مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب .... أعتذر إليك يا حواء في شخص أمي وإبنتي .

عاطف عبدالعزيز عتمان أبريل 20, 2015


أتذكر منذ زمن كنت أتأفف من ذكر إسم أمي سعيدة وخاصة بالمصالح الحكومية لأنها وصية علي بعد وفاة الوالد رحمه الله ، مجتمع ريفي محافظ ، الرجولة فيه مختلطة بالذكورة والعادات فيه متدثرة بالدين حيث تاه ما هو شرع بين الموروث والتقاليد والنزعة الذكورية ، ساعد تلك النزعة دعوات الإنحلال والإباحية وتحويل جسد المرأة لسلعة فكان المفهوم المضاد هو وأد هذا المخلوق إن لم يكن بالقتل فبحجب هذا الكائن الناقص العورة لتجنب الإباحية وما تسمى الحرية الغربية .
غابت الفقيهات المتبحرات ومن هربت من المجتمع الذكوري لحسن طالعها وكان لها حظ من التعليم  إرتمت في أحضان الحداثة فكانت خنجر في ظهر تحرر حواء المسلمة وكانت حجة لغلاظ القلوب ومعلولي الأفهام لإستمرار ذكوريتهم الملتحفة بالدين .
أرجع لإسم أمي الذي كنت في طفولتي أعتبر عدم ذكره نوع من الستر وعلامة من علامات الرجولة ، لم أقف يوما وأنا أحفظ بالمصحف أن للمرأة سورة بإسمها وللنساء سورة بإسمهم ولم أقف عند تلك الملكة العظيمة التي ملكت وحكمت مجتمع من الذكور وفاقتهم حكمة وطبقت الشورى وإنحازت لنور الله وقالت أسلمت مع سليمان ولم تقل لسليمان بل معه لله رب العالمين .
ولن أعدد النماذج من الدين الذي نأخذ منه عن أم المؤمنين عائشة وزهراء الأمة وزينب الآل ونفيسة العلم وتلك التي لقبت ببلقيس المسلمين الملكة أروى بنت أحمد الصليحي ، ولن أتكلم عن تلك المرأة جولد مائير التي مرغت أنف ذكور في الرمال وخدمت قضيتها ودينها حتى إن كانت على باطل وظلم .
قضية العادات والتقاليد مع قسوتها تهون والنزعة الذكورية ربما تخضع للإنصاف ببعض الجهد ولكن الخطورة والصعوبة في تدثير تلك النزعة بغطاء الدين وإعطائها قدسية وإعطاء أعداء الدين السلاح تلو الآخر لطعنه .
حان الوقت لأعتذر لأمي وأعلم إبنتاي  وأعترف بسيطرة العادات المتأسلمة في تلك المرحلة وأن أتحرر من هذا القيد الفكري وأنادي على حواء الفقيهة لتأخذ حقها الذي منحه إياها خالقها وتكون هي حائط الصد ضد العادات وضد الحداثة المصطنعة والتي لا تعرف دينا أو أخلاقا .
وأختم بقول الحق سبحانه .
من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .
صدق الله العظيم .
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام