فوجئت فى الأيام القليلة الماضية بزلزال يهز كياني ويبلبل كل أفكاري ...
صدمت بواقع مر وحقائق أمر ...
ما أقبح الخطب التي لا تساوى ضجيجها وما أبشع المبادىء حينما تتحول إلى
كلمات جوفاء للبيع فى سوق الخطابة ...
من الواضح أن العيشة مع الكتب والتحليق فى فضاء الشعر والغوص فى بحور الأدب
والإستماع إلى الخطب والشعارات بالقلب قبل العقل والتفاعل مع تلك الخطب والشعارات
جعلني أنسلخ عن الواقع وأفقد المقدرة على تقييم الواقع والوقائع....
صدمات أوشكت على أن تفقدني توازني ...عندما تكون فى مشكلة وعندما يكون
صراعك مع الكبار وعندما يتعارض الحق مع المصالح والنفوذ يخفت الصوت وتتبدل المواقف
وتتغير الشخصيات ويصبح الحق مكروها ومكروه حتى سماع أنينه فيحاسب المظلوم على
أنينه ويعاتب لما يصرخ ولماذا لا يخضع ويذبح فى صمت ..
فى مصر بعد الثورة التي أمنت بها وتوقعت تغيرا لوجه الحياة القبيح ..توقعت
العدل والحرية وصيانة الكرامة للغفير قبل الوزير والقضاء على الشاي
بالياسمين...فإذا الوجوه تتغير ومازال القبح متأصل فى النفوس والأقوال والأفعال
....
ومن الواضح أن إدمان الشاي بالياسمين يحتاج لعقود وعقود للإستشفاء..
أين المشكلة وفيما تكمن المعضلة لست أدرى ..لا أحلم بالمدينة الفاضلة ولا
بالتعامل مع ملائكة ولا أتوقع عمر أو أبا بكر ..فأول المخطئين والمقصرين والعاصين
أنا ...كل حلمي أن أتعامل مع بشر صادقين مع
أنفسهم أولا وصادقين مع الله و مع الناس ...حلمي أن لا نتجمل ولا نرتدى الأقنعة
الزائفة ولا نتاجر بالكلمات والشعارات والمبادىء
وللمرة الأولى أشعر بشعور مختلف عندما أقرأ قول الله عز وجل كبر مقتا عند
الله أن تقولوا ما لا تفعلون ...كبر مقتا كبر مقتا كبر مقتا................
مر على مثل يقول عش ندلا تمت مستورا فهل حقا هذا المثل وهل فى عصر القرود
لا يمكن أن تعيش كإنسان وهل نربى أولادنا على أمثال من قبيل كن ذئبا حتى لا تأكلك
الذئاب ...
ولكنى سأظل متمسكا بإنسانيتي وبشريتي ومعتذرا عن خطاياي وذلاتى ...سأظل إنسانا وإن كنت أعيش فى عصر القرود ......
ليست هناك تعليقات: