مساحة إعلانية

الأريام في حضرة الفاروق

عاطف عبدالعزيز عتمان أبريل 08, 2021

ركبت الأريام عجلة الزمن وذهبت إلى بلاد الشام منذ قرون والفاروق عمر رضي الله عنه على مشارفها ويأتيه خبر الوباء المنتشر في الشام فماذا فعل عمر ؟؟؟؟
تعجبت الأريام فهو الفاروق الموافق حكمه حكم الكتاب وصاحب السبق والفضل والعقل والحكمة والعلم والفقه، وهو الأمير والكل رهن إشارته وإذا به يدعو المهاجرين فيشاورهم ويختلفوا حول الرجوع أم الإستمرار في دخول الشام !!!
ثم يدعوا الأنصار فيختلفوا عند عمر !!!!
فدعى أهل السبق من المهاجرين فاتفقوا على الرجوع وعدم القدوم على الوباء وهنا ثار أبوعبيدة بن الجراح أفرارا من قضاء الله ؟؟؟
أنها رعية عمر تلك الرعية التي لا تهادن في الحق وهي نفس الرعية التي تبعت أميرها بعد أن أبدت رأيها فاختلفت عقولهم إختلاف التكامل للسير نحو الأصوب والأتقى وتآلفت قلوبهم إخوانا متحابين .
هنا ينطق صاحب الصوت الفارق عمر:
نعم نفر من قضاء الله إلى قضاء الله !!!!!

عمر يؤسس لمفهوم التخيير تحت مظلة القضاء ويدرس كيف يتم إتخاذ القرار، وهنا يدخل الغائب عبدالرحمن بن عوف ليحسم القضية المحسومة ويؤسس لأول قانون حجر صحي عرفته البشرية ويخبر أنه سمع المعصوم صلى الله عليه وسلم يقول إن ظهر الوباء ببلد فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيه فلا تفروا منها، وهنا تسبق الأريام الزمن لتجد أحد المتنطعين يسأل بخبث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صاحب العلم والفضل والسبق والسيف لماذا قامت الفتنة في زمانك ولم تقم في زمان أبي بكر وعمر !!!
يرد علي بفطنته وبصيرته رضي الله عنه وأرضاه لأن أبي بكر وعمر كانوا أمراء على مثلي وأنا أمير على أناس مثلك .


ألا يرد الدعاء القدر أو يخففه فلما لا نسأل الله رد سوء القضاء ؟؟
ألا يعصي العاصي وهو حر مخير تحت مشيئة الله وعلى أرضه ويطيع الطائع وهو حر مخير تحت ذات المشيئة ويعلم الله بعمله المحيط ما هو كائن وما كان وما سيكون ؟؟
لو أن الحياة جبر وقدر دون مقدرة على الإختيار فلماذا نزرع الأرض ؟ 
فلو مقدر الإنبات ستنبت !!
لماذا نتزوج ولو قدر الإنجاب سيكون ؟
لماذا نأكل ونتداوى ونشرب والعمر مقدر ومكتوب ومعلوم لعلام الغيوب ؟؟
ما بين فساد استدلال القدرية الجبرية الذين لو صح منهجهم أصبحت الحياة نوع من اللهو والعبث بلا قيمة ولا هدف وحاش لله أن يخلقنا عبثا وبين مادية الملحدين الذين يظنون أن العقل والعلم والمادة هم الأسباب ومسببها ولا قضاء ولا قدر ،  يقف المؤمن ماهرا في الوصول للأسباب ومتمسكا بها بكل جوارحه وقلبه متعلق بمسبب الأسباب ، يؤمن بمقدرته وحريته ومشيئته إيمانه بالقدرة المطلقة والعلم المحيط لرب الملكوت.
إن المسيح أو المهدي لن يصلحا الأرض بشخصيهما بل لهما رجال يرفعوا راية الإصلاح ويسلموا الراية جيل بعد جيل ومن يقضى في الطريق فقد وقع أجره على الله ويظل كل إنسان معلق مصيره بيديه ومحاسب عن الأسباب لا يضره بلغ المراد أم لا،  بل سعيه إما له أو عليه لا يضره بعده من ضل.
واصلت الأريام الركض حول أرجاء الأرض وسليلها يملأ الأركان أدركيني يا نفسي فأنت المخلصة فإما سبيل المسيح بن مريم أو هاوية الدجال.

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام