الحب هو الحل

عجلة نيوتن عكس فكرة منشور تحليل الضوء.
نيوتن عندما حرك القرص المحتوي على 7 ألوان يمثلون ألوان الطيف بسرعة عالية (يعني اختلفت الطاقة والذبذبة) ظهرت العجلة باللون الأبيض!

الألوان المختلفة أو التي نراها مختلفة في مستوى الطاقة العادي، والتي لو حاولنا ظاهرا عند نفس مستوى الطاقة خلطها، لتحولت إلى لوحة قبيحة لا معالم لها، ولكن في مستوى طاقة أعلى تتوحد ألوان الطيف المختلفة وتظهر باللون الأبيض، فهناك مستوى يجمع المختلف الذي يحتفظ كل منه باختلافه في مستويات أخرى.

عجلة نيوتن تحتاج لتأمل وتدبر وتفلسف ففي تأملها عبادة وصلاة.

يتوقف الحكيم الروسي لازاريف وتتوقف معه الأريام عند فكرة على لسان رجل دين أرثوذوكسي نصها

«عندما يقوم رجل أرثوذوكسي باقتباس طقوس من عقيدة أو دين آخر، عندها سوف تنشأ في رأسه دوامة، فهو لا يعود أرثوذوكسيا ولا مسلما ولا يهوديا، بل يصبح شخص مبهم وغير مفهوم»

من هنا يصل لازاريف أنه لا يمكن للأديان على مستوى الطقوس والعقائد أن تتوحد، ويمثل ذلك بمجموعة ألوان ناصعة، نقية، جميلة، مختلفة يتم مزجها فنحصل على حالة من اللاحالة، أو سمها حالة من القبح نتيجة خلط ظاهري في مستوى طاقة متدن.

بالعودة لتاريخ الأديان وحالة الصراع الإقصائي، تؤكد هذه الحالة استحالة وحدة الأديان عند هذا المستوى الظاهري،وخطورة استمرار هذا الصراع، فمحاولة إفناء الكفار (من وجهة نظر دين ما) والإقصاء المادي أو المعنوي تملأ صفحات التاريخ ولم تعد البشرية تتحمل هذه الصراعات المدمرة.

هنا يظهر السؤال هل يمكن أن تتحد الأديان؟

يسأل الحكيم لازاريف هل يمكن أن تتحد الأديان؟

هنا يجب أن نعود لعجلة نيوتن الذي ظلت فيه الألوان منفصلة لكل لون خصوصيته، وجماله، وتميزه، واختلافه في المستوى العادي، فما أن تدور الدائرة بسرعة ويتغير المستوى الطاقي حتى تظهر الدائرة باللون الأبيض، أصل كل الألوان.

فلسفة عجلة نيوتن التي وحدت ألوان الطيف عند مستوى وعي أو طاقة معينة يرى لازاريف أن هذا ينطبق على الأديان، فيقول لازراريف في كتابه تشخيص الكارما نهاية الحوار

«الخلط الفزيائي السطحي، واللباس، والطقوس، ونمط التفكير بين الأديان يمكن أن يعطي نجاسة، لكننا عندما نتمعن في مغزى الحب في الأديان سنرى بداية واحدة للتناسق والانسجام في أسس تلك الأديان.
عندها سوف نكتشف مختلف الظواهر الرائعة في الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية أو البوذية.
عند تمحيص مختلف الجوانب وقبول ما هو إيجابي وإغفال ما هو سلبي، سوف نهتم في المقام الأول بجوهر الأديان الثمين والرائع والمشترك بينهم والذي يشكل عاملا لتوحيدها.»

كما يرى لازاريف أن مغزى الأديان هو الحفاظ على الاتصال مع الخالق، فإن استحالت وحدة الأديان على مستوى الشكل، فتوحدها على المضمون ممكن، بحيث يكون التقرب إلى الله أشد وأقوى من السعي للحياة والرغبات ويكون هذا التقرب هو محل التقارب.

اقرأ على واحة الأريام سأصلي من أجلك كما أثق أنك تصلي من أجلي

توحد الأديان لا بد من أن يكون دافعه السعي إلى الله وإن اختلفت الطرق في المستويات الدنيا إلا أنها تلتقي هناك... هناك في مستوى الحب الإلهي، إنه الحب الذي يوحد كل المتناقضات، إنه الحل لإنقاذ البشرية المتمثل في السعي إلى الله بشكل قوي حتى تصبح الحقيقة الإلهية أكثر تجليا لكل منا.

هنا تترك الأريام السيد لازاريف لتطوف حول مولانا جلال الدين الرومي وتتفلسف حول هذه المقولة التي تخلص إلى ما ذهب إليه الحكيم الروسي، وتبين لماذا الصوفي الحق محب للخلق، فبعد أن تخلى فتحلى فحاز التجلي، وهناك في هذه الحالة تلتقي كل المتناقضات في الظاهر.
يقول الرومي :

«خارج كل هذا الصواب والخطأ يوجد فناء ليس فيه سوى الحب. لنلتقي هناك»

إقرأ على واحة الأريام

..الإمام الأكبر الأول في تاريخ الأزهر يقر حق الاجتهاد الفردي والتفسير والفهم

نعم يا مولانا، فالحب هو الحل، ولا بديل عن أن نلتقي جميعا في فضاء الحب الإلهي، نصلي صلاة الإنسانية التي تختلف فيها الطقوس والتراتيل والحروف، كل حسب دينه ومذهبه، لكن مدادها المحبة ومحرابها الحب وقبلتها السماء.
صلاة ما زلت أحلم أن تجمع البوذي واليهودي والمسيحي والمسلم في حضرة الحب الإلهي تنافسا في أن يحصل كل منا على أكبر قدر من التجلي الإلهي وندرك أن الإخاء الإنساني مظلة الجميع .

اطلب بشكل مباشر نسختك الورقية من كتاب صلاة الإنسانية للكاتب عاطف عتمان عبر خدمة Bosta للتوصيل، والمتاحة في جميع أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من خلال هذا الرابط:
http://bit.ly/2uPwmXR
للاستفسارات يسعدنا تواصلك معنا على رقم خدمة العملاء: 01220222242
#كُتبنا
#الكتب_شغف_لا_ينتهي