مساحة إعلانية

الله.. الإنسان... الكون... أما آن لنا أن نتفكر!



الله.. الإنسان... الكون... أما آن لنا أن نتفكر!


من أبجديات أي لقاء في مجتمعات الضياع تجنب الحديث في الدين أو السياسة وأحيانا الرياضة!

اعتقاد سائد بأن تجنب أي حوار(حوار الصوت الواحد) هو المخرج لتجنب الصراع.
هناك منطق لهذا الطرح في غياب أي حوار حقيقي، وغياب منظومة قيم حاكمة للحوارات، وغياب قيم تسامح حقيقية تقبل الاختلاف وحق الآخر في كونه آخر.
هناك توازن مفروض يظن البعض أنه الضمانة والأمان لسلامة هذه المجتمعات؛ فماذا لو تم العبث به!

المشكلة الحقيقة أننا نعيش مجتمعات يمثل فيها الدين الركن الركين في تكوين الأفراد وتعاملهم في الحياة، فالجمتعات المتدينة تدينها حاضر في شتى مجالات الحياة لأنها تؤمن بمرحلية الحياة. 
هذه المحظورات تفرغ أي لقاء من أية قيمة حقيقية، فضلا عن فرض عزلة يكتفي كل فرد فيها بحمل ما في نفسه تجاه الآخر، والذي عادة ما يحمل مغالطات بالجملة نتيجة قلة التواصل، والاعتماد على الخصم في معرفة خصمه، وحديث الذات وثقافة تلقي الأعمى من أعمى، وهنا يظهر الدور الأخطر للمتطرفين والطائفيين من رجال دين وأدعياء الفكر في تعمية الجماهير والحفاظ على القطيعة، وتزكية نار الكراهية استعدادا لمرحلة خلل التوازنات.
المشكلة الأخطر أننا أصبحنا في عصر اللاممنوع، وعصر السماوات المفتوحة، وهذا التخندق عندما يكبر يجمع كل تجمع أبناء الصوت الواحد والفكر الواحد والتوجه الواحد فتزداد الهوة وتبتعد المسافات بين النسيج المجتمعي الواحد، حتى بين أبناء الدين الواحد والمذهب الواحد.

هل الحل في فتح حوار مفتوح وتواصل حقيقي بلا محاذير؟

أظن ذلك هدفا بعيدا، البداية به مهلكة، لكن أن يصبح نتيجة الوعي وتعلم فن الاختلاف وإدارته، وتقبل حقيقي لحق الإنسان في الحياة والفكر والمعتقد، وحقه أن يظل آخر كما هو؛ فالحوار وسيلة تعارف وتعايش وليس وسيلة سيطرة ولا إنهاء الاختلاف، في هذا المرحلة يصبح الحوار الحر الرشيد هو المخرج .

هل منهجية المنع تؤصل لسلام إنساني وسلامة مجتمعية حقيقية ومحبة نابعة من القلب؟

ماذا لو اختلت التوازنات لأي سبب، هل نملك محبة تجعلنا نستبدلها بتعايش حقيقي، ميثاقه محبة في القلوب لكل مختلف معي، أم تخرج النفوس أسوأ ما فيها فيهلكنا الأغبياء ورواد الحقد المقدس؟
لا بديل عن الحوار الرشيد الذي يرتكز على تسامح حقيقي، ليس عماده تقبل الآخر منة منك وكرما، بل قبوله كونه صاحب حق أصيل يساوي حقي في الحياة والفكر والاعتقاد، له إيمان كما لي إيمان، وكل ما بيننا استماع بحب وبيان بإحسان.
فلنجعل محبة الصنعة طريقا للصانع، ولنقبل الحقائق الثابتة بحتمية وبقاء الاختلاف بفهمنا لطبيعة الحياة.

الله.. الإنسان... الكون... أما آن لنا أن نتفكر!
أيها الآخر المسالم أنت أخي عبدت الله أم عبدت حجر.


اقرأ على واحة الأريام 




اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6



مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام