مساحة إعلانية

سجنت الحنين خلف قضبان شجون الأنين

عاطف عبدالعزيز عتمان أغسطس 18, 2023
الحنين

17‏/6‏/2016 7:08 م

سجنت الحنين خلف قضبان شجون الأنين

عاودني الليلة إليها الحنين وجرفني طوفانه للدوامة من جديد، كاد الحنين يأسرني لأواصل الهبوط وأدخل سرداب سراب الأماني في تكرار مميت، ربما تلك المرة تكون المرة مرارة النزيف الأخير.
بت ليلتي بين ضفاف الدوامة أقاوم الحياة في سراب الأماني وأطلب المنايا في علو وشموخ.
دارت رحى الدوامة فأطبقت علي الدائرة وما عاد هناك إلى خروج من سبيل، لم تشفع لي حرمة السبت سيدي الكليم، وخرج من بطنها شريط الذكريات مخضبا بآلام السبع العجاف اللاتي خالفت تأويل يوسف الصديق، فلم يسبقها سوى صحراء عمر كالحة الوجوه ظمأنة لحبة ندى أو زخة مطر أو قدم إسماعيل تضرب فتنفجر زمزم الحب بالخير تفيض، فتشرب هاجر الحب جزاء صراعها مع السراب المرير، فهل يكون هناك عام الغوث ينثر الحب من جديد ؟؟
هيهات فلا الزمان زمان يوسف الصديق ولا أنا من جرهم فأبلغ زمزم إسماعيل، وليس لي اليوم هنا خليل أو صديق، وزمزم هاجر مطمع لمنتسبي سارة وقطورة.
 لما غاب عن الأرض نور السماء أضرم الإخوة النار وأحيوا سنة أبيهم قابيل إن كان قابيل.
هناك كان سراب الأماني في الليلة الرمضاء من رمضان الكريم مغلفا ببسم الله زورا وربي من السراب بريء، فمن القرآن نجاة و فيه هلاك العنيد، وليس كل من قال بسم الله صادق الوعد أو أمين .
بدأت سبعي العجاف في صحراء السنين، أعطيت فيها الماء مع ظمأي !!!!
لست أدري هل لله أم خدعني زخرف السراب اللعين؟
أرويتها وظمأت، ظللتها وأم رأسي من حر نارها بدمع العرق تفيض.
سقيت بذرة حبها بدمعي الذي من غدرها يسيل ودمي النازف من خناجرها يفيض.
بعت لها نفسي ونسيت نفسي فيها ورأيتها في المرآة فلم أعد أرى إلا بعينيها وأخطأت النداء وقلت يا أنا !!!
 تركت نفسي في العراء وسكنتها وأوفيت الوفاء للغائبة قبل الحاضرة ولبست ثوبها مباهيا بالعيوب، فباعتني بعد أن باعت لي الوهم ملطخا بهموم السنين.
من قبيح باسم الجمال يعيش، لدرهم نثرته تحت قدميها فجعلته إلها للقرابين، وكنت القربان الأول والأخير، لعهود ووعود من بنات سراب الحنين.
جعلتها تاجا فامتطت قلبي نعلا، كنت الأسد على العرين فأطمعت في الكلاب فكانوا حول جسدي يطوفون في انتظار لحظة الهبوط لينهشوا اللحم بنهم الكائدين.
علا صوت الأنين من خطوب السنين فضجرت منه، وسعت لهثا خلف نباح كلاب الأرض تطرب و تطلب المزيد، وبعد كل هذا مازال يعاودني الحنين وأنا بين فكي رحى الدوامة وأكابد النفس الأخير.
ما بين ماء أجاج يظمأ ظمأي ودوران الدوامة وخناجر الذكريات تقتل مني الموت بثبات عجيب، ومع شدة الخطوب وتصلب ما تبقى من دماء في الشرايين وتلاشي نبضات القلب الدائن المدين مازال يعانقني الحنين لسراب السنين.

أطبقت رحى الدوامة على أنفاسي وبدأت المسير للمصير عساني أكون شهيد الحنين ولساني ينفض غبارها ويقاوم أجاج الملح ليوحد الرب الرحيم، ويصدح لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فتلفظ الدوامة جسدي العليل وتقذفه على شاطيء السنين وروح بيّه الأم الروحية للأريام كانت شجرة اليقطين، فقررت سجن الحنين خلف قضبان شجون الأنين ومواصلة المسير بلا سراب من جديد.
-----------
عظيم إمتناني للأستاذة أماني شبكة لضبطها اللغوي ، بوركت أستاذتي الغالية 
 

اطلب بشكل مباشر نسختك الورقية من كتاب صلاة الإنسانية للكاتب عاطف عتمان عبر خدمة Bosta للتوصيل، والمتاحة في جميع أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من خلال هذا الرابط:
http://bit.ly/2uPwmXR
للاستفسارات يسعدنا تواصلك معنا على رقم خدمة العملاء: 01220222242
#كُتبنا
#الكتب_شغف_لا_ينتهي

كتاب

اقرأ على واحة الأريام 

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام