مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب منى البرنس والمجتمع التائه .. من أريام أفكاري

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 01, 2017



 عادة ما أتجنب الكتابة حول ما لا يسمن ولا يغني من جوع وما تناولت هذا الموضوع تناولا شخصيا بل ما دفعني للكتابة هنا هي كمية العورات التي أظهرها هذا الموضوع في مجتمع اختلطت فيه المفاهيم وضاعت الأولويات وظهرت عورة الإزدواجية بشكل يمثل خطورة على نسيجه المتهالك.
 إغتصاب للطفولة وانتهاك للمحارم وانتحار وبطون أكلها الجوع وعقول تبول فيها القرود وصحرها الجهل وفطرة انتهكت عذريتها، وغش وفساد ورشوة ومظاهر تدين فاسدة لا تكاد تمثل شيئا سوى الإلهاء وتخدير الضمائر والعقول، وفي ظل ذلك كله تتصدر رقصة أستاذة جامعية المشهد لتظهر مجتمع مرتبك منقسم بلا هوية واضحة المعالم ولا قيم ثابتة الجذور، مجتمع لم يعي بعضه من الليبرالية غير العري والشذوذ عن القيم الدينية والإجتماعية في ظل غياب ليبرالية العقل والعلم والحكم.
 لا أتفق مع ما نشرته الدكتورة على صفحتها وأثار الضجة كما لا أتفق مع تحول الناس لقضاة على بعضهم البعض وخطورة تحول الخصم لقاضي وجلاد في ظل ضعف سيف القانون، فتضخم أخطاء وتتناسي الخطايا، بل يجب أن يخضع الجميع للقانون الذي يناط به ضمان الحريات في ظل ضمان أمن المجتمع وقيمه الدينية والإجتماعية، وهذه الواقعة وردود الأفعال جعلتني أتوقف عند أمور أهمها حالة الإنقسام المجتمعي حول الأمر في ظل غياب هوية وقيم واضحة لمجتمع قطاع منه مستغرب وليس بغربي، وقطاع آخر جامد في قوالب الماضي متأثرا بمفاهيمه للدين تارة وبخلطها بالموروث تارة أخرى في ظل تقليد يفتقر للإبداع وينهشه فقر الأفكار فضلا عن فقر المادة، وبالتالي يغيب عنا تعريف واضح لهويتنا وتقاليدنا وحدود الحرية الشخصية وعلاقتها بالمجتمع وقيمه.
 رقصت أستاذة جامعية على سطح منزلها فهاج دعاة الفضيلة الذين طبلوا لمن رقصوا على لجان الإنتخابات ورقصوا على إتفاقيات الحدود ووصفوهم بالوطنية وحب الوطن وجعلوا رقصهم تلبية لنداء الوطن وتضحية وتأصيلا للفرحة الشعبية في إزدواجية محيرة!
 رقصت أستاذة جامعية فانتفض وعاظ الفضيلة وغابت أصواتهم عن ابتزاز جنسي لطالبات يقع من آخرين وعن مستقبل سرق من المتفوقين لصالح أبناء الأساتذة من دعاة الفضيلة وعن شعب يتم التحرش به فكريا وإقتصاديا ودينيا وأخلاقيا مع كل غروب.
 لا أدافع عن سلوك الدكتورة منى البرنس ولا يتفق سلوكها مع قيمي الدينية والإجتماعية ولكن أدافع عن المجتمع التائه الذي يتعرض لتحرش الإلهاء عن جوهر أزماته لينقسم حول الأقل خطورة وأهمية، فلتخضع للتحقيق وليخضع معها كل من أجرم في حق الأجيال واستغل النفوذ ليسرق الأمل وينتهك الحرمات، فلينتقد السلوك بعيدا عن الأشخاص ولنعرف أولويات الأخطاء، فتلك التي تنسحب على الآخر هي أم الخطايا ومحل الإنتفاضة العاقلة.
 لا أستطيع أن أقزم الأمر بوصفه بأزمة لأن الوضع فاق مرحلة الأزمات ودخلنا في صراع البقاء في حرب أصبحت الأسلحة التقليدية أخر أسلحتها وضرب المجتمعات في هويتها وقيمها ووحدتها هو الأخطر والأمر يحتاج لإنتفاضة حقيقية علمية مدروسة ممنهجة يتصدرها صفوة العقول النزيهة للتصدي لحالة الإنهيار التي تهدد بقاء مجتمعاتنا وأمتنا بأسرها ودون فكرة تستند إلي لأصول هويتنا وتجمعنا فسنظل نصارع من أجل البقاء وسنبقى في ذيل الأمم خاضعين.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام