ورضوان من الله أكبر من كل نصب وحزن ومرض.
لم تكن عمتي مجرد بشر عادي، بل كانت أقرب ما تكون إلى ملاك نقاء. لم تكن علاقتي بها كأي علاقة أخرى، فهي من ملأت فراغ الأب الذي رحل مبكرا، فكانت لي السند والحضن، والجبر والعوض.
كانت علاقتنا روحا بروح، تأنس بها وتطمئن. كنا صديقين؛ تأنس هي برأيي ومشورتي، وأهرب أنا إليها من قسوة الحياة لأجد فيها نعم الملجأ.
يمكن وصف شخصيتها بأنها ربانية بالمفهوم الديني، ومن عمال النور بالمفهوم الروحي، وإن كنت أشك أنها قد سمعت بهذا المصطلح يوما وإن جسدته.
كانت ملاذا آمنا للغريب والقريب، تجسد السماحة والكرم والحنان والحكمة، وتهب الكلمة الطيبة والضيافة المادية والمعنوية، وتجبر الخاطر.
أما عن عبادتها، فقد كانت صوامة قوامة تالية لكتاب الله بفطرة نقية.
حتى هذه اللحظة، تهرب مني الدموع، فلا أريد أن أصدق أنها ارتقت إلى عالم النور. ربما يكون هذا النعي مدخلا للبكاء، فأنا في أمس الحاجة إليه.
سلام عليك في الحياة وفي الممات، وفيما بعد رحلتك الطيبة.
سلام على روحك أيتها الطيبة المطيبة، ورضوان من الله أكبر من كل نصب وحزن ومرض.
إلى اللقاء هناك، يا من فراقها علي صعب، فالله أسأل الصبر والسلوان لي ولأحبتك، ولك معية النور
ليست هناك تعليقات: