في بلاط الحاكم بفضل الله
في بلاط الحاكم بفضل الله رحمة بخلق
الله كان البلاط الملكي وهيئة المستشارين
حالة فريدة، فقد اكتفى الحاكم بدور صانع النجوم وضابطا لإيقاع المجموع ومايسترو
لضمان خروج اللحن بالشكل المطلوب.
أدرك الحقيقة ففصل بين السلطات وأشرف
على إستقلالها ولم يكتفي أن يكون حكما بينها بل أخضع نفسه لسلتطها.
الحاكم بفضل الله أحيا الفكر
المعتزلي ولم يحجر على الفكر السلفي وكان في مجلسه من علماء الأديان وسدنة المذاهب
والأفكار كل ألوان الطيف من بني الإنسان، وكانت أفكارهم دائما تخوض معارك شرسة وما
كان من الحاكم بفضل الله إلا ضبط الإيقاع والانحياز لأقرب صورة للكمال وللحق أينما
كان.
كان صباحه مع أهل الفلسفة والإجتماع
والمنطق وسادة علم الكلام وتشرق شمسه ظهرا برفقة أهل الطب والكيمياء ومسائل حساب
المثلثات ونظريات الفيزياء وعصرا يتفرغ للرعية ينزل إليهم متنكرا بلا حراس ولا
أبواب، يسمع أنين الصمت المحجوب خلف أسوار القصر فيضمد الجراح ويأمر بتوزيع الدواء.
فإن أقبل الليل تابع مع الفلكيين رصد
النجوم والأفلاك ثم يقدم كشف الحساب بعد المساءلة من اللجان وبعد نصيبه من الحظ
والفرفشة مع الأهل والخلان يلبس الصوف ويقف بين يدي الحنان ليقدم له كشف الحساب
طالبا العفو والغفران، فياحظ رعية الحاكم بفضل الله رحمة بخلق الله أم أنهم
بمجالسهم النيابية ووسائلهم الرقابية ويقظتهم الشعبية وحالتهم الفكرية ونهضتهم
العلمية أهل للحاكم بفضل الله اختيارا من الرعية؟
اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6
اقرأ على واحة الأريام
واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: