مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ...النقصان طبعي والخطيئة قرينتي

عاطف عبدالعزيز عتمان أبريل 11, 2015


جاءتني رسالة هجومية فحواها إنتقاد وإتهام بأني متقلب ولا يعرف لي هوية أو إتجاه .
فساعة ضد السلفيين وأخرى تنتصر لإبن تيمية وساعة تناصر الشيعة وأخرى تؤيد الحراك العربي فاليمن ، وأحيانا أخرى ترتمي مجاملة في أحضان النصارى وتارة تطالب بالتجديد وتطرح قضايا شائكة وعندما يظهر مجددون تهاجمهم وتطالب بالحفاظ على التراث ، وساعة تمتدح السيسي وسياسته وأخرى تنتقد ، أنت إنسان موتور لا تعرف ماذا تريد أو تهتم بخالف تعرف ، راجع نفسك وإتق الله .

شكرا لك عزيزي
وسأبدأ من آخر الرسالة اللهم لا تجعلني ممن إذا قيل له إتق الله أخذته العزة بالإثم .
إما أنك قرأت فكري من خلال أفكارك وتوجهاتك فوقعت في هذا المأزق وتلك مشكلتك .
وإما أنك قرأته من خلال العقل والإنصاف وإلتبس عليك الأمر وواجبي التوضيح.
أما أنا فإنسان أشهدكم أني ناقص ، لست شيطانا ولا ملاكا ومن تلك النقطة أتعامل مع كل أبناء حواء وفق الميزان من يعمل مثقال ذرة .
القاعدة الثانية هي أن مبادئي راسخة ومواقفي مرنة والممحاة جاهزة لمحو ما يثبت لي خطأه لعلم جديد أصبته أو سوء فهم وقعت فيه أو تغير الظروف والملابسات .
أما فيما يخص تهمك
فأنا في خصومة فكرية مع الفكر السلفي وهذا لا يبيح لي السب واللعن أو الكراهية بل مناجزة الفكر بالفكر ، وبن تيمية رحمه الله عالم له قدره ووفق الميزان فله وعليه فينقد إنتاجه ولا ينقض ويحترم شخصه في كل الأحوال كغيره .
أما قضية الشيعة فشتان بين الأفكار والعقائد والمذاهب والتي مهما إختلفت معها أو حولها لا يقود ذلك لعداء أو كراهية ، وبين اللعب السياسي وإمتطاء المذهب والدين لتحقيق الغنائم وموقفي واضح فأنا مع التعايش والإحترام وحفظ المال والنفس والعرض بين كل أبناء حواء ومن باب أولى مع من يستقبل قبلتي ويشهد شهادتي ،  أما التمدد السرطاني الفارسي في جسد أمتي فتلك قضية أخرى والخلط هنا في ذهنك وليس في مواقفي .
وفيما يخص النصارى فالموقف واضح فكل أحفاد هابيل لهم على رحم وإن كانوا من لساني فلهم علي جوار ومن لم يعاديني في ديني ولم يخرجني من داري فقسط وعدل ومودة .
أما التجديد فأظن كلامي هذا نوع منه وهو ضرورة وسنة كونية ولكن عندما يلبس يهوذا ثوب المسيح فلن يكون مسيحا ، وأن يتصدر الجهال لهدم الهوية فتلك قضية أخرى ، التجديد سنة باقية ومجدد اليوم محافظ الغد وهكذا تسير الرحلة .
أما السياسة والحكام فلا يختلف موقفي فلست تابعا ولا كارها حاقدا ، ما أراه صوابا أمتدحه وما أراه خطأ أنتقده .
وكل ما ذكرت يا عزيزي هي نظرة إنسان النقصان طبعه والخطيئة قرينته وله منها حظ ونصيب

فإن وفقت فمن الله السداد وإن ضللت فمن نفسي ومن الشيطان وربما عذري لربي أني ما تعمدت الضلال .
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام