مساحة إعلانية

مشاعرك تكتب قصة جيناتك

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 07, 2025

 



مشاعرك تكتب قصة جيناتك

كيف تؤثر حالتك النفسية على صحتك الوراثية؟!

🦌 هل فكرت يومًا أن مشاعرك ليست مجرد "أحاسيس" عابرة، بل قد تكون لها القدرة على إعادة تشكيل صحتك على المستوى الخلوي؟
👈 هذا ليس ضربًا من الخيال، بل هو حقيقة علمية يكشفها لنا مجال مثير يُعرف بـ "الابيجينات" أو "الوراثة الفوقية".

🙋ما هي الابيجينات؟

✍️ باختصار شديد
تخيل أن جيناتك (الـ DNA) هي كتاب تعليمات بناء جسمك. الابيجينات ليست تغييرًا في الكلمات المكتوبة داخل هذا الكتاب (أي تسلسل الـ DNA نفسه)، بل هي أشبه بالملاحظات، الملصقات، أو علامات التظليل التي تضعها على صفحاته. هذه "الملصقات" هي جزيئات كيميائية تلتصق بالـ DNA أو بالبروتينات التي تلتف حوله، وتتحكم في مدى سهولة قراءة الجينات.
بعضها يجعل الجين "يُقرأ" بكثرة وينتج بروتينات، وبعضها يجعله "صامتًا" ولا يُقرأ أبدًا.
الشيء المدهش في الابيجينات هو أنها ديناميكية جدًا على عكس الـ DNA الذي لا يتغير إلا نادرًا، فإن هذه "الملصقات" الابيجينية يمكن أن تتغير استجابةً لبيئتنا، نظامنا الغذائي، وحتى... مشاعرنا!







💛
المشاعر ليست مجرد إحساس، إنها إشارات بيولوجية.
عندما تشعر بالسعادة، الحزن، الغضب، أو التوتر، فإن جسمك لا يبقى صامتًا.
الدماغ يطلق سيلًا من المواد الكيميائية والهرمونات.
على سبيل المثال، التوتر المزمن يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين بكميات كبيرة. هذه الهرمونات هي "رسل" كيميائية تسافر عبر الدم وتصل إلى كل خلية في جسمك وهنا يأتي دور الابيجينات.
الدراسات الحديثة تشير إلى أن هذه "الرسل" الهرمونية والعصبية يمكن أن تؤثر مباشرة على هذه "الملصقات" الابيجينية ب"إطفاء" أو "تشغيل" الجينات.
🦌تخيل أن لديك جينًا مسؤولًا عن الاستجابة للالتهابات... المشاعر السلبية المزمنة (مثل التوتر والقلق) يمكن أن "تشغل" هذا الجين بشكل مفرط، مما يؤدي إلى حالة التهاب مزمن في الجسم، وهي أساس لكثير من الأمراض مثل أمراض القلب والسكري. في المقابل، المشاعر الإيجابية قد تساعد على "إطفاء" الجينات المرتبطة بالالتهاب.

🧬 التأثير على جينات المناعة

مشاعر التوتر والخوف يمكن أن تؤثر سلبًا على الجينات المسؤولة عن قوة جهاز المناعة لدينا، مما يجعلنا أكثر عرضة للأمراض والعدوى. بينما الشعور بالأمان والسعادة يمكن أن يعزز نشاط الجينات المناعية.
🤞المرونة العصبية والتعلم.
حتى قدرة أدمغتنا على التكيف والتعلم تتأثر بالابيجينات المتأثرة بمشاعرنا.
المشاعر الإيجابية والحالة النفسية المستقرة يمكن أن تعزز من مرونة الدماغ وقدرته على تكوين روابط عصبية جديدة.

📝 أمثلة حية على قوة المشاعر الابيجينية
1️⃣ صدمات الطفولة: أظهرت دراسات أن الأطفال الذين يتعرضون لصدمات نفسية شديدة في سن مبكرة قد يحدث لديهم تغيرات ابيجينية دائمة في جينات تتعلق بالتوتر والاستجابة للضغط، مما يجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب والقلق في الكبر.
2️⃣ تأثير الرعاية الأبوية: الفئران التي تتلقى رعاية واهتمامًا أكبر من أمهاتها تظهر تغيرات ابيجينية في جينات مرتبطة بالسلوك، مما يجعلها أقل قلقًا وأكثر قدرة على التعامل مع التوتر عندما تكبر. والمثير للدهشة، أن هذه التغيرات يمكن أن تنتقل إلى الأجيال التالية!
3️⃣ التأمل والوعي: بعض الدراسات تشير إلى أن ممارسات مثل التأمل واليوجا، التي تركز على تهدئة العقل وتوليد المشاعر الإيجابية، يمكن أن تحدث تغيرات ابيجينية إيجابية في جينات مرتبطة بالالتهاب والمناعة.
✍️ ماذا يعني هذا لنا؟
هذه الاكتشافات ليست فقط مثيرة للاهتمام، بل إنها تمنحنا قوة وتمكينًا، فهي تؤكد أننا لسنا مجرد ضحايا لمصيرنا الوراثي، بينما لا يمكننا تغيير تسلسل الـ DNA الذي ورثناه، يمكننا بالتأكيد التأثير على كيفية "قراءة" جيناتنا من خلال مشاعرنا وسلوكياتنا.

📝نصائح عملية للحفاظ على "صحة" جيناتك الفوقية:
👈 إدارة التوتر: تعلم تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق، التأمل، أو قضاء الوقت في الطبيعة.
👈 التعبير عن المشاعر: لا تكبت مشاعرك السلبية. تحدث عنها، اكتبها، أو ابحث عن دعم نفسي إذا لزم الأمر.
👈 تنمية المشاعر الإيجابية: ركز على الامتنان، الفرح، الحب، والتعاطف. يمكن تحقيق ذلك من خلال قضاء الوقت مع الأحباء، ممارسة الهوايات، ومساعدة الآخرين.
👈 نمط حياة صحي: التغذية الجيدة، النوم الكافي، وممارسة الرياضة، كلها عوامل تدعم بيئة داخلية صحية تساعد على تعزيز التغيرات الابيجينية الإيجابية.

🫔 في الختام، مشاعرنا هي جزء لا يتجزأ من هويتنا، ولكنها أيضًا قوة بيولوجية قوية يمكنها أن تكتب قصصًا جديدة على صفحات كتاب جيناتنا.
من خلال فهم هذا الارتباط العميق، يمكننا أن نصبح أكثر وعيًا بصحتنا، ونختار أن نعيش حياة تعزز ليس فقط رفاهيتنا النفسية، بل أيضًا صحتنا الوراثية على المدى الطويل.

د. عاطف عتمان 🕊️

مرشد اتّزان شعوري وممارس معتمد لتقنيات PEAT وAspectics وميسر شفاء كمي.
للحجز والاستفسار واتساب: 01006809464

---

📌 **شارك هذا المقال إذا شعرت بأنه لمس شيئًا داخلك.**
🕊️ ربما يحتاج أحد أحبائك إلى تذكير بأن كل شيء يمر
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام