الإكتئاب والمعرفة
✍️ الإكتئاب ذلك الوحش الكاسر المربك لأضلاع الطب والذي يفوق وحشية أعتى الأمراض والذي غادر صفوف أهل الفكر والفهم والمعرفة لينتشر بين عموم الناس بعد خصام الإنسان مع الفطرة وإدمانه للشهوة(كل ما يخالف الفطرة) .👈 أما عن اكتئاب أهل الفكر الحقيقي قال أرسطو: إن العباقرة جميعا مكتئبون.أيضا كلما ازدادت المعرفة زاد الشقاء الإنساني وهذا مما إلتفت إليه المتنبي قديما حين قال :
ذو العقل يشقى في النعيمِ بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ.
👈 لم يغب هيراقليطس عن المشهد إذ قال : إن الحمير تفضل التبن على التبر. وشتان بين التبن والتبر( الذهب الخام )!
👈 هنا تظهر حكمة السيد المسيح عليه السلام في القول : لا تطرحوا دُرَرَكم قُدَّام الخنازير.
👈 إرتقاء الفهم والمعرفة بشكل مفرط عامل أساسي في درجة الإكتئاب حتى لوحظ أن الحيوانات صاحبة الحظ الأوفر في المعرفة والشعور كالشمبانزي والكلب قد تعاني من أعراض إكتئابية عكس الحمار الأقل حظا في المعرفة والشعور.
العجيب أن الحمار (صاحب الصفات الجيدة في مجالات مختلفة) مضرب مثل في بعده عن المعرفة والإدارك الشعوري حتى يشبه الإنسان الغائب عن الوعي الفكري والشعوري بالحمار .
👈 ألئك المهمومين بسبر غور الأمور ومعرفة حقيقة الأشياء وأسرار الوجود من خلال الإفراط الذهني والعمق الحسي والشعوري المكرس لخدمة الإنسانية عبر بيان حقيقة الوجود هو أحد أهم أسباب قسوة الموجات الإكتئابية.
👈 مازالت دعوة أمي المتكررة روح يبني ربنا يكفيك شر الفكر تتردد في أذني معبرة عن النظرة المجتمعية للفكر بأنه شر يورث الهم والحزن ومع كل ذلك يظل هو المنارة والأمل في النهوض الحضاري روحيا وماديا.
ليست هناك تعليقات: