تحت شجرة اليقطين ..
قالت:
هذا فراق بيني وبينك
قلت:
محال ودرب من دروب المستحيل ، فلا أنتِ الخضر ولا أنا موسى الكليم ، ولا يخفى علي منك خافية فتبئيني بخبر يقين فأنا بك لطيف وخبير ، كيف لا وقد خلقنا معا وإن اختلفت مواقيت السنين ، وقدرا أن نرحل معا وإن اختلف كنه الرحيل .
قالت:
هات برهانك إن كنت من الصادقين.
قلت:
رحم في الغيب جمع الصوت وصداه منذ العهد القديم ، ونفس في عالم الذر سجدت شاهدة بالحق لرب العالمين ، وأم في الخلد قالت وكان قولها حق اليقين ، وشال أخضر ألبستك إياه يوما في صحراء العمر وقحط السنين ، وزمزم تفجرت بين يديك من قلبي بعد أن تشقق ومات الحب والحب من ظمآ طال وطال حتى اهتديت إليك من جديد ، أفلا تذكرين ؟
ومكابدة للأمواج وقطع لمسافات السنين ، ويد عون مددتها ذات يوم إليك بالحب وأنا سابح إليك ونسيت أو تناسيت أني ما تعلمت السباحة يوما فكنت أنا الغريق ، وكانت يدك هي العون وسفينة النجاة من ظلمات أنبتت ظلمات فوقها ظلم عظيم ، كنت أنت النجاة وحضنك بطن الحوت وبين ضلوعي كنا على موعد مع شجرة اليقطين ،فهل بعد كل هذا العشق السرمدي مازلت ترغبين في الرحيل ؟
كلا وألف كلا رغما عن أنوف الحاقدين .
أيا نفسي أيا نفسي ..
أعتذر إليك يا نفسي فأنت أنا ، لا أنا الروح ولا أنا الجسد ما أنا إلا أنت وما أنت إلا أنا ، مهما تخاصمنا أو تعاركنا فتلازمنا قدر حتي يحين القدر ، فهيا بنا نرضخ لحكم القدر ونجري مصالحة علي أرضية وحدة المصير .
خطيئتي منك وخطيئتك مني وعيوبك عيوبي فهيا نزكي أنفسنا ونطهرها من حظها من الطين تحت شجرة اليقطين .
أحبك يا نفسي وإن ظل العراك فهو لوم الحبيب وعتاب النفس للنفس وهو طريق الخلاص والوصول إلى المقام المآمول، أما خلاص مني فهيهات هيهات حتى الوقت المعلوم .
اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6
اقرأ على واحة الأريام
واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: