مساحة إعلانية

الأب متى المسكين الذي أحببته وتمنيت لقاءه.

عاطف عبدالعزيز عتمان يوليو 28, 2023

 

مجدد الأرثوكسية


الأب متى المسكين الذي أحببته وتمنيت لقاءه.

🦌في ظل التعصب والتطرف ولغة الكراهية والعنصرية الدينية المسيطرة على كل المعسكرات، أواصل الرحلة بعد خطيب الثورة من على منبر الأزهر القمص سرجيوس تبحر الأريام في ظلال فلسفة وروحانية وإنسانية ووطنية الأب متى المسكين.

🦌 الآخر المختلف هو المرآة التي أرى نفسي فيها ودون المرآة يستحيل أن أرى نفسي، ومن غير رؤية نفسي أظل أعمى مهما كنت مبصرا، وهنا أحب الآخر حبين، حبا كونه إنسان صنعه الله، أي حب في الله، وحب كونه باختلافه وتمايزه أختبر نفسي وأراها من خلال هذا الاختلاف.

👈من هنا كان لقائي بالأب متى المسكين مجدد الأرثوذكسية القبطية من أجل الإنسان وفي كلمة الإنسان المفتاح وموطن اللقاء، فكل صاحب فكر ومعتقد ومنهج ينحو نحو الإنسان أجدني في تقاطع معه.

الاجتهاد

👈 متى المسكين كان يؤمن بأخوة كل البشر في الله وهنا نلتقي إيمانيا وفي ظلال صلاة الإنسانية  وكما أعلن في حواره مع الدكتور جابر عصفور ود. هدى وصفي ود. نصر ابوزيد قائلا :
فأنا أرى المسلم المتمكن من الروح الإسلامية الذي يتقن العبادة والتقوى عنده القدرة على دخول باب الاجتهاد... فحين يرتفع المسلم في باب الاجتهاد ويتلامس مع الروح، سوف يتلامس معي بلا شك، ولكن حين تنزل على الأصول فقط، سيكون لك بيت ولي بيت، لا تزورني ولا أزورك“.

أشار الأب متى المسكين في حواره أن هذا الاجتهاد كان أداة الإمام المجدد محمد عبده.

وكالعادة يحارب كل فكر متميز، ونفس نقية، ومنهج له ملامحه الخاصة، فكما تعرض شريعتي الشيعي، ومحمد عبده السني، تعرض متى المسكين الارثوذكسي لسهام الحقد والنقض ومحاولات الإقصاء، لكن افكاره ظلت منارة لكل روح منفتحة على الحقيقة .

السؤال الصعب

👈 يطرح الأب متى المسكين السؤال الصعب على كل المؤمنين باختلاف إيمانهم هذا السؤال المخيف الذي على كل المؤمنين بالله، طرحه، كل بحسب عقيدته إذا أرادوا النجاة:
هل ترى الكنيسة (أو المؤسسة الدينية بشكل عام)- باعتبارها ذات سلطان روحي استمدته من الرب ومن الروح القدس- أن عليها الخضوع لهذين أم لسلطان الرئاسات الكهنوتية؟!

بدوري كمسلم سألت نفسي هذا السؤال مرارا وتكرارا وخاصة في العقد الأخير من رحلتي إلى الله!


الدين والدولة

👈 علاج معضلة علاقة المؤسسة الدينية بالسلطة من خلال رؤية المسكين وخروجا من كونها الكنيسة فقط التي تحدث عنها المسكين أرى أنها رؤية صالحة لتنظيم العلاقة بين مؤسسة الدين والمواطن والدولة، فأرى بعين المسكين أن..

🦌المؤسسة الدينية مسؤولة عن خدمة الإيمان في شخوص العرايا والبؤساء والمشردين والتائهين.
🦌 علاقة المواطن بالوطن يتمتع فيها بالحرية دون الرجوع للمؤسسة الدينية.
🦌 رجل الدين كمواطن مسؤول أمام الدولة كمواطن وليس كرجل دين
🦌 رجل الدين لا يتسلط على شعبه كحاكم بل كخادم فهو سراج هداية لا سوط وصاية.

التعصب

👈 يتناول المسكين القضية الأخطرفي تاريخ البشرية  -وهي قضيتي الرئيسية في الحياة - وهي التعصب.
فيرى التعصب للعقيدة كارثة إيمانية بل كارثة وطنية وشعبية.
ويقول: إن منشأ الصراع العقائدي الديني هو منشأ سياسي دولي، وإن مصر عانت من كلا الصراعين.
ويرجع التعصب للجمود والخضوع للتلقين الإجباري دون الحث على إعمال العقل وممارسة الحوار. 
ويتهم صراحة القادة والمعلمين بأنهم المسئولون عن ذلك.
أما أخطر أنواع التعصب فهو ”تدريس“ التعصب، وذلك بتلقين مبدأ ”لا تضع يدك إلا في يد من يؤمن بمبادئك“!! 
مما يفرض على المتلقي روح العزلة والانفصال والانكماش، وهو أمر خطير على المواطن المسيحي، إذ سيعيش غير متجاوب مع مجتمعه وشعبه وبلده.

أما الحل عند المسكين فهو: تكوين النشئ بحيث يصبح قادرا على تحقيق استعلان الحق الإلهي. 
والحرية هي التي تجعل الإنسان يحكم على الأمور بلا تحيز ولا خطأ
أما الذي لم يبلغ الحرية بمعناها الحقيقي فقد أخفق في معرفة الحق، وكل ما يتبقى له هو ”منطوق الإيمان وأوامره ونواهيه، يؤمن بها بلا وعي، تتحكم فيه... والإنسان غير الحر يتعصب لما يؤمن به. ولا علاج للتعصب إلا أن نزيد له المعرفة الصحيحة لعله يبلغ إلى الحق الذي هو الله.


يتحول المسكين من صيدلي إلى جراح فكري وروحي ماهر، فيشخص الداء بشجاعة دفع ثمنها، ويحاصر موطن الداء، فالتعصب خطر على الإيمان والإنسان على حد سواء، والتعصب الديني لم يحدث بينه وبين السياسة طلاق أبدا عبر التاريخ.
 
غياب الحوار، والتقلين دون تربية العقل على التفكير، والحقد المقدس الذي يربي عليه المعلمون النشئ، والقطيعة بين أبناء الرحم الواحد نتيجة اختلاف الفكر أو المذهب أو الدين مكمن الداء، والحل في الحرية والمعرفة والمحبة وأسمى معرفة هي معرفة الله.

الآخر عند المسكين

المسيحية غير الأرثوذكسية، ليست آخراً بل هي مسيحية فحسب، لأن المسيحية رحبة تقبل وتحتضن كل الإنسانية. 
والمسلمون عنده ليسوا أغياراً إنما هم إخوة.
علينا أن ننظر إلى كافة الناس البعيدين عن المسيح من منظور مسيحي، ولا نكف عن خدمتهم والصلاة عنهم بتوسل ومحبة، عالمين ومتيقِّنين أن مشيئة المسيح هي خلاصهم.

👈 الأب متى المسكين في انفتاحه على الآخر المختلف وتفهمه للاختلاف ومحبته التي لا يعكر صفوها الاختلاف فصل من فصول صلاة الإنسانية ومن الملاحظ أن المحب لا يقف عند المذهب المختلف بل هي للإنسان وهنا يمثل المسكين مرحلة من أعلى مراحل الوعي بالمسيح.

السلام عليك يا صوت المحبة والإنسانية والذي إن رحل جسده ظلت أفكاره منارة .
🌴الأب متى المسكين... راهب التجديد من أجل الإنسان.

المصادر

الكنيسة والدولة 
المسيحي والمجتمع 
حواره مع الدكتور جابر عصفور ود. هدى وصفي ود. نصر ابوزيد

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام