تابعت كغيري المناظرة وكانت لي عدة ملاحظات حول النقاش والمتناظرين ، وربما من وجهة نظري لم يكن ينبغي أن تتم على الأقل على هذا النحو
كل ما يطرحه الأستاذ إسلام بحيري سبق طرحه مرات ومرات وهي ألاعيب قديمة تستخدم لتسكير الشعوب وشغلها بأنفسها وتغيب وعيها للتتناحر على لاشيء ، ربما ما ميز بحيري وخلق حالته ليس ما يطرح بقدر طريقة طرحه الفجة وتعمد إهانة قمم وقيم علمية والإجتزاء والتصيد
من خلال المناظرة وقع بحيري بعدة أخطاء أهمها التوتر وتعمد التشتيت وفتح عدة موضوعات في وقت واحد والتفرع من داخلها .
وأيضا وقع في قضية التسرع والتعميم ومن ثم التراجع والإرتباك ثم التحجج بعدم وصول مقصوده والتفرع من جديد .
وكمشاهد لم أفهم بالضبط ما يريده الأستاذ بحيري وعلى أي قاعدة يناظر وما هي منهجيته ، ففي الوقت الذي ينفي أن للدين علوم يلقب نفسه بالباحث الإسلامي ويتباهى بخمسين عام من البحث في اللاشيء حسب نفيه وجود علوم شرعية .
على الجانب الآخر كان فضيلة الشيخ أسامة الأزهري ومع واسع علمه كان يعيبه أمرين أولهما لغة حديثة الأكاديمية والتي لا أظنها وصلت حتى لمناظره الذي إتضحت سطحية تفكيره فكان أسلوب بحيرى أقرب في الوصول للمشاهد العادي من رد الأزهري مع الفارق الشاسع علميا وفكريا بين الطرفين .
أما فضيلة الشيخ الحبيب على الجفري وبمنطق العالم الفقيه وبسعة صدره وبشاشة وجهه وعفة لسانه كان فاكهة تلك الجلسة وحاول بناء أرضية علمية للكلام لم يفطنها مقدم الحلقة والذي كان أضعف حلقاتها
وكان الجفري يتسم بسعة الصدر وإحترام العلم والعلماء والوضوح في رفض الأخطاء والإعتراف بأن الطبيعة الذكورية ربما طغت في مواقف ما على بعض أهل العلم وأرجعها لغياب الفقيهات المتبحرات في العلم
هنا أعود للشيخ الغزالي رحمه الله الذي تناول في رائعته السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل والحديث والذي وصف فيه حالة بحيري وحالة الأزهر منذ عقود ورد بعلم العالم على كل الشبهات المثارة وفطن لدور الفقهاء والمفسرين وعلماء الكلام من حفاظ القرآن ومتدبري معانيه في تنقية المتون وضبطها ونبه لضلالة هدم المذاهب بحجة الأخذ من النبع الصافي أي القرآن والسنة والتي جلبت علينا دواعش العلمانية ودواعش التدين المكذوب نتيجة الجهل بالأصول ومجمل النصوص وكيفية إستخراج الأحكام.
بحيري ومن خلفه عيسى ثم ضجة الشوباشي وحاليا يعد عكاشة أحد عباقرة الفكر والذي سرق كل كلام أحمد صبحي منصور والذي يقول أن الحج طوال العام لنظل ندور في تلك الدوامة ونظل مخمورين وكلاب الأرض تنهش أجسادنا ومصيرنا مهدد.
من المستفيد من تلك الحالة العبثية سؤال يؤرقني والأهم كيف نخرج من تلك الدائرة
ليست هناك تعليقات: