لمحات من كتاب الله ...الحب المطلق ..10

 { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين }
سورة التوبة سورة براءة السورة التى فضحت النفاق والمنافقين ..تأتى الأية الكريمة لتخاطب من رقت قلوبهم للآباء والأبناء والإخوان والزوجات والأهل والمال والتجارة والبيوت وركنوا إلا ذالك وتخلفوا عن الهجرة مع رسول الله ..
الأية الكريمة تضع كل حب وكل رغبة وميل قلبى وشهوة فى كفة وحب الله ورسوله والجهاد فى سبيل القضية الإيمانية والعقائدية فى كفة أخرى...وهنا إستجابت القلوب المؤمنة لنداء ربها وصحت القلوب من  غفوتها ..هنا يوازن سيدنا صهيب الرومى بين الكفتين وقلبه المؤمن يميل إلا كفة حب الله ورسوله ويبيع كل عرض الدنيا ويخرج بجلبابه ..هنا الإبتلاء هنا الإختبار ..ربح البيع أبا يحيى...ربح البيع أبا يحيى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ". ...
أما من إختار الكفة الأخرى كفة متاع الدنيا فيأتى الوعيد والتهديد ..فتربصوا فإنتظروا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين..
لا يحرم الإسلام هذه المتع الدنياوية ولكن هنا المطلوب أن العقيدة والإيمان اولا ولو وضع حب الله ورسوله فى كفة والدنيا كلها فى الكفة الأخرى ...فحب الله ورسوله هما الأساس والأصل 
هذا هو كمال التوحيد وتمام الحب وإخلاص الإيمان ..الحب المطلق..
د عاطف عتمان