في واحة الأريام .. نسبية المعرفة وطلاقة الحقيقة
في قضية الحقائق يقول جان جاك روسو أن الحقيقة في الأشياء من وجهة نظر روسو وليست في حكمك عليها، بمعنى أنه يمكننا أن نقول أنها في ذاتها واحدة ولكن حكم الإنسان عليها ليس بالضرورة هو عين الحق بل حكم نسبي تتحكم فيه عوامل مختلفة ويظل الحكم هنا بشري يتمتع بالنسبية غير مطلق.
سألت أستاذنا الدكتور بلال زرينه أستاذ فلسفة التأويل عن الحق والمعرفة الحقيقية وطلاقة الحقائق أو نسبيتها:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي سؤال لو سمح وقتكم الكريم في قضية معرفة الحقائق، النسبية، والطلاقة، هل الحق واحد أم متعدد؟
هل هو واحد بالنسبة للخالق ومتعدد لنا من حيث فهمه وزاوية النظر إليه لاختلاف العقول والإحاطة وزاوية الرؤية؟
هل الحقائق التي يصل إليها الإنسان واحدة وهل هي نسبية أم مطلقة من وجهة نظركم؟
فأفاض الدكتور بلال بعلمه وأجاب:
__
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الإجابة عن هذا السؤال ذات شجون وشئون، فعلى مستوى الفلسفة هناك آراء متعددة في المسألة بحسب التيار الفلسفي الذي ينتمي إليه الشخص، ولكن المذهب الذي أنتسب إليه هو أن الحقيقة في ذاتها واحدة ولكن الطرق الموصلة إليها متعددة ، أو ما يسمى ( نسبية المعرفة وطلاقة الحقيقة) فأنا لا أقول بنسبية الحقيقة بل بنسبية إدراكها أو الوصول إليها، والقول بنسبية الحقيقة يؤدي إلى عدم ثباتها وهذا له آثاره السلبية على مستوى الأخلاق والعقائد، كما أن ذلك يؤدي إلى اجتماع النقيضين عندما نقول بأن الشي ونقيضه صواب في آن واحد ومكان واحد.
كما أن القول بنسبية الحقيقة في مجال العقائد يجعل الرسل والمصلحين مع أعدائهم وخصومهم على نفس المستوى!
ومن يقول بنسبية الحقيقة فكأنه لا يعتبر للحقيقة واقعا خارجيا مشخصا، وكأن الحقيقة هي وجود مجرد للأشياء في الأذهان لا في الأعيان.
هذا على مستوى الفلسفة، أما على مستوى الشريعة؛ فالرأي الذي أميل إليه هو التفصيل في الموضوع : فالحق واحد إذا كان الاختلاف عليه اختلاف تضاد لا اختلاف تنوع، ففي علم التفسير اختلاف التنوع يعني أن الحق متعدد ؛ كأن نقول: معنى (الله الصمد) هو المقصود في الحوائج والنوازل ونقول أيضا : هو الذي لا يأكل ولا يشرب، فهذان التفسيران هما اختلاف تنوع لا تضاد والحق فيهما متعدد ...
أما على مستوى علم الكلام والفقه فلا شك أن الحق واحد في نفسه وهو يتعدد بالنسبة إلينا وبحسب زاوية النظر، وهذا بشرط تماسك الأدلة لا أن يقول شخص رأيا بمجرد التشهي والهوى ويتذرع بهذه المقولة. ومقولة : ( كل مجتهد مصيب) لا تعني بالضرورة أن كلا الرأيين المتعارضين صواب في نفس الأمر، فالمصيب في الواقع واحد ، ولكن الثاني مصيب بالمعنى المجازي، والدليل : حديث : إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي سؤال لو سمح وقتكم الكريم في قضية معرفة الحقائق، النسبية، والطلاقة، هل الحق واحد أم متعدد؟
هل هو واحد بالنسبة للخالق ومتعدد لنا من حيث فهمه وزاوية النظر إليه لاختلاف العقول والإحاطة وزاوية الرؤية؟
هل الحقائق التي يصل إليها الإنسان واحدة وهل هي نسبية أم مطلقة من وجهة نظركم؟
فأفاض الدكتور بلال بعلمه وأجاب:
__
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الإجابة عن هذا السؤال ذات شجون وشئون، فعلى مستوى الفلسفة هناك آراء متعددة في المسألة بحسب التيار الفلسفي الذي ينتمي إليه الشخص، ولكن المذهب الذي أنتسب إليه هو أن الحقيقة في ذاتها واحدة ولكن الطرق الموصلة إليها متعددة ، أو ما يسمى ( نسبية المعرفة وطلاقة الحقيقة) فأنا لا أقول بنسبية الحقيقة بل بنسبية إدراكها أو الوصول إليها، والقول بنسبية الحقيقة يؤدي إلى عدم ثباتها وهذا له آثاره السلبية على مستوى الأخلاق والعقائد، كما أن ذلك يؤدي إلى اجتماع النقيضين عندما نقول بأن الشي ونقيضه صواب في آن واحد ومكان واحد.
كما أن القول بنسبية الحقيقة في مجال العقائد يجعل الرسل والمصلحين مع أعدائهم وخصومهم على نفس المستوى!
ومن يقول بنسبية الحقيقة فكأنه لا يعتبر للحقيقة واقعا خارجيا مشخصا، وكأن الحقيقة هي وجود مجرد للأشياء في الأذهان لا في الأعيان.
هذا على مستوى الفلسفة، أما على مستوى الشريعة؛ فالرأي الذي أميل إليه هو التفصيل في الموضوع : فالحق واحد إذا كان الاختلاف عليه اختلاف تضاد لا اختلاف تنوع، ففي علم التفسير اختلاف التنوع يعني أن الحق متعدد ؛ كأن نقول: معنى (الله الصمد) هو المقصود في الحوائج والنوازل ونقول أيضا : هو الذي لا يأكل ولا يشرب، فهذان التفسيران هما اختلاف تنوع لا تضاد والحق فيهما متعدد ...
أما على مستوى علم الكلام والفقه فلا شك أن الحق واحد في نفسه وهو يتعدد بالنسبة إلينا وبحسب زاوية النظر، وهذا بشرط تماسك الأدلة لا أن يقول شخص رأيا بمجرد التشهي والهوى ويتذرع بهذه المقولة. ومقولة : ( كل مجتهد مصيب) لا تعني بالضرورة أن كلا الرأيين المتعارضين صواب في نفس الأمر، فالمصيب في الواقع واحد ، ولكن الثاني مصيب بالمعنى المجازي، والدليل : حديث : إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر
ليست هناك تعليقات: