مساحة إعلانية

في رحاب المعجزة السبينوزية

عاطف عبدالعزيز عتمان مارس 01, 2022

 

في رحاب المعجزة السبينوزية


فيلسوف الأخلاق باروخ سبينوزا.
البحث عن الخير الحقيقي آخر آمال سبينوزا في النجاة والقلق المعرفي الدواء الوحيد الذي ربما يبلغ الأريام شاطئ الآمان.
سبينوزا في رحلته للبحث عن الخير الحقيقي تتدهور علاقته بطائفته اليهودية وتعرض عليه السلطات الدينية راتب سنوي مقابل تظاهره باتباع الطقوس وعدم نشر أفكاره الفلسفية.
تبا لصناع المنافقين، تبا لجنود الإله الدين يرعبهم العقل و يخشون النور.
مؤمن مجنون مهووس يحاول اغتيال سبينوزا دفاعا عن الدين مما جعل الفيلسوف يأخذ حذره بالامتناع عن التصريح ببعض آراءه ونشر الأخرى تحت إسم مستعار، هذا المهووس ضحية التحريض والتكفير من الكهنة.
تاريخ الأديان يكرر نفسه في صراع القلم والرصاص، الحب والحقد المقدس، فبعد فشل محاولات شراء الذمة والاغتيال مع سبينوزا في 27 يوليو 1656 والمكان كنيس في أمستردام والأباء يجتمعون لتكفير الشاب العشريني باروخ سبينوزا وينطق الكهنة الحكم  بلعن فيلسوف الأخلاق ليس باسم أنفسهم بل باسم الملائكة وحكم القديسين والكتب المقدسة ناهيك عن مقاطعة أشبه بحصار بني هاشم في شعب أبي طالب ،كل ذلك بتهمة الحب، بتهمة العقل،بتهمة الفكر، إنها الهرطقة أو الفسق أو الكفر سلاح كل المجرمين عبر التاريخ لاطفاء الشموع.

خطاب المجلس الأعلى في الكنيس اليهودي، عن قرار حرمان "سبينوزا" من الانتماء لليهودية :

"بقرار الملائكة وحُكم القديسين نحرم ونلعن وننبذ ونصُب دعاءنا على "باروخ سبينوزا"، بموافقة الطائفة المقدّسة كلها، وفي وجود الكتب المقدسة ذات الستمئة والثلاثة عشر ناموسًا المكتوبة بها، نصُب عليه اللعنة وجميع اللعنات المدوّنة في سِفْر الشريعة. 
مغضوبًا وملعونًا، نهارًا وليلًا، وفي نومه وصُبحه، ملعونًا في ذهابه وإيابه، وخروجه ودخوله. 
ونرجو الله أن لا يشمله بعفوه أبدًا. 
وأن ينزل عليه غضب الله وسخطه دائمًا، ويُحمِّله جميع اللعنات المدوّنة في سفر الشريعة. 
ونسأل الله أن يُخلِّص أولي الطاعة منكم وينقذهم. 
وأن لا يتحدث معه أحد بكلمة، أو يتصل به كتابة، وأن لا يقدّم له أحد مُساعدة أو معروفًا، وأن لا يعيش معه أحد تحت سقف واحد، وأن لا يقترب أحد منه على مسافة أربعة أذرع، وأن لا يقرأ أحد شيئًا جرى بهِ قلمه أو أملاه لسانه."
انتهى.

(إن البراهين هي أعين الروح تبصر بها) بهذه الحكمة أوعج سبينوزا عروش الكهنة فعن أي برهان تتكلم ونحن الموقعون عن رب العالمين قد أغلقنا الباب على ما ورثناه !
بعد الطرد والحرمان والمقاطعة عرض صديق ثري على الشاب باروخ راتب شهري ليتفرغ للفكر الفلسفي إلا أن سبينوزا رفض وظل يمارس صناعة العدسات التي يتقنها ليعيش منها والمفارقة أن سبينوزا قضى عمره في صقل العدسات من أجل توضيح الرؤية العينية وصقل الفكر من أجل الوعي البشري، من أجل من حاول قتله ومازالات أثار السكين على ملابسه ومن أجل من حرمه وقاطعه وطرده ، فأي سبيل هذه التي يسير فيها الفيلسوف ؟
لما مات صديق سبينوزا أوصى له براتب كبير إلا أن الفيلسوف رفض إلا مقدار صغير يكفيه.
لماذا رفض سبينوزا الراتب و صديقه حي وقبل جزء بسيط من الوصية؟
هل يمكن أن نثق في كلمة طعامها ليس من عمل يدها؟



كتاب


اطلب بشكل مباشر نسختك الورقية عبر خدمة Bosta للتوصيل، والمتاحة في جميع أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من خلال هذا الرابط:http://bit.ly/2uPwmXRللاستفسارات يسعدنا تواصلك معنا على رقم خدمة العملاء: 01220222242

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام