مساحة إعلانية

فلتقرع طبول السلام

عاطف عبدالعزيز عتمان أبريل 10, 2021

 

فلتقرع طبول السلام

للحروب دروب والسلام؛ فلا أحب السياسية لكن عندما يصبح الأمر أمر وطن فلابد للقلم أن يكتب. قرارات الحروب لها حساباتها وتوازناتها الداخلية والخارجية وكيفية إدارتها وليست خناقة في خمارة..
من حق الرأي العام أن يقلق ويعبر عن قلقه، وفي هذه المرحلة يعبر عن دعمه الكامل لحق بلاده في الحياة، وحق دولته في الدفاع عن مصيره ولكن..
من حق القيادة أن تختار القرار المناسب الذي تستطيع تحمل عقباته بعد دراسات وتواصلات و مشاورات و تحالفات..
تحمل السادات الهجوم والضغط والتظاهرات وأحيانا السخافات ولكنه اتخذ القرار عندما أصبح مستعدا لاتخاذه.
تعلمت في العقد الأخير معنى معارضة الرفاهية والتسخين العقائدي الذي ما لبث أن ظهرت حقيقته في نماذج حكم قادة التظاهرات السابقين.
حماس فعلت ما قطعت ثوب عرفات عليه، والإخوان بعد عقود من المطالبة بالغاء كامب ديفيد وغلق القناة بوجه إسرائيل أدركوا أن الأمور لا تدار بالحنجورية.
المتابع لسلوك الجيش المصري في العقود الأخيرة يدرك أنه سلوك عاقل محافظ تجنب الانزلاق في سوريا، أو تكرار التدخل في اليمن، حتى في الأزمة الليبية أدار الأمر بحكمة دون تدخل مباشر.
المتابع للساحة وخاصة المعارضة الخارجية يجد الدفع للحرب دفعا، ومحاولة إبراز الفارق في موازين القوى في تغير براجماتي واضح، وعلى ساحة الإعلام الداخلي نلاحظ نفس الأزمة وإن كانت في ثوب مختلف!
هناك صوت آخر لا أدري حقيقة الفيديو لكن ما فيه كارثي إذا يدعو أحد أبناء التيارات الدينية الهارب في لندن إلى دعم إثيوبيا لإسقاط العسكر!
في ظل هذا التناول العاجز نجد وزيرة الهجرة تطلق حملة بعدة لغات، وفيديو لشرح حق مصر في النيل في تحرك رائع نحتاج أن ندعمه ونتعلم منه.
لابد أن نتعلم من تجارب الماضي وندرك كيف لعب الصهاينة بالإعلام، كيف كانوا يقتلون ويظهرون مواطنيهم في الملاجئ والخوف يملأهم، وكيف يديرون ومازالوا رسالة إعلامية محترفة تعي أهدافها ومن تخاطب، فتركز تارة على الداخل، وتارة على الرأي العام العالمي والضمير الإنساني، وتارة أخرى على أعدائها وتتحمل منهم السب والشتم وتخاطبهم بلغتهم لتصل لما تريد .
لن نكون مثلهم يصبغون الباطل بلباس الحق، لكن علينا أن نتعلم كيف نوضح حقيقة قضايانا العادلة بدلا من أن نكون أعدى أعداء أنفسنا بعرض سيئ يضيع القضية العادلة، ويظهرها في ثوب المعتدي.
الحروب والصراعات لا تدار بالبيانات الإعلامية، ولا السباب ولا إستعراض العضلات وهنكسرهم، فنحن أصحاب حق، وهناك خطر يتهدد حياتنا، ونحن دعاة سلام ومحبة وتنمية للجميع، نرعى لإخوة النيل حقها، ونعمل على دعمها؛ لكن في مقابل ذلك لا نقبل أن يجور علينا شقيق نتمنى له الخير.
لابد من مخاطبة الشعب الإثيوبي الشقيق القريب إلينا مسيحيهم قبل مسلميهم، ليعلموا أن شعب وادي النيل لابد أن ينتبه لعبث العابثين، ومؤامرات المتآمرين الذين لا يريدون إلى خراب ودمار المنطقة بأيدي أبنائها الذين سيدفعون وحدهم الثمن.
نحتاج الالتفاف حول الوطن، ومعالجة نتوءات النسيج الداخلي، وسلامة عرض حقنا، ومخاطبة عاقلة للرأي العام العالمي، وايقاظ الضمير الإنساني تجاه ما يتهددنا من أخطار، ليشكل الرأي العام العالمي ضغط على أنظمته.
نحتاج دعم الدولة في تحركاتها المعلنة والغير معلنة من أجل السلام، والحفاظ على حقوق مصر وأمن وسلامة منطقة القرن الإفريقي، وتحيا دول حوض النيل إخوة يحترمون القانون، ويحافظون على الحقوق وتحيا مصر بكل خياراتها العاقلة.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام