلام الله عليه الطريق عليكم يا أرباب الفتن !!!

ومما يُضاف لكل هذا قول الصحابي عمار ( وكتبت هذا الكتاب إلى أمير المؤمنين ليكون هو الذي يُرشدنا وعلى الامور يُدلنا ) في هذه الكلمات التأريخية نرى كيف يُشير الصحابي الى حُنكة وحكمة الخليفة في تدبير شؤون الأمة وإدارة الدولة وينتظر أن يُرشده و يُدله على الرأي والموقف الصواب ، وهذه الحقيقة شاهد آخر على إن سيدنا علي ابن ابي طالب وأصحابه كانوا دعامة قوية لدولة الخلافة الإسلامية في عهد الخلفاء رضوان الله عليهم .


اقرأ على واحة الأريام 



اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6



مشاركة
مواضيع مقترحة

هناك تعليقان (2):

  1. هكذا يجب ان تكون الكتابات بهذه الموضوعية وهذا الاعتدال وذكر التاريخ كما هو

    ردحذف
  2. هكذا يجب ان تكون الكتاباات بهذه الموضوعية فتنقل الاحداث كما هي

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام