أنت متناقض تبدو أحيانا ليبرالي
وأخرى قومي وثالثة ديني وكثيرا علماني تحب اليسار وتعيش في الصوفية أو التشيع في
الوقت الذي ترفض فيه سيطرة الأشخاص ولعنة التزهد وأحيانا أخشى أن تكون تغرد خارج
الإسلام مولاة لأعدائه، تارة تستخدم النقل وتارة تقدس العقل فكفى تناقضا!
هذا هو صباح أريامي وركلاتها وتهمها
وسياط جلدها التي آلمتني ، وكما تعودت معها أن أحسن الظن بها وأحاول أن أري
بعيونها وندير حوارا ليس بالضرورة أن ينتقل أي منا إلى مكان الآخر أو حتى نلتقي في
منتصف الطريق بل يكفي أن يعرف كل منا الآخر .
هل تقصدين بالتناقض التنوع واختلاف
المواقف باختلاف الزمان والمكان والحدث وما اتضح من معالم الصورة، فإن كان هذا
مقصدك فقد حالفك الصواب وربما خانك التعبير، فأنا بالفعل لا أخط بيميني حرفا إلا
والممحاة متحفزة في اليد الأخرى ، ولا أتخذ موقفا إلا وأدخلته في دائرة المراجعة
والمحاسبة والتجويد ولا يخرج من هذه الدائرة حتى تغادر روحي جسدي واضعا القاعدة
الذهبية لأمير المؤمنين التي وضحت المنهج القويم بأن تدور مع الحق حيث كان، وأن لا
تكون أسير أشخاص ولا أعراق ولا أهواء بل تسير أسيرا للحق تدور معه حيث دار فيقول
أبو الحسنين:
(الحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرف
الرجال بالحق، فاعرف الحق تعرف هله والله داءنا العضال اننا نعرف الحق بالرجال .. ولا
نعرف الرجال بالحق)
إن كان ظنك أن ثبات المبدأ يعني جمود
المواقف وثباتها على طول الخط مع المتغيرات فقد جانبك الصواب واختلطت عليك المفاهيم
فمبدأ نصرة المظلوم ثابت أما موقفك لنصرة شخص مظلوم فواجب أن يتغير إن اتضح أن من
ظننته مظلوما هو الظالم، فالثبات على المبدأ كمفهوم يتضمن تغيير الرأي و رد الفعل
تجاه شيء ما أو تصرف معين بتغير الظروف والمعطيات .
يا أريامي تغيير المواقف إن كان في
ظل مبادىء واضحة راسخة يدور في فلكها فهو علامة التعقل والتفكر ويقظة النفس
اللوامة أم أنك تفضلين عناد وجمود المواقف وأن نسير على هدي هذا ما وجدنا عليه
آباءنا !
أما مختلف الآراء والمذاهب والعقائد
والأفكار فهي زهور تزين واحتي أزورها باستمرار وأنهل من عبيرها ما تألفه فطرتي
ويقبله عقلي فأحتويها جميعا ولا يحتويني أي منها .
أما العقل فهو السيد وكما قال أمير
المؤمنين علي رضى الله عنه وأرضاه:
( لكل فضيلة رأس ولكل أدب ينبوع،
ورأس الفضائل وينبوع الأدب هو العقل، الذى جعله الله تعالى للدين أصلاً وللدنيا
عمادا)
يا أريامي لقد امتطيت عقلي براقا إليه فلما وصلت
تركت الدابة ببابه وسرت بنوره في نوره هذه حدود العقل والنقل عندي .
نطرت إلي أريامي وعلا سليلها وهي
تردد مقولة الشاعرة - إيميلي ديكنسون :
(العقل ُ البشري أكثر رحابةً مِن
السماء.)
اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا: https://goo.gl/rQqyL6
اقرأ على واحة الأريام
واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: