مساحة إعلانية

ردا على رسالة كراهية

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 22, 2020

ردا على رسالة كراهية 


وأنا أكتب خاطرتي عن السير مجدي يعقوب كنت أسمع أصوات الاستنكار وحججها، وأصوات الإتهام وهمهمتها بحكم باع في الأفكار المختلفة، وبعض الخبرة في العديد من الخطابات القائمة على لغة الكراهية، كما كنت أستمع للنصوص التي تساق، والتاريخ الذي يستحضر ومع ذلك مضيت لكتابة ما أعتقد أنه يستحق الكتابة.
لم يمر اليوم إلا وسمعت ما توقعت عبر فيديو في رسالة عن جرائم تاريخية للكنيسة في الأندلس أو الحملات الصليبية ربما ظنا من الراسل أنني أجهل ما في الفيديو من رسائل ولصديقي أقول :

لا شك أن التاريخ البشري فيه من الظلم والعنصرية والقمع لأسباب سياسية أو مذهبية أو دينية ما لا يسعني إنكاره وكيف أنكره ولسان الحاضر ناطق بما في الأرض من ظلم وكراهية وإكراه، وفساد وإفساد يرتكب تحت رايات الدين منه أضعاف ما يرتكب تحت رايات أخرى!
لكن عين الإنصاف دائما تجعلني أرى كل الجرائم بحق الإنسان جرائم، مها كانت راية مرتكبها، ومهما كان دينه أو عرقه، وعادة ما أعالج التاريخ تحت قاعدة أن الجريمة تنسب لمرتكبها ولا تنسحب على عرقه أو دينه أو مذهبه، وأن قبلتي في قبور التاريخ الحدث الذي أحاول الإستفادة منه في تجنب تكرار الأخطاء، والبحث عن النماذج الإنسانية الملهمة بإنسانيتها وعدالتها تجاه الخصوم.
ستظل الأسئلة حاضرة.....
عن جدوى استحضار كل طائفة أو دين أو عرق جرائم الآخر التاريخية في حقه؟
عن جدوى تحميل أجيال الحاضر خطيئة ما لا ناقة لها فيه ولا جمل من تاريخ أسود هنا أو هناك؟
عن الإنسان وحريته وإرادته وحرية اعتقاده وتدينه؟
عن الله الواحد والأديان ودورها في حياة الإنسان ودور الإنسان الذي يحمل دين ما تجاه أخيه الإنسان؟
عن السلوك الذي أتأثر به والمعتقد الذي لا يضيرني من صاحبه شيء إلا لو تحول لسلوك عدواني تجاهي؟
عن الملائكة والإنسان وما الفارق بينهما ولماذا لم يخلقنا ملائكة مطيعه بلا إرادة ونعبده كما يشاء بلا اختيار؟
عن دوري كإنسان تجاه نفسي وتجاه الآخر أثناء رحلة العبور؟

يا صديقي لا أجهل ما أرسلت لي، بل أعلم بالإضافة له خطاب نفس العقلية عند الآخر وما تستحضره من تاريخ وتدعمه بنصوص، لكن أنا خارج هذه الدائرة الصراعية التي تستخدم الأديان استخداما أبعد ما يكون عن أي دين حسب فهمي وقناعاتي فهون عليك، فنعيق البوم يملأ الآفاق فلا تستكثر على الأريام سليلها الضعيف الذي لا يكاد يسمعها.


اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6



واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان




مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام