نقاش حول عدد الصلوات والجمع بينهما ذكر فيه أحوال الصلاة عند الشيعة الإمامية وكعادتي أحب أن أسمع من أهل الشأن عن أنفسهم، فتوجهت لصديقي المهندس الكاتب حيدر الباوي
أسأله :
هل يصلي الإمامية ثلاث صلوات وليست خمسة وهل للجمع عندهم ضوابط ؟
هذا رد الإخوة الإمامية وأحد ثمرات حوار أبناء القبلة الواحدة بعيدا عن جهالة التكفيريين من كل الفرق والمذاهب.
حيدر الباوي :
النقطة الأولى:
الجمع بين صلاة الظهر والعصر، والمغرب والعشاء جائز عندنا والتفريق أفضل
النقطة الثانية:
الجمع بين الصلوات جائز عند كل المذاهب الإسلامية لكنهم وضعوا ظروف معينة لجمعها بينما الشيعة أجازوا الجمع مطلقا معتمدين على أدلة من القرآن والسنة .
الدليل من القرآن الكريم
و مما يدل على صحة هذا القول الآية الكريمة التالية :
قال الله تعالى :
﴿ أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾
فهنا في الآية ثلاث أوقات.
الدليل من الأحاديث النبويّة الشريفة الواردة عن طريق أهل السنة فكثيرة ، نشير إلى نماذج منها كالتالي :
عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال : صلّى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) الظهر و العصر جميعاً ، و المغرب و العشاء جميعاً ، في غير خوف و لا سفر .
عن عبد الله بن شقيق ، قال : خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس و بدت النجوم و جعل الناس يقولون : الصلاة الصلاة ، قال : فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر و لا ينثني الصلاة الصلاة ، قال : فقال : ابن عباس أتعلّمني بالسنة لا أمّ لك ، ثمّ قال : رأيت رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) جمع بين الظهر و العصر و المغرب و العشاء ، قال عبد الله بن شقيق : فحاك في صدري من ذلك شيء فأتيت أبا هريرة فسألته فصدّق مقالته.
عن سهل بن حنيف ، قال : سمعت أبا أمامة يقول : " صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر ، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر ، فقلت : يا عم ما هذه الصلاة التي صليت ؟ قال : العصر ، و هذه صلاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) التي كنا نصلي معه "
المصادر :
صحيح البخاري : 1 / 288 ، طبعة دار القلم ، بيروت / لبنان
صحيح مسلم : 1/ 384 ، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر .
صحيح مسلم : 1 / 285 ، و مسند أحمد بن حنبل : 1/ 251
الدليل على جواز الجمع من احاديث اهل البيت ( عليهم السلام )
أما الأحاديث المروية عن الأئمة الطاهرون من أهل البيت ( عليهم السَّلام ) الدالة على جواز الجمع بين الصلاتين مطلقاً ، أي من دون عذر و لا علّةٍ من مرض أو سفر أو مطر أو غير ذلك ، فكثيرة نكتفي بذكر نماذج منها كالتالي :
1. عن زرارة ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السَّلام ) قال : " صلّى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) بالناس الظهر و العصر حين زالت الشمس في جماعة من غير علة ، و صلّى بهم المغرب و العشاء الآخرة قبل سقوط الشفق 21 من غير علة في جماعة ، و إنّما فعل ذلك رسول الله ليتسع الوقت على أمته " 22 .
انتهى .
____
هذه إفادة صديقي العراقي المهندس حيدر الباوي أحد أصدقائي الإمامية والنقل هدفه الأول أن نعرف المسلم الآخر كيف يفكر ويستنبط أحكامه، وكيف أن لديه نفس القرآن الموجود بين أيدي كل المسلمين ، وأن مذهب آل البيت وإن استدل هنا بما في سنن أهل السنة إلا أنهم يعتمدون على السنة المنقولة عن طريق أئمة آل البيت والتي حذر الإمام الصادق من كثرة الكذابين والوضاعين عليهم، وأوصى بعرض ما ينسب إليهم على كتاب الله فهو الحكم الفصل.
نختلف نتفق نتحاور نتعارف نتحاجج بلا كراهية ولا إكراه ولا تكفير.
هي إحدى محاولات الأريام للقفز من على الجدران التي بنوها بين الناس عامة وبين السنة والشيعة على وجه الخصوص لترى الآخر بعين الإنصاف وتمد أواصر المحبة والإخوة الإنسانية ومن ثم رباط الدين الواحد.
واحة الأريام د.عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: